1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باحث ألماني: النظام السوري سيرحل إذا أظهر أي ضعف في أية لحظة

٢٣ يونيو ٢٠١١

يرى الباحث الألماني المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية هايكو فيمن أن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأخيرة تشير إلى أن النظام السوري في موقف "حرج" وأنه سيسقط "في حال أظهر أي ضعف في أية لحظة".

الرئيس الأسد طالب اللاجئين في تركيا بالعودة إلى البلادصورة من: dapd

فيما تواصل فرار مئات السوريين إلى تركيا، في أعقاب اقتراب دبابات الجيش السوري من المناطق الحدودية، وتأكيد بعض المنظمات الحقوقية لوجود استجابة واضحة في بعض المدن السورية للإضراب العام، الذي دعت إليه مواقع التنسيقيات المحلية للثورة بهدف الضغط علي النظام، توقف مراقبون أوروبيون عند تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان المعلم قد عقد مؤتمرا صحفيا شن فيه هجوما شديدا على أوروبا متهما إياها "بالتخطيط لزرع الفوضى والفتنة في سوريا". ولإلقاء المزيد من الأضواء على الملف السوري أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع هايكو فيمن، الباحث المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية في برلين.

دويتشه فيله: ما قرااتك للهجة التصعيدية لوزير الخارجية السوري وخصوصا كلامه "سننسى أن هناك أوروبا على الخارطة وسنتجه شرقا وجنوبا وفي كل اتجاه يمد يده إلى سوريا"؟

الباحث الألماني المتخصص في الشؤون السورية واللبنانية في المعهد الألماني للسياسية الدولية والأمنية هايكو فيمنصورة من: SWP

هايكو فيمن: السوريون يرون أن موقفهم صعب دوليا، فالأوربيون والأمريكيون يقفون ضدهم، خاصة فرنسا التي كانت تعد صديقا قديما أو "جديدا قديما"، ويرون أن الصين تقف إلى جانبهم وكذلك روسيا. ويريد النظام السوري أن يلفت النظر إلى أن سوريا ليست معزولة عن العالم وليست محاصرة. فهناك بلدان أخرى تساند سوريا ومنها الدول العربية. فمن الملاحظ أن السعودية، رغم أنها تاريخيا ليست دولة صديقة للنظام السوري، لم تتخذ موقفا حتى الآن مما يحدث في سوريا إضافة إلى دول الخليج. والوضع الاقتصادي في سوريا يمكن أن يعتمد أكثر على دول الخليج والاستثمارات الخليجية أكثر من اعتماده على الأوربيين. والنظام السوري يريد أن يظهر أنه صاحب موقف وأنه لا يخشى أحدا. ومن وجهة نظري، أن النظام السوري حلل ما حدث في مصر وتونس بشكل دقيق، ورأى انه إذا أظهر أي ضعف في أيه لحظة، فسيرحل. ولذلك يضع هذا النظام نفسه في موقف القوي أو يجعل الآخرين يتخيلون أنه في موقع قوي، ليخافوا.

هل لك أن توضح لنا ما هو موقف الدول الأوربية من الأحداث الجارية حاليا في سوريا، خاصة وأنها عملت قبل الانتفاضة الشعبية على إعادة تنمية العلاقات مع دمشق بعد فترة فرضت خلالها عزلة عليها لمحاولة إضعاف تحالفها الاستراتيجي مع إيران؟

الدول الأوربية اتخذت موقفا واضحا، وترى أن هذا النوع من القمع والعنف غير مقبول. والنظام السوري لا يمكن أن يستمر في هذه التصرفات. وبدأت الدول الأوربية بالفعل في فرض عقوبات على سوريا. وإن كانت لم تقل بصراحة أنها تريد إسقاط النظام ولكنها تصف تصرفات النظام السوري بأنها "غير مقبولة". هذا موقف صحيح ولكن التأثير على مثل هذا النظام ليس سهلا.

ما مدى فاعلية وتأثير العقوبات التي فرضتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على سوريا لتشمل أربعة كيانات مرتبطة بالجيش وسبعة أفراد منهم ثلاثة إيرانيين لهم صلة بقمع الاحتجاجات؟

تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتسمت بلهجة تصعيدية تجاه الغربصورة من: AP

على المدى القصير لن يكون تأثير هذه العقوبات كافيا ولن تضع النظام في موقف صعب. فالنظام السوري، وهذه خلفية تصريحات وليد المعلم الأخيرة، كان في مثل هذا الموقف عام 2006 أو 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ويمكن القول، إن النظام السوري تعلم من هذه التجربة وعمق الاتصالات والعلاقات الاقتصادية مع البلدان الأخرى مثل الصين وماليزيا. النظام السوري يمكن أن يعيش تحت طائلة مثل هذه العقوبات وهو على استعداد لدفع ثمن بقائه في السلطة. ولكن على المدى الطويل لا يمكن لسوريا أن تعيش على علاقة سيئة مع أوروبا. ولكن النظام السوري يفكر حاليا في البقاء في السلطة بشكل أساسي.

ودعيني أركز على موقف تركيا، التي تتخذ موقفا مشابها لموقف الدول الأوربية، فقد وصف الرئيس عبد الله غول خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير بأنه غير كاف. أظن أن النظام السوري يريد كسب رضا تركيا مرة أخرى على المدى القصير لذلك كانت لهجة وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي مختلفة بعض الشيء تجاه تركيا. وتحسين العلاقات مع تركيا قد تكون مفتاح التأثير على النظام.

بعد تصريحات المعلم الأخيرة حول مطالبته تركيا بإعادة النظر في موقفها مما يحدث حاليا داخل سوريا، ما هي الخطوات التي قد تقوم بها الحكومة التركية بعد ذلك؟

يمكن لتركيا أن تقوم بدور الوسيط بين المجتمع الدولي والنظام السوري الذي يعيش حالة من البارانويا (يهاجم كل من لا يقف إلى جانبه 150%). من الممكن أن تؤثر تركيا على النظام للدخول في حوار مع المعارضة لإجراء تغيير جذري يفضي في نهاية المطاف إلى إنهاء احتكار السلطة من قبل حزب واحد. ولكن هل النظام السوري مستعد لذلك؟ لا أعتقد.

أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW