بعد فحص 2,3 مليون صورة توصل علماء لاكتشافات "رائعة" عن أنماط السلوكيات اليومية لدى 166 فصيلة من حيوانات المناطق الاستوائية بالعالم كالنمور والغوريلات وفصائل مهددة بالانقراض. إنها خطوة مهمة للمحافظة على الحيوانات والبيئة.
إعلان
عكف فريق بحثي من النرويج على دراسة "أنماط نشاط الثدييات" في المناطق الاستوائية من العالم، فضلا عن الأسباب والمحفزات التي تحرك سلوكيات معينة لدى هذه الحيوانات.
ويعتمد هذا الفريق على شبكة من الكاميرات المثبتة في شتى أنحاء الغابات والأحراش في قارات أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وزهاء 3ر2 مليون صورة فوتوغرافية. ويقصد بـ"أنماط نشاط الكائنات" المختلفة أساليب وتوقيتات النوم والغذاء والحركة لديها، والتي تختلف من حيوان لآخر.
ويؤكد العلماء أن الآليات التي تفسر هذه السلوكيات ليست مفهومة تماما لدى البشر حتى وقتنا هذا، رغم أهميتها البالغة في جهود المحافظة على الحيوانات والبيئة بشكل عام.
وتوصل فريق بحثي من جامعة "علوم الحياة" في النرويج إلى اكتشافات رائعة تتعلق بأنماط السلوكيات اليومية المتسقة لدى الحيوانات التي تعيش في المناطق الاستوائية في مختلف أنحاء العالم، بعد فحص الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها في إطار الدراسة.
اختلافات سلوكيات الحيوانات اللاحمة عن العاشبة
وتقول الباحثة أندريا فاليو فارغاس، رئيسة فريق الدراسة، إن "العوامل الرئيسية التي تحدد الأنشطة اليومية للثدييات بشكل عام هي حجم الجسم ونوعية الغذاء التي تقتات عليها هذه الحيوانات". فالحيوانات اللاحمة الضخمة والحيوانات التي تتغذى على اللحوم والعشب معا تنشط على الأرجح خلال ساعات النهار بعكس الفصائل الأصغر حجما ذات نفس الطبيعةالغذائية، في حين أن الحيوانات العاشبة الضخمة تنشط على الأرجح ليلا، بعكس الحيوانات العاشبة الأصغر حجما.
وأضافت فاليو فارغاس، في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية: "نفترض أن هناك صلة بين حجم الحيوان، وما يعرف باسم قيود ضبط حرارة الجسم"، بمعنى أن الحيوانات الأكبر حجما تستهلك كميات أكبر من الطاقة للاحتفاظ بدرجة حرارة مثالية في الأجواء الدافئة، ولعل هذا هو السبب وراء نشاط الكائنات العاشبة الضخمة ليلا بغرض الحفاظ على الطاقة. وكشفت الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية "نيتشر كوميونيكشنز" أن الثدييات التي تقتات على الحشرات تعتبر الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة عبر قارات العالم، حيث أن الحيوانات الأكبر من هذه الفصيلة تنشط نهارا في الأمريكيتين، وتنشط ليلا في قارتي أسيا وأفريقيا.
في صور.. حيوانات تعود بعد انقراض
في كل عام، تتعرض الكثير من الحيوانات لخطر الانقراض. أصناف منها كان يُعتقد في السابق أنها انقرضت إلا أنه لحسن الحظ عُثر على بعض أفرادها. ورغم أن هذا يمثل خبرا سارا، إلا أنه لا يعني أن خطر الانقراض قد تلاشى.
صورة من: Diego Bermeo/Parque Nacional Galápagos/dpa/picture alliance
قرد كولوبوس الأحمر "بوفييه"
أدرج هذا القرد النادر على اللائحة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة باعتباره حيوانا مهددا بالانقراض. في عام 2015، شوهدت بعض أفراد من هذه القرود الحمراء في الكونغو رغم أنه كان في السابق يُعتقد أن هذا القرد قد انقرض. ويٌطلق على هذا الأمر "خطأ روميو" أي عندما يتم الإعلان عن انقراض نوع من الحيوانات بينما لا يزال على قيد الحياة.
صورة من: CC by N3ddo!/Wikipedia
ضفدع بحيرة الحولة الملون
كان يُعتقد ان هذا الضفدع قد انقرض مع جفاف بحيرة الحولة في إسرائيل، لكن لم يحدث ذلك. ورغم ذلك لا يزال هذا الضفدع معرضا لخطر الانقراض وفقا للائحة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. أطلق على هذا الضفدع اسم "لعازر" في تشبيه بالرجل الذي أعاده السيد المسيح من الموت.
صورة من: cc-by-sa-3.0/Mickey Samuni-Blank
سلحفاة فرناندينا العملاقة
أدرجت هذه السلاحف العملاقة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة للكائنات المهددة بالانقراض. في عام 2019، عثر على سلحفاة عمرها يزيد عن مائة عام في جزيرة فرناندينا بالإكوادور. وكان الباحثون قد اكتشفوا هذا النوع من السلاحف عام 1906 عندما عثروا على العنصر الحي الوحيد من هذا النوع والذي مات على الفور لسوء الحظ لذا اعتقدوا أن هذه السلاحف قد انقرضت.
