باستخدام البكتيريا .. تنشيط المناعة للقضاء على السرطان
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠
البكتيريا متهمة بشكل أساسي في رفع نسبة خطر الإصابة بأمراض السرطان. لكن أبحاثا جديدة تحاول تحويلها من داء إلى دواء، ما يبشر بنقلة نوعية أو حتى ثورة حقيقية في علاج هذا المرض الفتّاك.
إعلان
نظرية جديدة اعتمدت عليها أبحاث جارية في سويسرا في مجال مكافحة وعلاج أمراض السرطان، مستخدمة البكتيريا كوسيلة للقضاء على الأورام السرطانية في جسم الإنسان. ومعروف أن البكتيريا تصنّف على أنها من العوامل المسببة للمرض الفتّاك، وذلك إلى جانب عوامل أخرى كتلف في الحمض النووي أو عدم الاستقرار الجينومي وما إلى غير ذلك.
بكتيريا الكلاميديا على سبيل المثال ينظر إليها الأطباء على أنها خطر حقيقي وبدرجة مرتفعة للإصابة بسرطان الرحم، كذلك الشأن بالنسبة لسرطان البروستاتا وسرطان القولون، إذ يرجح الأطباء أن للبكتيريا المعوية نصيب فيها.
وتقف شركة سويسرية ناشئة تحمل اسم (T3 Pharma) وراء هذا الرهان الجديد، الذي لا ينطلق من قناعة "داويها بالتي كانت هي الداء" فحسب، وإنما ترفع التحدي إلى سقف تحويل البكتيريا إلى علاج يعوّض العلاجات التقليدية المستخدمة والمتمثلة في الجلسات الكيمياوية والإشعاعية المسؤولة عن أضرار جانبية خطيرة ليس أمام المريض أيَّ خيار سوى تحملها.
بداية التجارب السريية
الاختبارات التي أجريت إلى غاية اللحظة تمّ فيها الاعتماد على بكتيريا تدعى "يرسينيا القولون". وهي بكتيريا عصوية سالبة لصبغة غرام، وتتسبب في العديد من الأمراض متفاوتة الخطورة، بين تلك التي لا تظهر أي أعراض وأخرى قد تتسبب في الوفاة خاصة لدى الأطفال الصغار. وفي ألمانيا على سبيل المثال، أدرجت بكتيريا "يرسينيا القولون" في الدرجة الثالثة على قائمة البكتيريا الخطرة والمسببة لأمراض الجهاز الهضمي وفق تصنيف المكتب الصحي لولاية بافاريا.
وحسب موقع "بادربونر بلات" فإن الشركة المعنية ستبدأ مطلع العام القادم تجاربها السريرية بعدما حصلت على تمويل مالي بلغ نحو 23 مليون يورو من عدد من المستثمرين، في ظل تزايد القلق على مصير مرضى السرطان، كشريحة ضمن الأكثر تضررا من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
الانصياع إلى الاستجابة المناعية
في التجارب السريرية المنتظرة سيتم حقن مرضى السرطان ببكتيريا حيّة توكل إليها مهمة نقل البروتين إلى الخلايا السرطانية قصد تدميرها وإعادة بناء النسيج السليم بداخلها، وذلك في إطار عملية تعرف لدى الخبراء بـ"النوع الثالث من أنظمة الإفراز في الخلايا البكتيرية".
عبر هذه الطريقة سوف تقوم البكتيريا المعدلة بعملها التقليدي لكن في الاتجاه المعاكس: كناقل حسي يبحث عن وجود كائنات حقيقية النوى عادة، ستبحث البكتيريا المعدلة عن تلك المسرطنَة فتفرز البروتينات بداخلها، لتنتج عدداً من التأثيرات التي تساعد على تدمير مسبب المرض والوقوع في قبضة الاستجابة المناعية.
هذه الطريقة من شأنها أن تكون أكثر فعالية مقارنة بجميع طرق العلاج المعتمدة إلى الآن، لكونها تضر الخلايا السرطانية من الداخل وتعتمد بالأساس على الجهاز المناعي للجسم، وتوضح الشركة السويسرية أن الهدف يكمن في "تفعيل الجهاز المناعي" ليتولى هو مهمة القضاء على السرطان.
و.ب/ ص.ش
هكذا تحمي نفسك من خطر الإصابة بمرض السرطان
بالرغم من انتشاره الكبير بين الناس إلا أن الإصابة به ليست حتمية، في يومه العالمي الذي يصادف 4 فبراير، رضد علماء الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض الخبيث وطرق تجنبها. عادات حياتية بسيطة قد تكون وسيلة حمايتنا من السرطان.
صورة من: Getty Images
مصيرك بين يديك!
