منذ اكتشاف فيروس كرونا المستحدث في السعودية عام 2012، تم تأكيد أكثر من 2400 إصابة بالفيروس، أدت لأكثر من 800 حالة وفاة. النسبة المرتفعة وسرعة الانتشار، دفعت بأطباء في الولايات المتحدة لبحث الأسباب التي قد تزيد من خطورة الوفاة بهذا الفيروس تحديدا وبأمراض الجهاز التنفسي بشكل عام.

ورصد الباحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند وجامعة جونز هوبكنز، تأثير مرض السكري على الفيروسات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي بشكل يفسر شدة تأثر مرضى السكري ببعض الأمراض مثل الالتهاب الرئوي أو نزلات البرد، مقارنة بغيرهم.

وقام الباحثون برصد رد فعل الفئران على فيروسات مسببة لأمراض تنفسية، وخلصوا إلى أن أعراض الالتهابات في مجرى التنفس كانت أطول لدى الفئران المصابة بالسكري، مقارنة بمجموعة الفئران السليمة، كما أن الأعراض كانت أشد حدة في المجموعة الأولى.

ورجح العلماء وفقا لدراستهم التي نشرتها دورية "جورنال أوف كلينكال إنفيستيجاشن إنسايتس"، أن مرض السكري يتسبب في خلل برد فعل الجسم عند الإصابة بفيروسات مسببة لأمراض الجهاز التنفسي بشكل خاص.

أمل في العلاج؟

يعتبر الخبراء هذه الدراسة كخطوة أولى، ويسعى القائمون عليها إلى أبحاث تالية لرصد نوع الخلل في جهاز المناعة الذي يجعل إصابة مرضى السكري، أقوى من غيرهم عندما يتعلق الأمر بأمراض الجهاز التنفسي.

وفي هذا السياق قال ماثيو فريمان، مشرف الدراسة، في تصريحات نقلها موقع "ناخ فيلت" الألماني: "خطوتنا التالية تتمثل في التعرف على طرق العلاج المناسبة التي تسد الفجوة في رد الفعل المناعي لدى المصابين بالسكري".

في الوقت نفسه فتحت نتائج هذه الدراسة، الباب أمام أسئلة عديدة تتعلق بإمكانية تغيير جرعة الأنسولين التي يتعاطها مريض السكر، بهدف تقليل فرص الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي أو حتى الحد من أعراضها.

في الوقت نفسه يأمل العلماء في أن تساهم هذه النتائج في الوصول لطرق علاج أفضل تستهدف بشكل محدد الجهاز المناعي لمرضى السكري.

ا.ف/ و.ب