صورة من: Diego Bermeo/Parque Nacional Galápagos/dpa/picture alliance
طائر التاهاكى الخلاب
يتواجد هذا الطائر المهدد بالانقراض في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا. ولسنوات طويلة كان يُعتقد أن هذه الجزيرة قد انتهت بسبب تضاؤل عدد الكائنات الحية عليها بعد أن حمل المستعمرون الفئران والقطط والكلاب إلى نيوزيلندا. وبعد 50 عاما من إعلان انقراض هذا الطائر وتحديدا في عام 1948، عُثر عليه في وادي منعزل.
صورة من: M. Guyt/blickwinkel/AGAM/picture alliance
حيوان تشاكون البيكاري
تعد منطقة غران تشاكو المقسمة بين باراغواي وبوليفيا والأرجنتين موطنا لهذا الحيوان. اعتقد الباحثون أن هذا الحيوان قد انقرض عندما عثروا على حفرية له عام 1930. بيد أنه ثبت خطأ هذا الاعتقاد في سبعينيات القرن الماضي. وكان السكان الأصليون في هذه المنطقة يعرفون أن هذا الحيوان لا يزال على قيد الحياة. ورغم ذلك، لا يزال هذا الحيوان في دائرة الخطر.
صورة من: W. Layer/blickwinkel/picture alliance
طائر ستار فرونتليت الساحر
يعيش هذا الطائر ذو المظهر الساحر في مرتفعات جبال الأنديز بكولومبيا. ولسنوات طويلة، كان الباحثون يعرفون هذا الطائر فقط من عينة موجودة في أحد المتاحف لذا اعتقدوا أن هذا الطائر الخلاب قد انقرض، بيد أنه في عام 2004 عُثر عليه. ورغم تزايد أعداده إلا أنه ما زال معرضا لخطر الانقراض.
صورة من: Luis Mazariegos/Science Advances/dpa/picture alliance
الضفدع المهرج
الضفدع المهرج من الأنواع المهددة بالانقراض. يعيش بشكل أساسي في كوستاريكا. عُثر على هذا الضفدع مرة أخرى عام 2003 بعد سريان اعتقاد خاطئ بانقراضه.
ورغم فرحة الباحثين في العثور على هذه الكائنات مرة أخرى بعد اعتقادهم في السابق بإنقراضها، إلا أنهم يؤكدون الحاجة إلى بذل الجهود للحفاظ عليها.
صورة من: Manuel Rueda
7 صورة1 | 7
ويقول الباحثون إنه في حين تتأثر الحيوانات العاشبة بحرارة الطقس، فإن الحيوانات اللاحمة، لاسيما الضواري الرئيسية، تنتهج أنماطا سلوكية تتماشى مع طبيعة أنشطة فرائسها. وتوضح فاليو فارغاس: "لقد وجدنا تداخلا كبيرا بين أنشطة الحيوانات المفترسة الرئيسية وفرائسها من الحيوانات العاشبة". وبالمثل تلاحظ أن الفرائس الأصغر حجما تحاول دائما تفادي الضواري الكبيرة. وتقول فاليو فارغاس: "لم نستطع أن نحدد على سبيل المثال ما إذا كان اختفاء الحيوانات المفترسة في قمة الهرم الغذائي في بعض المحميات له تأثير على سلوكيات الفرائس، أو ما إذا كان نقص الفرائس يؤثر على سلوكيات الضواري، وما هي احتمالات هذا التأثير المتتالي على النظام البيئي بشكل عام".
أماكن وحيوانات الدراسة
واستقى الفريق البحثي معلوماته من ثلاث مناطق استوائية رئيسية، وهي المناطق المدارية الجديدة والمناطق المدارية الأفريقية والغابات المدارية في منطقة الهند الماليزية.
وفي إطار البرنامج البحثي، التقطت الكاميرات حيوانات تنتمي إلى 166 فصيلة مثل النمور والغوريلات والجاموس البري والخنازير البرية وابن آوي، ومن بينها كثير من الفصائل المهددة بالانقراض، وحيوانات لا نعرف عنها الكثير من المعلومات، وتم تجميع هذه الصور في إطار "شبكة تقييم ومراقبة الأنظمة البيئية المدارية" وهي برنامج بحثي استمر على مدار عدة سنوات، وشمل 17 محمية طبيعية في العديد من المناطق الجغرافية في مختلف أنحاء العالم.
وضم الفريق مجموعة كبيرة من الباحثين الذين عكفوا على جمع بيانات بشأن التنوع البيولوجي في الغابات المدارية لاسيما بين الفقاريات الأرضية، وتم إطلاق هذه المبادرة بغرض إيجاد نظام انذار مبكر للغابات الاستوائية من أجل فهم طريقة استجابة أشكال الحياة البرية حيال التغيرات على النطاقات المحلية والاقليمية والعالمية.