التدخين وحده من أهم مسببات السرطان، فدخان السجائر لا يسبب سرطان الرئة فحسب، بل يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الأورام الأخرى. ويبقى التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان
تأتي السمنة في المرتبة الثانية من العوامل المسببة للسرطان إذ تزيد مستويات الأنسولين المعززة من خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكُلى والمرارة وسرطان المريء. وتنتج النساء البدينات كميات متزايدة من الهورمونات الأنثوية في الأنسجة الدهنية، وبالتالي ترتفع لديهن معدلات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
لا تصبح أسير "الكنبة"
قلة الحركة والمشي يرفعان من احتمالات الإصابة بالسرطان أيضا. وتشير الدراسات طويلة المدى إلى أن ممارسة الرياضة والتمارين يمكنها أن تمنع الإصابة بالمرض الخبيث. الرياضة بشكل عام تعمل على خفض معدلات الأنسولين في الجسم ما يمنع اكتساب المزيد من الوزن. لا تكن أسير الأريكة طوال الوقت، ومارس الرياضة والحركة.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
المشروبات الكحولية
الكحوليات عموما تحفز الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء. وإذا تم تناولها بكثرة مع التدخين، فالخطر هنا يرتفع لمعدلات أكبر تصل إلى مائة ضعف! ربما يكون تناول كأس واحد من النبيذ في اليوم فقط أقل ضررا على الجسم، إذ يدعم نظام القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإسراف في تناول اللحوم الحمراء!
اللحوم الحمراء يمكن أن تتسبب بسرطان الأمعاء. بالرغم من عدم تحديد السبب الفعلي لذلك، إلا أن الدراسات تظهر وجود علاقة ملحوظة بين استهلاك اللحوم الحمراء وسرطان الأمعاء. وتمثل لحوم الأبقار خطورة بشكل خاص، ولكن حتى لحم الخنزير يمكن أن يسبب السرطان. ويزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسرطان مرة ونصف. أما تناول الأسماك، فيمنع الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia
لا مزيد من المشويات؟
تنبعث بعض المواد المسببة للسرطان عند شى اللحوم، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. وقد ثبت في تجارب على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية يمكن أن تسبب الأورام. ومع ذلك، فإن الدراسات طويلة الأمد على البشر، لم تثبت ذلك بشكل قاطع بعد. ربما تكون كميات استهلاك اللحم هي ما يسبب السرطان، وليس طريقة طهيه.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنب الوجبات السريعة
يمكن لنظام غذائي جيد يتكون من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية أن يكون سببا لتجنب الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسات أجريت على مدى سنوات، أن اتباع نظام غذائي صحي له تأثير أقل على الوقاية من السرطان، مما كان مفترضا في السابق. فهو يقلل فقط من خطر الاصابة بالسرطان بنسبة لا تتجاوز 10 في المئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض للشمس بكثرة
يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية اختراق الجينوم البشري وتغييره. فبينما تحمي كريمات الوقاية من الشمس البشرة، يمتص الجلد الكثير من تلك الأشعة.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يسبب السرطان!
تضر الأشعة السينية "X" بالجينوم أيضاً. إذا اقتصر الأمر على صورة إشعاعية عادية، فيكون التعرض لها قليلاً ، لكن الوضع يختلف عند التعرض للأشعة المقطعية. وهذا النوع من الأشعة يجب الخضوع لها عند الضرورة فقط، أما بالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي غير ضارة.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
العدوى البكتيرية تحفز السرطان
يمكن أن تسبب فيروسات الورم الحليمي البشري سرطان عنق الرحم لدى السيدات. كما يمكن أن تتسبب الإصابة بالتهاب الكبد B و C إلى تدهور خلايا الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان. لكن هناك العديد من اللقاحات التي يمكن الحصول عليها لتفادي تلك العوامل المسببة للسرطان، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تكافح تلك البكتيريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حبوب منع الحمل
ربما تكون حبوب الحمل من العوامل المحيرة عندما يتعلق الأمر بخطورتها، فعلى الرغم من أنها ترفع من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها في الوقت ذاته، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض. لكن في نهاية الأمر فحبوب منع الحمل فائدتها أكثر من ضررها على الأقل فيما يتعلق بخطورة الإصابة السرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ضربة قدر!
بالرغم من أخذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن الإنسان ليس بمنأى عنه. فنصف حالات الإصابة بالسرطان، سببها جينات خاطئة أو ببساطة التقدم في العمر. أما سرطان الدماغ فمن المحتمل أن تأتي الإصابة به بشكل وراثي . ففي النهاية الأمر تصبح الإصابة مثل ضربة القدر! بريغيت أوستراث/ س.إ