باحثون إسرائيليون يطورون تقنية تجسس عبر مصابيح "ليد"!
٢٣ يونيو ٢٠٢٠
ينتج عن الضوضاء أمواج صوتية تتسبب في اهتزاز لمبات ليد بأقل قدر. وباستخدام أجهزة بعينها نجح علماء إسرائيليون في الاستماع إلى ما يجري في إحدى الغرف، في نفس وقت حدوثه.
وإذا لم تتمكن من دخول الغرفة، فيمكنك أيضا التقاط ما يقال وأنت متواجدا خارجها باستخدام ميكروفون شديد الحساسية، لكن الطريقة الأكثر حداثة هي اختراق الهاتف الجوال أو كمبيوتر الأشخاص الموجودين في الغرفة والقيام بشكل سري بتنشيط الميكروفونات المدمجة في تلك الأجهزة.
لأن الضوضاء في الغرفة، سواء المحادثات أو الموسيقى، تولد موجات صوتية تتسبب بدورها في حد أدنى من الاهتزازات بمصباح LED. وهذه الاهتزازات تغير ضوء المصباح في الحد الأدنى فقط، لكنها تكفي لتحديد طول وتواتر الصوت.
ويعرض باحثون من جامعة بن غوريون في النقب ومعهد وايزمان للعلوم تجربتهم البسيطة نسبيا بالتفصيل على موقع الويب الخاص بهم في فيديو قصير مع الصور.
بساطة مدهشة
من فوق جسر، وجه الباحثون تلسكوبا عاديا متصلا بأجهزة استشعار كهربائية ضوئية على مبنى مكاتب يبعد 25 مترا، وركزوا التلسكوب على مصباح LED، كان مرئيا من الخارج.
ثم أطلق الباحثون ثلاثة أصوات مختلفة في غرفة "التنصت": أغنية لفرقة الروك البريطانية كولدبلاي وأغنية لفريق البيتلز والخطاب الشهير للرئيس الأمريكي ترامب الذي يقول فيه "نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
بعد مرور الإشارات "الخام" التي تم التقاطها من خلال نظام تنقية متعدد المراحل يتكون من خافض للضوضاء، وموازن صوت (اكولايزر)، وما إلى ذلك، تم سماع الضجيج من الغرفة في نفس وقت حدوثه. خافتا قليلا، لكن يمكن التعرف بوضوح على كل كلمة والإيقاع واللحن. ويطلق الباحثون الإسرائيليون على طريقتهم هذه اسم "لمبفون" (ميكروفون المصباح).
الاستماع المباشر
في عام 2014، طور باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بالاشتراك مع شركتي مايكروسوفت وأدوب خوارزمية يمكنها إعادة تشكيل إشارات صوتية من خلال تحليل أصغر الاهتزازات للأشياء، حيث قام العلماء آنذاك بمتابعة كيس رقائق البطاطس (شيبسي) ونبتة منزلية في إحدى الغرف. لكن إعادة تشكيل الإشارات الصوتية الصادرة عنهما استغرق بعض الوقت. بيد أن الباحثين الإسرائيليين الآن تمكنوا من الوصول إلى الإشارات الصوتية مباشرة أي في نفس وقت حدوثها.
والمثير للدهشة أن الأصوات، التي يتم سماعها عبر المصباح لا تدركها الأذن البشرية فقط، فقد أظهر الباحثون أن تطبيقات التعرف على الموسيقى تعرفت على الأصوات أيضا. وفي هذه الحالة جرى استخدام تطبيق يسمى "شازام". كما تم التعرف على خطاب ترامب أيضا من خلال برنامج "غوغل" للتعرف على الكلام، الذي حوله فورا إلى نسخة مكتوبة.
النتائج التي توصل إليها الباحثون الإسرائيليون ستعرض بالتفصيل في مؤتمر حول أمن المعلومات في أغسطس./ آب المقبل.
ألكساندر فرويند/ ص.ش
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.