تحظى بلدة "باد كيسينغين" في ولاية بافاريا الألمانية بشهرة عالمية كمنتجع صحي، خصص في أول الأمر للأسرة الملكية في عهد ملك بافاريا "لودفيغ الأول". بالإضافة إلى ذلك كانت بلدة "باد كيسينغين" منتجع استرخاء مفضل لقيصر روسيا "ألكسندر الثاني" وإمبراطورة النمسا "إليزابيث". وأنعم "لودفيغ الثاني" على "كيسينغين" بلقب "باد" في عام 1883، حيث كانت المدن التي تحمل هذا اللقب تحمل ميزة تفضلها عن غيرها من المدن الأخرى. وإلى يومنا هذا، هناك سبعة ينابيع ساخنة حاصلة على موافقة الولاية في "باد كيسينغين"، التي تضم أيضا أكبر مركز في العالم للعلاج بالمياه الصالحة للشرب.

مياه كبريتية معالجة

وتعمل كبريتات الماغنيسيوم والصوديوم في مياه الينابيع كعوامل مساعدة للهضم، ما ساعد على ظهور الصناعة العلاجية هناك. وتضحك بيترا كوس وهي ترتشف جرعة من المياه من كوبها، قبل أن تقر بأن السائل له طعم غريب، قائلة إنها "مالحة للغاية... على الأقل يمكنها علاج كثير من الأمراض".

ونالت البلدة الواقعة شمال بافاريا شهرة بسبب ينابيعها الطبية على مدار مئات الأعوام. وأرسل "لودفيغ الأول" خبرائه المعماريين الملكيين لإعادة بناء المنتجع خلال القرن التاسع عشر، والذي جذب فيما بعد الأسر الملكية من جميع أنحاء أوروبا.

منتجعات صحية تواكب روح العصر

وفي العقود الأخيرة، كان يتعين على "باد كيسينغين" التخلص من الانطباع أنها قد عفا عليها الزمن. بعد أن انخفضت أعداد ليالي الإقامة في بلدة المنتجعات الصحية بصورة كبيرة في نهاية فترة التسعينيات من القرن الماضي، بسبب تشريع جديد قلص من فرص تمويل تعاقدات التأمين الصحي الألماني لزيارات المنتجعات الصحية. ومع هذا، نجحت عمليات استثمار في بعث الروح من جديد إلى "باد كيسينغين" وتحويلها إلى منتجع صحي حديث. وبافتتاح "كيس-ساليز- ثيرم" في شباط/ فبراير 2004، أصبح في "باد كيسينغين" مركز ترفيه صحي، في الوقت الذي احتفل فيه مركز العلاج بمياه الشرب بمرور مائة عام على افتتاحه في أيار/ مايو الماضي.

أنشطة متنوعة

ويتكون "كيس-ساليز- ثيرم" من ينبوع ساخن ومنطقة لحمامات البخار وجناح صحي وقاعة للياقة البدنية، وتشير إحصائيات المنتجع أنه جذب نحو 360 ألف زائر في عام 2011. كما توفر منطقة السباحة عددا من حمامات السباحة المغلقة والمفتوحة بينما يتوفر أيضا علاج طبيعي وتدليك وعلاج باستخدام الطين وغرف العلاج بالمياه المالحة. وعلى الرغم من أن "باد كيسينغين" تبدو مثل بلدة منتجعات صحية جميلة مجددة، إلا أنه لا تزال هناك إمكانية التمتع بعلاج مجاني بمياه الشرب، يقال أنه يمكنها المساعدة في الشفاء من عدة أمراض مثل عسر الهضم والصداع ومشكلات التنفس والتوتر العصبي.

(أ.ب،ض/ د.ب.أ)

مراجعة: عباس الخشالي