هل يتأثر سلوك الحيوان بالقارة التي يعيش فيها؟
وأكدت فاليو فارغاس أن الدراسات أسفرت عن نتائج مدهشة، وأوضحت: "قد تظن أن هناك بعض الاختلافات بين الأنظمة البيئية في قارات متباعدة مثل افريقيا وأسيا، وأن هناك فروق شاسعة بين الفصائل الحيوانية، لاسيما الفصائل المتوطنة، فعلى سبيل المثال، لا توجد أفيال أو غوريلات في حوض الأمازون، مثلما لا توجد حيوانات آكل النمل المدرع في ماليزيا"، ولكن في حقيقة الأمر، وجد الباحثون اختلافات ضئيلة للغاية بين الأنماط السلوكية للحيوانات في مختلف قارات العالم.
وأوضحت أن أنشطة تناول الغذاء لدى الثدييات في المناطق المدارية بشكل عام يبدو أنها تتشكل من واقع عمليات وقيود متماثلة رغم اختلاف المناطق الجغرافية وتباعدها، مضيفة أن هذا الأمر يبدو مثل "عملية نشوء متوازية تحدث في مختلف أنحاء العالم في نفس الوقت، وتسفر عن نتائج متشابهة المرة تلو الأخرى".
وتفسر فاليو فارغاس هذه الفكرة قائلة إن "انشطة الحيوانات العاشبة والحيوانات آكلة الحشرات يبدو أنها تتشكل من خلال عوامل مناخية، في حين أن سلوكيات الضواري والفرائس من ناحية أخرى، تتأثر بالتفاعلات بين الفصائل الحيوانية المختلفة"
ص.ش/ع.أ.ج (د ب أ)
حيوانات مهددة بالانقراض بسبب الصيد والتغيرات المناخية
تقطع بعض الحيوانات مسافات طويلة، من أجل البحث عن مكان صالح للعيش وظروف بقاء أفضل. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض من هذه الحيوانات، التي لا حدود جغرافية له، والمهددة حياتها بسبب التغيرات المناخية أو الصيد الجائر.
صورة من: picture alliance / Rolf Vennenbe
خرطوميات في خطر كبير
أظهرت بقايا عظام أن ظباء السايغا، كانت موجودة بالفعل في العصر الجليدي الأخير. ويتم قتل هذه الحيوانات ذات الحوافر بسبب قرونها الملتوية، إذ يسود الاعتقاد أنه يمكن استخدامها لإنتاج مسحوق به خصائص علاجية. وتعيش هذه الحيوانات النادرة في آسيا الوسطى من دون ماء لعدة أيام. وتستطيع السباحة والركض بسرعة، ولا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على السهوب شبه الرطبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/TASS/D. Rogulin
ربح وخسارة
طائر القطرس في مأزق، إذ يتسبب تغير المناخ في رياح قوية ما يجعله يتقدم بشكل أسرع للغاية. ونتيجة للاحتباس الحراري، يجد هذا الطائر المزيد من الطعام، وهو ما يجعله أقوى. كما أنه يُنجب المزيد من الصغار. وسنوياً يموت حوالي 100.000 من طيور القطرس في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/Anka Agency/G. Lacz
تنقل
سنوياً، يُسافر غزال الرنة على شكل قطعان كبيرة لمسافة تصل إلى حوالي 1350 كلم. وتشير معلومات أخرى إلى أن هذا النوع من الحيونات، يقطع مسافة قد تصل إلى 4800 كلم. ولاحظ خبراء من جامعة "ماريلند" في الولايات المتحدة الأمريكية أن كل القطيع ينطلق معا في نفس اليوم.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE/S. Morgan
بؤس طويل
صورة إعلانية لقضاء رحلة برية في أفريقيا من دون زرافات؟ إنه أمر لا يمكن تصوره. حيوانات مثل الفيلة ووحيد القرن والغوريلا مهددة بالانقراض. ويبحث الصياديون عن أطول حيوان في العالم (الزرافة). وبحسب الخرافات، فإن الدماغ يمكنه أن يُشفي من مرض الإيدز. أما بقية الأعداء لهذا الحيوان، فهم الأسود والفهود والضباع، التي تشكل تهديداً مُستمراً للزرافات، ما يجعلها تنام فقط 30 دقيقة في اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Franklin
مطاردة من أجل الزعانف واللحوم
لا نريد أن نجادل بخصوص الجمال! وسمك القرش المتشمس، الذي يصل طوله إلى 12 متراً، فمه مفتوح، من أجل البحث عن العوالق والأسماء في مياه، تتراوح حرارتها بين 8 و15 درجة مئوية. ويعتبر لحم وزعانف هذا النوع من الأسماك من بين الأطعمة المفضلة في الصين.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/D. David Seifert
الصيد يهدد الفيلة
تحب الفيلة بقايا الحفل (الصورة لشجرة عيد الميلاد) لكن من دون زخرفة. وتفضل الفيلة التجول في مناطق شاسعة، بيد أن بناء الأحياء والطرق وقطع أشجار الغابات أدى إلى تراجع المساحات الخضراء وأثر على حياة الفيلة. كما أن اصطياد الفيلة من أجل الحصول على أنيابها الثمينة، تسبب بدوره في انخفاض أعدادها. إعداد: كارين يغير/ ر.م