باكستان- الإعدام لمسيحي بعد إدانته بـتهمة "الإساءة للمقدسات"
٨ سبتمبر ٢٠٢٠
حضّت الأمم المتحدة باكستان على "إدانة التحريض على العنف ضد الأقليات الدينية بشكل قاطع"، بالإضافة إلى "ما يبدو أنه زيادة في استخدام قوانين التجديف لتصفية حسابات شخصية وسياسية". وحُكم على مسيحي بالاعدام بتهمة "التجديف".
إعلان
قضت محكمة باكستانية في لاهور الثلاثاء (الثامن من أيلول/ سبتمبر 2020) بإعدام مسيحي بعد إدانته بإرسال رسائل نصية تحتوي على "مضمون تجديفي". وتعتقل السلطات آصف برويز (37 عاماً) منذ العام 2013 على خلفية اتهامات بالتجديف وجهها إليه مسؤول في مصنع كان يعمل فيه. وقال سيف الملوك محامي برويز لوكالة فرانس برس إن موكله نفى جميع التهم الموجهة إليه وقال إنه قام فقط بإعادة إرسال الرسائل النصية المعنية. وأضاف الملوك "كان يجب على القاضي رفض هذه القضية"، وأشار إلى أنه سيستأنف الحكم أمام محكمة لاهور العليا. وتابع "لقد قضى بالفعل سبع سنوات في انتظار قرار المحكمة. من يدري كم من السنوات سيمضيها منتظراً حتى ينتهي هذا الأمر؟".
ويزعم برويز أن المشرف عليه، الذي كان يحاول إقناعه باعتناق الإسلام، اتهمه بالتجديف بعد أن ترك وظيفته في المصنع.
ويمكن لبرويز الطعن في الحكم وتقديم التماس بالعفو للرئيس كخيار أخير. وقال محاميه سيف الملوك في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه سيطعن على الحكم. وقال المحامي إن خط الهاتف المحمول (وحدة تعريف المشترك) المستخدمة لإرسال الرسائل النصية لم تكن تخص برويز.
وتنص القوانين الباكستانية للتجديف والإساءة إلى المقدسات، التي أدخلها الحاكم العسكري السابق ضياء الحق في الثمانينيات، على الإعدام كعقوبة قصوى للإساءة إلى الدين أو النبي محمد.
وتعد الأقليات الدينية، بينها المسيحيون، الأكثر عرضة للتهديد جراء انتهاك قوانين التجديف. ويشكل المسيحيون أقل من 2% من سكان باكستان البالغ عددهم أكثر من 200 مليون نسمة، لكنهم بين أدنى الطبقات الاجتماعية في البلاد.
ويقبع نحو 80 شخصاً في السجون الباكستانية بتهم تجديف، يواجه نصفهم عقوبتي السجن مدى الحياة أو الإعدام، بحسب اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية.
الهند وباكستان - معضلة السيخ
27:21
الأمم المتحدة تندد
والثلاثاء، ندّدت الأمم المتحدة بهجمات متزايدة تستهدف الصحافيين والناشطين في باكستان بسبب مزاعم التجديف، وحضت إسلام أباد على حماية من يواجهون تهديدات والتحقيق في أعمال عنف بحقهم. وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها المتزايد حيال الوقائع العديدة للتحريض بالعنف سواء إلكترونياً أو واقعياً، خصوصاً ضد نساء ونشطاء وصحافيين، بالإضافة للاعتداءات البدنية. وأشارت لحالة الصحافية شاهينا شاهين، التي قتلت برصاص مجهولين السبت الفائت في إقليم بلوشستان.
والعام الفائت، قتل أربعة صحافيين ومدونين في باكستان في ظروف على صلة بعملهم الصحافي، من بينهم الصحافية أروج إقبال التي قتلت بالرصاص في لاهور فيما كانت تسعى لإطلاق صحيفة محلية.
وأفاد المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل الصحافيين في جنيف أنّ "في الغالبية العظمى لأعمال القتل هذه، لم يتم التحقيق مع مرتكبيها أو محاكمتهم ومحاسبتهم". وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ الصحافيات في باكستان حذّرن الشهر الماضي من "حملة منّسقة" على مواقع التواصل الاجتماعي ضد أي شخص معارض لسياسات الحكومة.
وأكّد أن اتهامات التجديف "مثيرة للقلق على وجه الخصوص" مشيراً إلى أنها "يمكن أن تضع الأشخاص المتهمين بها في خطر عنف محدق". وأوضح كولفيل أن المفوضية نقلت قلقها مباشرة إلى حكومة إسلام أباد، وحضتها على اتخاذ "خطوات ملموسة فوراً لضمان حماية الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المعرضين لتهديدات". وتابع "شددنا أيضاً على الحاجة لتحقيقات فورية وفعّالة وشاملة ونزيهة بهدف ضمان المحاسبة في حالات العنف والقتل".
الفنانة الباكستانية شيهزيل مالك: كسر الحواجز التي تقيد حرية المرأة!
