أمر الرئيس الفرنسي بتكثيف الغارات الجوية ضد "داعش"، فيما قدمت بلاده مشروع قرار لمجلس الأمن باتخاذ كل الإجراءات لمحاربة التنظيمات الإرهابية، فيما جدد الرئيسان أولاند وأوباما التزامهما بـ"تدمير" التنظيم المتطرف.
إعلان
أمر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بـ"تكثيف" الغارات الجوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا وكذلك في العراق، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه في بيان مساء الخميس (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، بعد ستة أيام على اعتداءات باريس الدامية، التي تبناها التنظيم المتطرف.
وفي نيويورك قدمت فرنسا مساء الخميس مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب باتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" لمكافحة تنظيم "داعش"، وكذلك مجموعات إرهابية أخرى مرتبطة بالقاعدة. ويشير النص إلى إجراءات تتخذ "على الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق" وبما ينسجم مع القوانين الدولية. وتأمل باريس في إقرار النص خلال أيام أو في مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي أوباما تحدث هاتفيا مع نظيره الفرنسي الخميس عن التحقيقات الجارية في هجمات باريس وكرر الرئيسان "التزامهما الذي لا يتزعزع بإضعاف وتدمير" تنظيم "الدولة الإسلامية." وقال بيان أصدره البيت الأبيض إن الزعيمين سيلتقيان في البيت الأبيض الأسبوع القادم، حيث "سيجريان مباحثات بشأن المضي قدما لهزيمة داعش (الدولة الإسلامية) والمساعدة في إنهاء الصراع في سوريا".
اعتداءات باريس..مشاهد الحزن والتضامن تعم العالم
عبر الآلاف في أفرنسا وفي كل أنحاء العالم عن تأثرهم بالصدمة التي أحدثتها اعتداءات باريس الإرهابية، وتم تنظيم تجمعات في مواقع مختلفة للتعبير عن التضامن مع فرنسا وإدانة الإرهاب، كما يوضح ملف الصور التالي:
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Pilipey
مشاعر الصدمة والحزن تخيم على الفرنسيين عقب هجمات باريس الدامية التي استهدفت أبرياء في مواقع مختلفة في العاصمة باريس
صورة من: Reuters/C. Hartmann
وخرج آلاف الأشخاص إلى شوارع فرنسا الأحد لتكريم ضحايا الهجمات الإرهابية في باريس، هنا مشهد من كنيسة نوتر دام بباريس التي احتضنت قداسا شارك فيه المئات ومشاعر لحزن تعتصرهم.
صورة من: DW/L. Scholtyssik
وقف الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، يرافقه رئيس الوزراء مانويل فالس دقيقة صمت في باحة جامعة السوربون في باريس حدادا على أرواح الضحايا ال 132.
صورة من: Getty Images/AFP/S. de Sakutin
عاد مئات الأشخاص إلى ساحات شهيرة في باريس على الرغم من الحظر المفروض على التجمعات العامة الضخمة والذي فرض بعد هجمات الجمعة التي أسفرت عن مقتل 132 شخصا على الاقل، وجرح 300 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Christians
أصبحت ساحة الجمهورية مكانا لتجمع الأشخاص الذين يتسمون بالجرأة بعد الهجمات المميتة للاعلان بأنهم لن يرضخوا للارهاب. واستهدف المهاجمون يوم الجمعة مطاعم ومقاهي قريبة من الساحة، فضلا عن قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية القريبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Christians
الرئيس الألماني يواخيم غاوك اعتبر أن العالم يواجه "حربا من نوع جديد" يخوضها إرهابيون مصممون على قتل من يرفضون إتباع "أيديولوجيتهم الوحشية". وفي ذكرى ضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية قال الرئيس "نحن نعيش في زمن نحزن فيه على ضحايا نوع جديد من الحروب. هؤلاء هم ضحايا عصابات قاتلة وخبيثة".
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-D. Gabbert
أمريكيون يضعون أكاليل زهور ترحما على أرواح ضحايا اعتداءات باريس، فيما ضاعف معارضو الرئيس الأميركي أوباما انتقاداتهم بسبب ما يعتبرونه تقصيرا في الإستراتيجية الأميركية حيال تنظيم "داعش"، وطالب جمهوريون باستنفار من حلف شمال الأطلسي ونشر قوات في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Lo Scalzo
شبان مغاربة يشعلون الشموع أمام مقر القنصلية الفرنسية بالعاصمة الرباط، حيث قالت وزارة الداخلية المغربية الاثنين إن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لخلية من المتشددين لها صلة بتنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
بولنديون يعبرون عن تضامنهم مع ضحايا اعتداءات باريس، فيما أثارت تصريحات وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة البولندية غداة تلك الاعتداءات أن بلاده لا يمكنها الالتزام بقرار الاتحاد الأوروبي باستقبال تسعة آلاف لاجئ استياء في عواصم أوروبية مثل برلين التي ذكرت بمبدأ التضامن بين الأوروبيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Turczyk
إيرانيون يشعلون شموعا أمام مبنى السفارة الفرنسية في طهران تضامنا مع الضحايا، فيما دانت الصحافة الإيرانية إلى حد كبير اعتداءات باريس، غير أن صحف المحافظين حملت السياسات الفرنسية في سوريا المسؤولية. ودان الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
المئات من الألمان توافدوا على ساحة باريس ببيرلين، حيث يوجد أيضا مقر السفارة الفرنسية، للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداءات الدامية في باريس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
وفي العاصمة الأوكرانية وضع مواطنون الزهور والشموع أمام مقر السفارة الفرنسية في كييف، وشاركهم في ذلك الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Pilipey
12 صورة1 | 12
وتحدث أوباما مع أولاند هاتفيا أثناء زيارة الرئيس الأمريكي للعاصمة الفلبينية مانيلا في ختام قمة لآسيا والمحيط الهادي. وأفادت وكالة فرانس برس أن هذه المحادثات التمهيدية للقاء الرئيسين الثلاثاء المقبل جرت بطلب من أوباما. وكان أولاند قد أعلن الاثنين أمام البرلمان الفرنسي في قصر فرساي أنه سيلتقي أوباما في واشنطن ثم الرئيس الروسي بوتين في موسكو بهدف "توحيد قوانا" لمكافحة تنظيم "داعش".
من جانبه دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف أوروبا إلى تنظيم صفوفها في مواجهة الإرهاب، وقال الخميس: "التعاون في مكافحة الإرهاب أساسي .. ومن الملح أن تتدارك أوروبا الأمر وتنظم صفوفها وتدافع عن نفسها في وجه الخطر الإرهابي".
وعلى صعيد ملاحقة منفذي اعتداءات باريس أكدت السلطات الفرنسية الخميس أن البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود، الذي يشتبه أنه الرأس المدبر لهجمات باريس كان بين القتلى، حين داهمت الشرطة شقة سكنية في ضاحية سان دوني بشمال العاصمة الفرنسية، لتضع نهاية لعملية البحث عن أخطر رجل مطلوب في أوروبا. وكشف مصدر مقرب من التحقيق إن معلومات استخباراتية مغربية ساهمت في إرشاد المحققين الفرنسيين إلى مكان أباعود.
إلى ذلك قال قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن بعض مرتكبي الاعتداءات الإرهابية في باريس "اغتنموا أزمة اللاجئين ليتسللوا إلى فرنسا." وأضاف فالس في مقابلة مساء الخميس مع تلفزيون "فرانس 2" إن "البعض الآخر كان في بلجيكا بالفعل، والبعض الآخر، أريد أن أذكركم، كان في فرنسا".