أكد عالم فيروسات ألماني أن المتعافين من كورونا يكونون مناعة ضد الإصابة به مرة ثانية، واصفاً الحالات المغايرة لذلك بأنها "نادرة". هذا فيما توقع وزير الاقتصاد الألماني أن يكون الركود أقل مما تم توقعه في بداية الجائحة.
وأشار إلى أنه في حالات استثنائية يمكن أن تحدث إصابة سطحية جديدة للمتعافين من المرض، حال حدوث اتصال جديد مع الفيروس، ولكنه أكد أنه لا يمكن أن يسفر ذلك عن التهاب رئوي شديد. ووصف عالم الفيروسات الألماني حالات تجدد العدوى التي تواترت أنباء عنها خلال الأيام الماضية بأنها "نوادر"، وأشار إلى أنها ليست ذات أهمية من ناحية علم الأوبئة وكذلك بالنسبة لرصد الانتشار والخطورة.
وأضاف أنه يمكن لعلماء ذكر مثل هذه الحالات في تقارير ويمكن أن تتطرق إليها وسائل الإعلام وأن تخرج منها أسئلة متنوعة فيما يتعلق بالمناعة مثلاً أو فعالية اللقاحات، وتابع قائلا: "ولكن ذلك لا يصف الواقع الطبي والحالة العادية".
"انتعاش اقتصادي" قد يحول دون إغلاق ثان
وفي التداعيات الاقتصادية للجائحة، اعتبر وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن بلاده قد تتمكن من تجنب مرحلة جديدة من الإغلاق العام رغم ارتفاع الإصابات بوباء كوفيد-19، مع توقع ركود اقتصادي أقل مما تم تقديره في أيار/مايو 2020. وقال ألتماير للصحافيين "أنا مقتنع بأن بوسعنا تفادي إغلاق عام جديد" فيما من المنتظر ان يكون الركود في عام 2020 أقل مما تم توقعه.
وعدلت الحكومة الألمانية تقديراتها الظرفية لعام 2020 وباتت تتوقع انخفاضاً قدره 5.8 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 ، أي أقل من 6.3 بالمئة الذي توقعته في البداية.
وتجاوز سوق العمل في ألمانيا، من جهته، منعطفاً إيجابياً، حيث استقرت نسبة البطالة في البلاد عند 6,4 بالمئة في آب/أغسطس، وفقًا للبيانات المعدلة للتغيرات الموسمية والتي نشرت الثلاثاء، كما انخفضت البطالة الجزئية في حزيران/يونيو.
وتثير التدابير التقييدية التوتر في ألمانيا، حيث تظاهر نحو 40 ألف شخص السبت داعين إلى "إنهاء جميع القيود السارية" للحد من انتشار كوفيد-19. كما أثارت محاولة اقتحام البرلمان الوطني، على هامش هذه المظاهرة، أصداء واسعة في البلاد.
خ.س/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م