باحث صيني يقص جينا مسؤولا عن نقص المناعة .. فماذا حدث؟
٦ يونيو ٢٠١٩
من خلال قص جين معين مسؤول عن انتقال فيروس الأيدز إلى الخلية، عدّل باحث صيني التركيب الجيني لبويضات مخصبة قبيل زرعها في الرحم. أمر أثار كثيرا من السخط والغضب بين العلماء في العالم. فالعملية أعقد من قص شريط بمقص!
إعلان
قام الباحث الصيني هي جيانكوي بتجربة علمية أثارت جدلاً كبيراً حول إمكانيتها وأخلاقيتها معاً. إذ قام بإجراء تعديلات على جينات لأجنة 7 أزواج خلال خضوعهم للتخصيب الصناعي بهدف منع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عبر تعديل الجينات.
وقد شهد العام الماضي في تشرين الثاني/ نوفمبر ولادة أول طفلتين معدلتين جينياً في تاريخ البشرية. غير أن دراسة وجدت مؤخراً أن التعديلات الوراثية التي أجريت ربما قد أضرت بمعدل عمر الطفلتين. بحسب ما نشره موقع "ناشونال جيوغرافيك".
ثاني حالة شفاء من الإيدز
01:38
ففي عملية التعديل الوراثي، قام الباحث بإزالة (CCR5) من الجينات باستخدام مقص" كريسبر كاس 9" الجيني، من مجموعهما الوراثي قبل زرع البيضة المخصبة لمنع حدوث عدوى محتملة للأجنة. إذ أن (CCR5) عبارة عن جين مستقبل يساعد فيروس الإيدز على دخول الخلية ويعتبر بمثابة "بوابة" يعبر من خلالها الفيروس.
ولم يهدف الباحث إلى علاج أو منع حدوث مرض وراثي وإنما توفير القدرة على مقاومة العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المسبب لمرض "الإيدز".
تحصين ضد الفيروس!
تعرض الباحث لانتقادات كبيرة من قبل أخصائيين في الصين وفي العالم، إذ اعتبرت عملية التعديل الوراثي وتجربتها على البشر انتهاكاً أخلاقياً خطيراً. وفي وقت لاحق، أصدرت الحكومة الصينية قواعد صارمة تمنع المحاولات المستقبلية للتلاعب بالجينات.
علاوة على ذلك، لم تكن هناك حاجة طبية للتعديل الوراثي ولم يكن من الواضح تماماً ما إذا كان الأطفال أو نسلهم المحتمل سيتعرضون لعواقب صحية غير مرغوبة في وقت لاحق من الحياة.
غير أن الباحث الصيني قد ذكر أن حوالي 100 ألف شخص في العالم لا يحملون بشكل طبيعي (CCR5) ويتمتعون بصحة جيدة. وتدعى هذه الطفرة الجينية "دلتا32".
وبرر جيانكوي العملية التي قام بها بقوله، إن والد الطفلتين كان يحمل فيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، وأراد فقط أن يتمكن الرجل من إنجاب أطفال محصنين ضد هذا الفيروس.
مؤخراً، أكدت دراسة أجراها شينتشو وي، وراسموس نيلسون من جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ونُشرت في مجلة "نيتشر ميدسين" مخاوف المنتقدين في ذلك الوقت. فالأشخاص الذين لديهم تعديل وراثي طبيعي مماثل يموتون في وقت أبكر بكثير من غيرهم، إذ تكون فرصهم في الوصول لسن 76 عاماً أقل بنسبة 21 في المئة من أقرانهم.
ربما يرجع السبب إلى حقيقة أن الجين (CCR5) مهم لصحة الإنسان، وأن الأشخاص الذين لا يحملون هذا الجين قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروسات أخرى قد تكون قاتلة، وقد يموتون من مجرد الإصابة بالإنفلونزا. بحسب ما نشره موقع "إن تي في" الألماني.
ر.ض/ع.خ
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.