بافلوفيتش.. من جامع كرات إلى موهبة في خط وسط بايرن ميونيخ
٢١ فبراير ٢٠٢٤
ألكسندر بافلوفيتش اسم يتألق مع نادي بايرن ميونيخ وهو في سن 19 عاما. البداية لم تكن سهلة، إذ كان جامع كرات وكان يعاني من عجز جسدي، لكنه الآن قطعة رئيسية في النادي البافاري.
إعلان
موهبة جديدة تظهر في نادي بايرن ميونيخ، يتعلق الأمر بألكسندر بافلوفيتش، لاعب خط الوسط الألماني-الصربي، الذي مكّنه تألقه من جذب أنظار المنتخبين الألماني والصربي، ورغم اقترابه أكثر وأكثر من منتخب ألمانيا للكبار بعد تمثيله منتخب أقل من 20 عاماً، إلّا أن ذلك لم يحسم بعد.
لكن اللعب في معقل نادي بايرن، أليانز أرينا، يمثل خصوصية كبيرة لهذا اللاعب، الذي كان يجمع الكرات في جنبات الملعب ويعيد رميها للاعبين داخل رقعة الميدان، ما يجعل التحول كبيرأ من طفل ينتظر كرة خرجت إلى التماس، إلى لاعب انتزع مكاناً أساسياً في الفريق، وهو في عمره الـ19.
لكن المسار لم يكن سهلاً أبدا، اللاعب البالغ من الطول 188 سم "كان يعاني من عجز جسدي طويل الأمد"، يقول عنه موقع بايرن ميونيخ، لكنه استغل هذه الظروف الصعبة للإصرار على حلمه. ويصّرح لموقع النادي: "لقد ساعدني هذا العجز أيضًا. الأوقات الصعبة تساعدك لاحقًا في الحياة وفي تطورك".
ظهر بافلوفيتش للمرة الأولى مع الفريق الأول لبايرن ميونيخ خلال الانتصار بنتيجة 8-0 على دارمشتات في الجولة التاسعة من هذا الموسم، وشارك خلاله في 16 مباراة مع النادي، بدأ ستة منها كأساسي، ودخل في أربعة كاحتياطي، بينما بقي في دكة البدلاء في بقية المباريات، مسجلاً هدفين، ومقدماً تمريرتين حاسمتين.
الفتى نشأ محلياً، حيث لاحظ المهتمون موهبته مبكراً وانضم إلى صفوف بايرن ميونخ في سن السابعة بعد أن كان قد بدأ ممارسة كرة القدم لأول مرة في نادي بلدة فورستنفلدبروك القريبة من ميونيخ. تدرّج بافلوفيتش بنجاح في الفئات العمرية للنادي البافاري، وقدم أداء مميزاً مع الفريق تحت 19 عاماً، ومع الفريق الرديف، ليقتنع المدرب يوليان ناغلسمان باستدعائه للتدرب مع الفريق الأول.
أول مرة حضر فيها مع النادي، كان في الجولتين 31 و32 من البوندسليغا في الموسم الماضي، تحت قيادة المدرب توماس توخيل، أمام فيردر بريمن وشالكه، لكنه بقي حبيس دكة البدلاء ولم يلعب أبدا. غير أن تألقه في المباريات التحضيرية للموسم الجديد، والتي شملت ملاقاة فرق كليفربول ومانشستر سيتي، أقنع المدرب بضرورة منحه فرصة أكبر.
شارك بافلوفيتش في عدة مباريات هذا الموسم سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال أوروبا. وينقل موقع البوندلسيغا أن اللاعب "أذهل الجميع بتقديمه أول تمريرة حاسمة في البوندسليغا في مباراة الكلاسيكو أمام دورتموند، في ثاني مباراة له مع الفريق الأول"، ولذلك تمت مكافأته بالحصول على مركز أساسي ثم اللعب في دوري أبطال أوروبا.
هذا الموسم، دافع بافلوفيتش لأول مرة عن ألوان منتخب ألمانيا دون 20 عامًا، ويقول عنه موقع البوندسليغا إنه يلعب تقريباً كلاعب الوسط الدفاع الإسباني خافي مارتينيز الذي يملك قدرة كبيرة على اجتياح مساحات واسعة داخل الملعب ويمتلك مهارة كبيرة في الالتحامات، ما يجعل بافلوفيتش يمثل نموذجا ملائماً لما يريده بايرن في خط الوسط، حسب ما يؤكده موقع البوندسليغا.
ع.ا
"كان من أعظم لاعبي ألمانيا".. رحيل "الأسطورة" فرانز بكنباور
كانت شهرته تجوب العالم بأسلوبه الأنيق والحازم في آن واحد، وهو من أبرز الذين نجحوا كلاعبين ومدربين. فرانز بكنباور "القيصر" الألماني يودع دنيانا بعمر ناهز 78 عاما، مخلفا وراءة ميراثا كرويا لا يمكن لألمانيا أن تنساه.
صورة من: Werek/dpa/picture alliance
"توفي في سلام محاطا بأسرته"
صدمة عمت ألمانيا وعشاق الكرة عموما بعدما أعلنت أسرة الأسطورة فرانز بكنباور، أحد أبرز نجوم كرة القدم الألمانية والعالمية، وفاة "قيصر" الكرة الألمانية عن عمر يناهز 78 عاما. وتوفي بكنباور الأحد (7 يناير/ كانون الثاني 2024) غير أن أسرته لم تعلن الخبر إلا في اليوم التالي. وقالت أسرته في بيان: "بحزن شديد نعلن أن الزوج والأب فرانز بكنباور توفي في سلام أثناء نومه بالأمس الأحد محاطا بأسرته".
صورة من: SvenSimon/picture alliance
المستشار شولتس: كان أحد أعظم اللاعبين
ونعى المستشار الألماني أولاف شولتس بكنباور وقال عبر منصة (إكس): "كان فرانز بكنباور أحد أعظم لاعبي كرة القدم في ألمانيا والقيصر بالنسبة للكثيرين بسبب الحماس الذي أثاره في نفوس أجيال تجاه كرة القدم الألمانية. سنفتقده. تعازينا لأسرته وأصدقائه". وخاض بكنباور 103 مباريات مع ألمانيا الغربية وفاز ببطولة أوروبا في 1972 ثم بكأس العالم على أرضه عام 1974. ونال بكنباور جائزة أفضل لاعب أوروبي في العام مرتين.
صورة من: imago/WEREK
ماتيوس: سأفتقده - سنفتقده جميعا
وأعرب لوتار ماتيوس، عميد لاعبي العالم السابق الفائز بكأس العالم 1990 عن صدمته من وفاة بكنباور وقال: "وفاته خسارة لكرة القدم ولألمانيا ككل. لقد كان واحدًا من أعظم اللاعبين كلاعب ومدرب، ولكن أيضًا خارج الملعب". وأضاف ماتيوس: "كان فرانز شخصية بارزة ليس فقط في كرة القدم، وكان يتمتع باعتراف عالمي. كل من عرفه يعرف كم كان فرانز شخصًا عظيمًا وكريمًا. لقد رحل عنا صديق جيد. سأفتقده – سنفتقده جميعًا!".
صورة من: Wolfgang Eilmes/dpa/picture alliance
النجاح الذي حققه بكنباور أثبت أنه ماهر في ميادين عديدة. في اللعب وحتى في الإدارة، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها عندما كان لاعبا ومدربا، وحتى عندما تولى مهام إدارية وقيادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peer Grimm
ولد بكنباور في مدينة ميونيخ في 11.09.1945. ونال على العديد من الجوائز، حيث حصل أربعة مرات على لقب البوندسليغا مع فريق بايرن ميونيخ، ومرة مع فريق هامبورغ، بالإضافة إلى حصوله على لقب بطولة الولايات المتحدة الأميركية لثلاث مرات مع فريق كوزموس نيويورك. فاز بكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية 1972، وبطولة كأس العالم 1974.
صورة من: imago/WEREK
لمع نجم بكنباور في مجال الدعاية والإعلان وتهافتت عليه شركات التسويق من مشروب الحساء ومرورا بالاسطوانات الموسيقية وانتهاء بشركات الهواتف المحمولة. كما أصبحت طريقته في الكلام ذات لكنة مميزة.
وبقدر ما تخطت اناقة بكنباور الحدود، فإن هيبته على أرضية الملعب كانت واضحة. تمريراته الكروية وأسلوبه في اللعب جعلت منه مشهورا. وفي عام 1974 قاد بيكنباور المنتخب الألماني إلى الحصول على كأس العالم.
صورة من: AP
"إذا كان يعمل فإنه يعمل" هذا الشعار قد يلخص حكمة بكنباور في الحياة. في عام 1977 اشتهر بأنه "الليبرو"، وهو خط الدفاع الأخير قبل حارس المرمى، وتم ظهور مجسمات له وأطلق عليه المشجعون والإعلام لقب القيصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Werek
في عام 1990 استطاع بكنباور بصفته مدربا للمانشافات أن يقود فريقه إلى الفوز بكأس العالم ضد الأرجنتين، لتحصل ألمانيا على اللقب للمرة الثالثة. قبلها بأربع سنوات التقى الفريقان الألماني والأرجنتيني في التصفيات النهائية وانتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا وهو الأمر الذي دفع ببكنباور إلى التصميم على الفوز لاحقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بعد النجاح الذي حققه في بطولة كأس العالم، إعتزل بكنباور تدريب المنتخب الألماني. وتولى تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام1991. وعاد القيصر بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
صورة من: Paul Mazurek/Getty Images
وبقيت الكرة هي عالم بكنباور الخاص. حيث شغل من عام 1998وحتى 2010 منصب نائب رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم. ثم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، التي اعتبرت من أكثر دورات البطولة العالمية تنظيما.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
وعلى الرغم من أن بكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين. كما توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Wolfgang Kumm
أكثر من 50 جائزة رياضية أعطيت لفرانز بكنباور على مدار نصف قرن مضى. وتكريما لإنجازاته الرياضية تم وضع صورته على أحد الطوابع البريدية في العام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik
ويبدو أن اسم القيصر لا ينحصر باللاعب فقط، بل يتخطى ذلك إلى اسم أكلته المفضلة (كايزر شمارن) Kaiserschmarn، والتي تعتبر إحدى أكلات المطبخ البافاري الذي يعشقه بكنباور..
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd Settnik
ويظل بكنباور ألمع شخصية رياضية في ألمانيا، لذلك يحاول الكثير من الفنانين الألمان تقليده مثل الممثل الكوميدي ماتسه كنوب الذي يقلده باتقان. في الصورة كنوب بمناسبة عيد ميلاد قيصر الكرة الألمانية السبعون.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
كانت وجهات نظر وقرارات بكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز، ولأسباب ضريبية على الأرجح نقل سكنه إلى النمسا منذ العام 1982.