ضمن مجتمع تُسيطر عليه المفاهيم الذكورية كالمجتمع الباكستاني، ظهرت فتيات يتحدين القوالب النمطية المفروضة عليهن. في الوقت الذي تعزز فيه التصاميم من مكانة المرأة، فإن الصورة السائدة عن دور المرأة لا تعطيها هذه المكانة.
صورة من: Shehzil Malik
تقول فنانة الرسوم التصويرية الباكستانية شيهزيل مالك: "لاتوجد هناك إجابة شافية تتناول كيفية إدارة المرأة لقضاياها الذاتية". رسمت مالك هذ الصورة التي تحمل عبارة "أوتظن أن الفستان الذي أرتديه طويل بما فيه الكفاية؟" بعد أن عانت ما عانته من المضايقات خلال تواجدها في إحدى الحدائق العامة. تقول شيهزيل: "لا يُمكن للمرأة أن تتفهم طبيعية الخوف الذي يتملكها عندما ترتاد أحد الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
ترى الفنانة شيهزيل أن من الظلم أن تكون الأسباب التي تعيق حرية المرأة ترجع لحقيقة كونها إمرأة أو كونها باكستانية، وتقول في هذه الصدد: "نعيش حياتنا مرة واحدة فحسب، والحياة قصيرة جداً، والعالم جميل ولا يُمكننا أن نبقى سجناء في منازلنا. علينا أن نخرج إلى الحياة، فهناك الكثير والكثير من الأمور الساحرة التي تنتظرنا، وأنا من جهتي مُصممة على الاحتفال بيومي هذا تحت أشعة الشمس".
صورة من: Shehzil Malik
عانت شيهزيل مالك أثناء المراهقة من الشعور بعدم الارتياح من قبل صديقاتها صاحبات البشرة البيضاء اللواتي كن يلجأن لاستعمال كريم تبييض البشرة، التي أثبتت الدراسات أنه يحتوي على مواد شديدة السُمية. غير أنها بعد أن التقت في الجامعة بنساء متميزات من شتى أنحاء العالم يمثلن مختلف الأهواء والمشارب، أمست على بينة بأن للجمال أن يتجسد أمام أنظارنا بمختلف الألوان والأشكال والأحجام.
صورة من: Shehzil Malik
تقول الفنانة شيهزيل مالك بشأن التصورات التي تُمثلنا أو تلك التي نطمح إلى الوصول إليها: "لو قُدِرَ لنشأتي أن تكون برفقة نساء جريئات، متميزات، وسمراوات، لكنت قد لاحظت في وقت مُبَكِر أن إمكانياتي تتخطى ما يُعرف بالتقاليد التي تربيت عليها. إذا لم تُشاهدي أمامك نساء جريئات وناجحات، فكيف لك أن تعرفي بأن ما تطمحين به قابل للتحقيق أيضاً؟!"
صورة من: Shehzil Malik
استوحت شيهزيل هذا العمل من فتاة تقطن في الجوار كانت تحاول أن تتعلم ركوب الدراجة النارية. لُصق الرسم التصويري لهذه الفتاة على جدار. تقول شيهزيل: "كان حب الفضول يدفعني لمعرفة رودود أفعال الناس، وكانت المفاجأة عندما اختفى الرسم التصويري وتمت إزالته بالكامل من على الجدار". وتقول: "إن إزالة الرسم للفتاة من على الجدار أثار المزيد من التساؤلات التي تتعلق بتواجد المرأة في الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
هذه اللوحة التصويرية هي واحدة من أفضل الرسومات التصويرية لدى شيهزيل وتُمثل أختها التي تصغرها سناً. الصورة ترمز إلى نبع المعرفة والكياسة والإلهام. تقول شيهزيل: "هذا الصورة هي بمثابة تكريم للنساء اللواتي يقرأن، والنساء اللواتي يضفن المزيد إلى معرفتنا، واللواتي يرشدننا إلى كيفية أن نصبحَ أفضلَ حالاً".
صورة من: Shehzil Malik
تقول شيهزيل: "رَسَمْتُ هذه اللوحة التصويرية بعد أن فرضَت فرنسا حظراً على ارتداء البوركيني، وهي الملابس التي تفضلها النساء المسلمات للسباحة. يُمكنُ لأجسامنا أن تصبح أدوات للتعبيرعن شتى أنواع المبادئ التي نعتنقها. أشعر بالرضى عندما أنظر إلى اللواتي يرتدين الحجاب وأرى في الوقت ذاته أنهن يتمتعن بإحساس قوي بذواتهن، وانفتاحهن على شتى وجهات النظر، وبأنهن قادرات على تحمل مسؤولية القرارات التي يتخذنها".
صورة من: Shehzil Malik
يتضمن مشروع شيهزيل نشر الرسومات التصويرية للمراة في الأماكن العامة. كما يتضمن جانباً فنياً آخر يعتمد على التصوير الفوتوغرافي ويهدف إلى إظهار تواجد المرأة في مختلف أنحاء المدينة. في الصورة المُرفقة تبدو شيهزيل مالك أمام عدسة التصوير للترويج لمشروعها الذي تعمل على إنجازه بالتعاون مع متاجر للملابس وعارضة الأزياء إيمان سليمان. ويهتم هذا المشروع بتعزيز دور المرأة كما يهتم بالأزياء النسائية أيضاً.