جددت فرنسا مطالبتها بتسهيل وصول الخبراء الدوليين المكلفين التحقيق في الهجوم الكيماوي المفترض في دوما "بشكل كامل وفوري ومن دون معوقات"، فيما أعرب قيادي بالمعارضة السورية عن استبشاره بعمل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
إعلان
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة (20 أبريل/ نيسان 2018) إن روسيا تعرقل دخول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى موقع الهجوم المفترض في دوما السورية. وجددت فرنسا مطالبتها بتسهيل وصول الخبراء الدوليين المكلفين التحقيق في هجوم كيماوي مفترض في مدينة دوما قرب دمشق "في شكل كامل وفوري ومن دون معوقات".
وقال لودريان في بيان "حتى الساعة، لم يتمكن محققو منظمة حظر الاسلحة الكيماوية من الوصول الى موقع الهجوم في دوما. إذا كانت روسيا وسوريا قد وفتا بالتزاماتهما في نهاية المطاف، فان هذا الامر يكون قد تطلب منهما خمسة عشر يوماً على الاقل".
وأضاف: "على الأرجح أن هذا الموقف يهدف إلى إزالة الأدلة والعناصر المادية المرتبطة بالهجوم الكيماوي في مكان حصوله"، مجدداً المطالبة بتسهيل وصول فريق المنظمة "في شكل كامل وفوري ومن دون معوقات".
ووصل خبراء المنظمة إلى دمشق مطلع الأسبوع لفحص موقع الهجوم المفترض في دوما قتل فيه العشرات وأدى لشن ضربات صاروخية بقيادة الولايات المتحدة.
ومن جهته قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا الجمعة إن المنظمة الدولية تضغط من أجل قيام مفتشي منظمة حظر الأسلحة "بإنجاز مهمتهم" في دوما. وأبلغ دي ميستورا الصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو بأن الأمم المتحدة تدفع المفتشين لفحص الموقع، الذي يعتقد أنه شهد هجوماً بالغاز "بأسرع ما يمكن دون أي تدخل".
"رفض لقاء شهود جلبهم الأمن"
وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية إن "فريق محققي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية رفض لقاء أشخاص من مدينة دوما شرق العاصمة دمشق اليوم الجمعة". وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن "بعثة استطلاعية للفريق الأمني دخلت صباح الجمعة مدينة دوما برفقة الشرطة العسكرية الروسية".
وقال قيادي في المعارضة السورية إن "رفض خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لقاء عدد من الشهود، الذين جلبهم الأمن السوري هو بداية مبشرة لعمل مهني من قبل لجنة التحقيق لأن من يتم تقديمه الأن سيتحدث كما يطلب منه الأمن السوري".
وقال القيادي الذي لم يتم تسميته، في تصريح لـ(د.ب.أ) إن "القوات الحكومية السورية والروسية عملت على إخفاء أثار القصف الكيماوي من خلال إحداث عدة تفجيرات في المكان، الذي حصلت فيه جريمة الكيماوي بل عملت على تجهيز موقع آخر تعده لزيارة المحققين".
ص.ش/ع.غ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.