باحثون في أوكسفورد: دواء شائع للربو فعال جدا ضد كورونا
١٤ أبريل ٢٠٢١
أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن دواء "بوديزونيد" المضاد للربو يمكنه أيضا أن يجنب المصابين بفيروس كورونا المستجد مسارات المرض الخطيرة، ما جعل خبيرا طبياً ألمانيا يعتبر نتائج الدراسة بمثابة "تغيير لقواعد اللعبة".
وقد تم التوصل إلى هذه النتائج التي نُشرت الأسبوع الماضي في المجلة الطبية "لانسيت" فريق من الباحثين بقيادة سانجاي راماكريشنان من جامعة أكسفورد.
وقام فريق البحث بفحص 146 مشاركا جميعهم من المملكة المتحدة عانوا لبضعة أيام من أعراض خفيفة لكوفيد 19. وتلقى نصف المشاركين العلاج المعتاد بعد الإصابة بفيروس كورونا، والذي يشمل تناول عقاري الباراسيتامول أو الأسبرين، فيما استنشق النصف الآخر دواء "بوديزونيد" (800 ميكروغرام) مرتين في اليوم حتى اختفت الأعراض. وقد استغرق الأمر سبعة أيام في المتوسط، بينما استمرت الدراسة من 16 يوليو/ تموز إلى 9 ديسمبر/ كانون الأول 2020، حسبما أورد موقع "فيلت" الألماني.
وجاءت النتيجة على النحو التالي: في المجموعة التي لم تأخذ دواء "بوديزونيد"، اضطر عشرة مشاركين للذهاب إلى قسم الطوارئ أو العلاج في المستشفى بسبب ظهور أعراض حادة لديهم جراء تطور مسار إصابتهم بفيروس كورونا. أما في المجموعة التي استنشقت دواء "بوديزونيد"، اضطر مشارك واحد فقط لتلقي العلاج في المستشفى. الأمر الذي جعل الباحثون يتوصلون إلى أن دواء "بوديزونيد" يقلل من خطر دخول المستشفى جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة 91 في المائة.
ونقل موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية عن الباحث كريس باتلر، وهو طبيب عام من جنوب ويلز وأستاذ الرعاية الأولية في جامعة أكسفورد، قوله "إن الدراسة وجدت دليلاً على أن دواء رخيصاً نسبياً ومتاحاً على نطاق واسع مع آثار جانبية قليلة جداً يساعد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر من نتائج أسوأ جراء فيروس كورونا على التعافي بشكل أسرع".
وعلق كارل لوترباخ، الطبيب أخصائي علم الأوبئة وخبير السياسة الصحية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، على النتائج بشكل إيجابي للغاية. واعتبر لاوترباخ أن الدراسة بمثابة "تغيير لقواعد اللعبة".
وكتب لاوترباخ في تغريدة على تويتر: "أعرف بعض الأطباء الذين يتبعون بالفعل هذه الاستراتيجية" في إشارة إلى وصف دواء "بوديزونيد" من طرف بعض الأطباء لمرضاهم. وتابع السياسي الاشتراكي الديمقراطي "بصفتي طبيبا عاما وعلى أساس البيانات المتاحة، يمكنني اتباع ذلك أيضا دون أي موانع."
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance