باحثون يحذرون.. "غناء الطيور" صار أكثر هدوءا ورتابة !
٩ نوفمبر ٢٠٢١
خلص باحثون إلى أن أصوات الطيور صارت أهدأ بسبب عوامل طبيعية وبشرية. ويحذر خبراء من تأثير ذلك على الصحة العقلية للبشر. كيف ذلك؟
إعلان
كشفت نتائج دراسة جديدة أن الطيور في أوروبا وأمريكا الشمالية صارت تغني بهدوء ورتابة أكثر مما كانت عليه الحال قبل بضعة عقود. وتوصل فريق بحث دولي في جامعة إيست أنغليا في نورويتش البريطانية، بهذه النتيجة بعد تحليل البيانات السكانية وتغريدات الطيور في أكثر من 200 ألف موقع في 22 دولة أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا، على مدار 25 عامًا.
ووفقًا لشبكة التحرير الألمانية (RND )، قال الباحث سيمون بتلر إن الأصوات الباهتة للطيور يمكن أن يؤثر على كيفية إدراك الناس للطبيعة، كما يمكن أن يكون لذلك تأثير على الصحة العقلية.
خلال الدراسة استمع الباحثون إجمالا إلى تغريدات 1067 نوعًا من الطيور، ويمكن الاستماع للتسجيلات مجانًا على موقع الويب www.xeno-canto.org. وأظهرت النتائج أن عدد الطيور المغردة في أوروبا وأمريكا الشمالية قد انخفض على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية.
وفي هذا الصدد يقول الباحث يوهانس كامب، رئيس قسم بيولوجيا الحفاظ على الطبيعة في جامعة غوتنغن الألمانية: "يبدو أن التنوع الصوتي وشدة الصوت الطبيعي يتناقصان في جميع أنحاء أوروبا".
وحسب فريق الباحثين فإن ضوضاء الطبيعة، بما في ذلك أصوات الحيوانات والطيور، يمكن أن تسهم في الرفاهية الجسدية والعقلية للبشر. ولهذا يخشى الباحثون من أن التطور الحالي سيؤدي اعتبار المجالات الطبيعية أقل قيمة بسبب تراجع تلك الأصوات. وهذا بدوره يمكن أن يقلل الاهتمام بحماية الطيور"، تضيف شبكة التحرير الألمانية.
وعلى الرغم من أن الدراسة اقتصرت على الطيور إلا أن المشرفين عليها يفترضون أن الحيوانات الأخرى قد تأثرت أيضًا. ويدعو إلى ضرورة حماية الطبيعة والطيور بشكل أفضل قبل أن تصبح الطبيعة مكانًا رتيبًا.
وبدورهم يمكن لعشاق الطبيعة والمدافعين عن البيئة المشاركة في الدراسات المستقبلية. فأثناء المشي وسط الطبيعة يمكنهم تسجيل أصوات العصافير وتحميلها على الموقع المتخصص لتكون المزيد من عينات الصوت متاحة للباحثين.
ع.ع /ع.ش
الطيور المهاجرة - التحليق نحو الحياة محفوف بخطر السقوط
تفرض كثير من الأنشطة البشرية على هجرات الطيور السنوية أخطارا لا نهاية لها، منظمة الأمم المتحدة حددت أياماً في شهري مايو وأكتوبر من كل عام لإحياء اليوم العالمي لهجرة الطيور. المشروع يسعى إلى حماية هجرات الطيور .
صورة من: picture-alliance/dpa
نكبة طائر الوروار
أخطر تهديد يواجه الطيور المهاجرة هو فقدان الموائل، فالزراعة الواسعة وتدمير الغابات تحرم الطيور التي قطعت آلاف الكيلومترات من الملاذ والطعام الذي تحتاجه. وطائر الوروار بأجنحته الذهبية نموذج للطيور المنكوبة، فقد تناقصت اعداده المهاجرة بنسبة 60 بالمائة خلال الأعوام الخمسين الماضية لأن مساحات شاسعة من موائل هجرته في أمريكا الجنوبية قد تعرضت للتجريف.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J. Zipp
محطات الاستراحة في رحلة الهجرة
تعتمد الطيور المهاجرة على محطات استراحة وتغذية في رحلاتها الطويلة، دون هذه المحطات لن تصل الاسراب المهاجرة الى وجهاتها، وقد تهلك بسبب الجوع والتعب. الأراضي الرطبة المتاخمة للبحر الأصفر التي تتساحل عليها الصين وشبه الجزيرة الكورية هي واحدة من أهم محطات استراحة الطيور المهاجرة. لكن تحويل هذه الأراضي إلى مرافئ وسواحل تخدم الإنسان في الزراعة حرم الطيور منها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/SIPA Asia/H. Jinghua
على حافة الانقراض
نقّار الرمال هو أحد أجناس الطيور المهاجرة المعرضة للانقراض بسبب حرمانه من محطات الاستراحة على سواحل البحر الأصفر خلال رحلته الماراثونية السنوية من روسيا إلى جنوب شرق آسيا. ويقدر عدد الباقي من هذه الطيور ب 210 أزواج، وفي عام 2019 وضعت بعض الأراضي الرطبة على قائمة الموروث العالمي في مسعى لحماية طيور نقار الرمال وغيرها من الانقراض.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/M. Yongcun
الصيد الجائر وصيد الجوارح
جزيرة مالطا هي محطة مهمة في رحلة نحو 150 نوعاً من الطيور تهاجر سنويا بين أوروبا وآسيا. كما أن سماء الجزيرة هي ميادين للطيور الجارحة، وبينها الصقور والشواهين والعقاب وحتى البوم التي تقتل آلاف الطيور خلال هجراتها في فصلي الربيع والخريف، حيث قضت على ملايين الطيور المغردة وخاصة طيور الفنتشس. كما يلجأ بعض الصيادين الى أشراك الطيور الظاهرة في الصورة لإغراء الطيور المهاجرة على أن تحط بينهم فيصطادونها.
صورة من: picture-alliance
الصناعة البشرية تعترض الطيور
الطيور المهاجرة مجبرة على التعامل مع منتجات الإنسان التي تعترض مسار هجرتها. فاصطدام الطيور بالتوربينات النفاثة وبناطحات السحاب وبأعمدة نقل الطاقة ذات الضغط العالي وبطواحين الهواء التي تولد الطاقة يهلك الوفاً منها. فالطيور تصطدم بانعكاس السماء في الواجهات الزجاجية العملاقة لناطحات السحاب فتهلك، أو لا ترى أذرع طواحين الهواء، أو تجذبها أنوار المدن أثناء الليل فتحط في أماكن تعرضها للهلاك بأعداد كبيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
سموم تلوث البيئة المهلكة
التلوث الذي يصيب موائل أو مشاتي الطيور المهاجرة يترك آثارا مهلكة على مصادر غذائها وصحتها. فاذا علقت بها السموم أو الزيوت النفطية والسحب الكيماوية أثناء مسار هجراتها، فإن كل ذلك سيجعلها عاجزة عن الطيران فتهلك وسط الطريق. الفضلات البلاستيكية والمعدنية تسممها لأنها تأكلها باعتبارها غذاء فتهلك، أو أنّها تغلق أمعائها ومعدها فتقضي جوعاً.
صورة من: picture-alliance/AP/USFWS/D. Clark
الصحارى المتنامية تعيق هجرة الطيور
التغيرات المناخية تفرض تهديدات كبرى على موائل الطيور المهاجرة فتجبرها على تغيير أنماط تكاثرها ومسارات هجرتها. بمنطقة الساحل غرب أفريقيا، قاد الجفاف المتزايد الى مزيد من التصحر، فتناقصت المساحات الخضراء التي تأويها. طيور مارتين الرمال الظاهرة في الصورة تواجه تحديات التصحر الكبرى أثناء طيرانها المضني من أفريقيا إلى أوروبا وبالعكس.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Bilgin
تغيرات السلوك القسرية
تظهر دراسات حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة المضطرد يجبر بعض الطيور على بدء رحلات هجرتها في وقت مبكر، ويجبرها على تغيير مسار طيرانها، بل ويجبرها أحياناً على إلغاء رحلات الهجرة بالكامل. الربيع المبكر الدافئ يعني اضطراب موسم الإزهار والأحياء التي ترتبط به، وهو مصدر رعب آخر للطيور المهاجرة. على الجميع بذل الجهود لإنقاذ الأنواع المهددة من الطيور المهاجرة. ناتالي مولر/ م.م