باحثون: البعض يمكنهم التعرف على الأمراض من أول نظرة
٢ يناير ٢٠١٨
قدرة بعض أنواع الحيوانات على التعرف على أمراض تصيب بشر معروفة منذ وقت طويل. ولكن يبدو أيضا أن هناك بشرا يمتلكون قدرات مشابهة، وهذا ما تشير إليه على الأقل دراسة لباحثين في معهد كارولينسكا في ستوكهولم.
إعلان
من المعروف أن هناك كلابا قادرة على شم رائحة مرض السكري وفئرانا قادرة على التعرف من خلال حاسة الشم على المصابين بمرض السل. كما أن ذبابة الفاكهة قادرة أيضا على التعرف على الخلايا السرطانية. قدرة بعض أنواع الحيوانات على التعرف على أمراض تصيب البشر معروفة منذ وقت طويل. ولكن يبدو أيضا أن هناك بشرا يمتلكون قدرات مشابهة. إذ قال باحثون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم إن الأشخاص الذين يمتلكون هذه الموهبة ليسوا بحاجة للاعتماد على أنفسهم على سبيل المثال، حيث تكفي نظرة واحدة للتعرف على المرض؛ حسبما أكد الباحثون في دراستهم التي تنشر الأربعاء (الثالث من كانون الثاني/يناير 2018) في مجلة "بروسيدنغز B" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا.
وللتأكد من صحة هذه النظرية قام الباحثون، تحت إشراف جون أكسيلسون، بحقن متطوعين بحقنة بكتيريا كولاي "الإشريكية القولونية" التي تصيب الإنسان بالتهاب. كما حقن الباحثون مجموعة أخرى بحقنة تحتوي على عقار وهمي. ثم التقط الباحثون صورا لجميع المتطوعين بعد ساعتين من الحقن. وكانت هناك مجموعة ثالثة من الناس أعطوا فرصة ثوان معدودة من الوقت للإجابة على سؤال عما إذا كان أصحاب الصور مرضى أم أصحاء.
وبالفعل تعرف هؤلاء على المرضى بنسبة 81 %، وهو ما فسره الباحثون على أنه ليس محض صدفة. ولكن الباحثين كانوا يريدون أيضا معرفة الدلائل التي تحتوي عليها هذه الصور واعتمد عليها هؤلاء الأشخاص في تشخيص المرضى. لذلك قام الباحثون بسؤال المجموعة الثالثة عن السمات المرضية المحددة التي تعرفوا عليها في وجوه أصحاب الصور وساعدتهم على هذا التشخيص.
كان من بين هذه السمات شفاه ناضبة ووجوه شاحبة وبشرة مبقعة أو لامعة وفم متدل وتورمات أو احمرار في العيون. وباستثناء البشرة المبقعة أو البراقة فإن جميع هذه السمات كانت عوامل للتعرف على الشخص المريض. قال الباحثون إن دراستهم تعطي دلائل على مدى إمكانية البشر على التعرف على "بني جنسهم" المصابين.
ورأى الباحثون أن هذه القدرة الخاصة يمكن أن تكون ميزة حيوية هائلة بالنظر للأمراض المعدية. ولكن الباحثين أشاروا في الوقت ذاته إلى أن هذا التحليل الذي يعتمد على الرؤية يمكن أن يكون معرضا للخطأ حيث إن الوجوه الحزينة أو المرهقة يمكن أن تبدو مريضة في بعض الأحيان. وبالفعل فإن هذه النظرية تنطبق مع دراسات أخرى أكدت أن الناس يتجنبون المرهقين، وأن إقصاء أصحاب الإعاقات الظاهرة أيضا اجتماعيا يحدث بسبب المبالغة في انتهاج آليات تجنب المرض حسبما أوضح الباحثون.
ورغم ذلك فإن الباحثين رأوا أن دراستهم يمكن أن تكون بداية لبحث مدى إمكانية التعرف على المرضى المحيطين بنا وقالوا إن هذا التعرف ممكن بشكل أفضل عندما تتم مراقبة رائحة الجسم وحركاته بشكل أفضل. كما أشار الباحثون إلى أهمية معرفة مدة إمكانية تدرب الإنسان على معرفة مرض الآخرين بمجرد رؤيتهم.
وخلص الباحثون إلى أنه "على دراسات مستقبلية أن تبحث في مدى تقاطع تعبيرات الوجه الدالة على الإصابة بمرضى ما مع العواطف البشرية الأساسية مثل الشعور بالهم والخوف ومدى السرعة التي يمكن أن يكتشف بها بعض الأشخاص مرضا لدى البشر الآخرين".
ز.أ.ب/ف.ي (د ب أ)
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW