منذ حوالي عشرين عاماً، يقوم هاو الآثار والباحث عن الحفريات، كارل فرنر فرانجنبرج كل يوم سبت بجولة يبحث فيها في المحاجر بالقرب من مدينة سارشتيدت في ولاية ساكسونيا السفلى عن آثار أو بقايا إنسانية قديمة، وعادة ما يعود من جولة خالي الوفاض. لكنه أخيراً عثر مع زوجته في حفرة مليئة بالحصى في منطقة لاينتال بالقرب من هانوفر على أجزاء من جمجمة، تبين مؤخراً أن عمرها حوالي 700 ألأف عام على الأقل. وأعلن ألفريد كاتشارنيتزكي، الأستاذ في جامعة توبينجن، أن البقايا التي عثر عليها فرانجنبرج في عام 2002، تشبه إنسان جاوة كثيراً لدرجة أنها "قد تكون تؤأمه".

الكشف يرجح أن الآسيويين استعمروا أوروبا

وإنسان جاوة هو إنسان من العصور الموغلة في القدم، كان يعتقد في السابق أنه من سكان آسيا، مما أدى إلى التكهن بأن سكان آسيويين استعمروا أوروبا. ووترجع هذه البقايا إلى الإنسان منتصب القامة(هومو إيريكتوس)، في حين ينتمى البشر فى العصور الحديثة إلى سلالة الإنسان العاقل(هومو سابينز).

وتعرض البقايا، التى يعتقد الآن أنها بقايا أقدم إنسان تم العثور عليها فى ألمانيا، فى متحف في هانوفر. وكانت أقدم بقايا ألمانية سابقة لأنواع أخرى، وهو إنسان هايدلبرج، عثر عليها فى عام 1907 ويرجح العلماء أن عمرها 600 ألف عام. واعترف كاتشارنيتزكي بأن تحديد تاريخ لهذه البقايا غير دقيق ولكنه قال إنه مقتنع بأوجه التشابه بين ذلك وبين الاكتشافات الخاصة بإنسان جاوة منذ عام 1891. وقال: "هذا يشير إلى أن عناصر آسيوية وصلت إلى أوروبا"، مضيفا أن نشرة هيومان ايفوليوشن سوف تنشر مقاله الخاص بهذا الاكتشاف في وقت قريب. وقال إنه لم يعثر على مادة "دى إن إيه" (الحمض النووى ) فى هذه الأجزاء ولكن كانت هناك بعض آثار للبروتين.