باريس وبرلين تؤكدان على ضرورة تولي أوروبا الدفاع عن نفسها
١٦ فبراير ٢٠١٨
خلال مشاركتهما في مؤتمر الأمن في ميونخ أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي ونظيرتها الألمانية أورسولا فون دير لاين على أن أوروبا مطالبة بأن تكون لها استقلاليتها الاستراتيجية وأن تتحمل مسؤوليات أكبر في الحلف الأطلسي.
إعلان
اعتبرت وزيرتا الدفاع الفرنسية والألمانية الجمعة (16 فبراير/ شباط ) أنه على أوروبا أن تملك "استقلالية استراتيجية" في مجال الدفاع مع الإبقاء على انخراطها في الحلف الاطلسي، في حين تبدي واشنطن قلقها من مشروع دفاع أوروبي.
وأكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أثناء مؤتمر سنوي حول الأمن في ميونيخ "عندما نكون مهددين على مستوى جوارنا المباشر خصوصا جنوبا، يجب أن نكون قادرين على مواجهة الأمر، حتى عندما تكون الولايات المتحدة أو الحلف (الاطلسي) يحبذان انخراطا أقل".
وأضافت "ولذلك يتعين أن تكون لنا استقلاليتنا الاستراتيجية (..) دون إجبار الولايات المتحدة على أن تأتي لمساعدتنا ودون تحويل وسائلها (الاستخبارات والمراقبة) أو تموينها عن مهام أخرى".
من جهتها ا أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين "نريد الحفاظ على العلاقات عبر الأطلسي، وفي الوقت ذاته نريد أن نصبح أوروبيين أكثر".
وأضافت "الأمر يتعلق بأوروبا قادرة على أن تزن أكثر من وجهة نظر عسكرية ويمكنها أن تكون أكثر استقلالية وتحمل مسؤوليات أكبر داخل الحلف الاطلسي خصوصا. هذا تحدي يتعلق بالمستقبل الأوروبي".
وكرر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة في ميونيخ القول إن دفع أوروبا قدما في المجال الدفاعي يجب ألا يمس بصلاحيات الحلف الاطلسي. وقال "نحن نحيي هذه الجهود طالما أنها لا تنافس جهود الحلف الاطلسي بل تكملها"، في تلميح للقلق الذي أبدته واشنطن اثناء اجتماع الحلف الاطلسي الأربعاء والخميس ببروكسل.
وكانت فعاليات مؤتمر الأمن قد افتتحت اليوم الجمعة بحضور 20 من رؤساء الدول والحكومات، إلى جانب 75 وزيرا للخارجية والدفاع.
هـ.د، ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)
في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي
تهيمن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن. وافتتحت وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها الأمريكي فعاليات المنتدى الأمني الرفيع التي تقام بين 17 و19 فبراير 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Kienzle
أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يُعد منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر يتوقع حضور أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. ويُتوقع مشاركة 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
أين يُنظم مؤتمر ميونيخ للأمن؟
في فندق "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof) وسط مدينة ميونيخ. يتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات. ويمثل الإقبال الكبير على المؤتمر تحديا للفندق، الذي يعمل به نحو 700 موظف، لذلك شغّل خصيصا 250 موظفا إضافيا ليسهروا على راحة مئات الضيوف بتوفير آلاف وجبات الأكل والمشروبات. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي. ويشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق طوال ثلاثة أيام.
صورة من: Koch/MSC
كيف يتم حماية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
يُقام حزام أمني حول فندق المؤتمر، ولا يحق إلا للذين يملكون بطاقة اعتماد دخول تلك المنطقة. وفي السنة الماضية شارك نحو 3700 شرطي في حماية فعاليات المؤتمر. وتفيد الشرطة بأن العدد سيرتفع هذا العام ليصل إلى أربعة آلاف شرطي، حسب ما قال فيرنر فايلر، نائب رئيس شرطة ميونيخ.
صورة من: imago/Eibner
منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
هل يُتوقع تنظيم مظاهرات؟
مثل كل سنة تم الإعلان هذا العام عن مظاهرات ضد مؤتمر ميونيخ للأمن، وعددها تسعة. وفي السنة الماضية جلب "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" نحو 3000 مشارك. وحتى في هذا العام يخطط التحالف لمظاهرة ومهرجان خطابي ضد من وصفهم بـ"محرضي الحرب في ميونيخ" وكذلك "ضد التسليح والدعاية والاستعدادات الحربية".
صورة من: Reuters/M. Dalder
ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الموضوعات المحورية هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب. وتتناول المحادثات بشكل ملموس مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا. كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا ستكون موضوعا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/dpa/T. Hase
كيف يتم تمويل المؤتمر؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يقدم نفسه كهيئة مستقلة. إلا أن الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد من تمويلات حكومية كبيرة. وتفيد معلومات الحكومة الألمانية أن المؤتمر حصل في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو مصاريف تجهيزات وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني. كما أن المؤتمر يحظى برعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى. إعداد: م.أ.م