باكستان: حكم نهائي ببراءة آسيا بيبي من تهمة التجديف
٢٩ يناير ٢٠١٩
قرار المحكمة الباكستانية لا يؤكد براءة المسيحية آسيا بيبي من تهمة التجديف فحسب، بل يسمح لها بالسفر إلى الخارج والالتحاق بعائلتها، رغم تهديدات جماعات إسلامية متشددة تطالب بقتلها كما هددت قضاة المحكمة أيضا.
إعلان
رفضت محكمة باكستان العليا اليوم الثلاثاء (29 كانون الثاني/يناير 2019) الطعن المقدم ضد الحكم الصادر بتبرئة المسيحية آسيا بيبي من تهم تجديف وجهت إليها، لترفع بذلك العقبة القضائية الأخيرة في هذه القضية المستمرة منذ سنوات طويلة، وربما التمهيد لمغادرتها البلاد.
وقال رئيس المحكمة العليا آصف سعيد خوساإنه "استناداً إلى موضوع الدعوى، فإن التماس الطعن هذا مرفوض"، وهذه الهيئة القضائية العليا هي التي أسقطت السنة الماضية حكم الإعدام بحق بيبي بتهمة التجديف. وعلى الفور بدأ الناشطون بالمطالبة بالسماح لها بمغادرة باكستان حيث لا تزال حياتها معرضة للخطر بعد أن حض الإسلاميون المتطرفون على قتلها. وهي موجودة في مكان ترفض الحكومة الكشف عنه.
وهناك تكهنات بأنها ستطلب اللجوء في بلد أوروبي أو في أميركا الشمالية في حين تفيد تقارير صحافية غير مؤكدة أن أبناءها غادروا إلى كندا. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان "يجب أن تكون الآن حرة للالتحاق بعائلتها والحصول على الأمان في بلد تختاره".
يذكر أنه حكم على بيبي بالإعدام في 2010 في ما أصبح أبرز قضية تجديف عرفتها باكستان. وبعد أن أسقطت المحكمة العليا هذا الحكم السنة الماضية، نظمت حركة "لبيك" تظاهرات عنيفة استمرت أياماً ودعت خلالها إلى قطع رأسها. وتوصلت السلطات إلى إنهاء العنف عبر السماح لممثلي الحركة باستئناف قرار المحكمة العليا. وفي وقت سابق الثلاثاء دعا حزب "حركة لبيك" أعضاءه إلى الاستعداد للتحرك، في رسالة أرسلت إلى الصحافيين.
لكن معظم قادة الحركة ما زالوا رهن الاحتجاز بعد حملة شنتها الحكومة في صفوفها، ولم يشاهَد سوى عدد قليل من المحتجين أمام المحكمة في إسلام آباد، حيث بدا الانتشار الأمني في مستواه المعتاد. لكن هذا لم يمنع أولئك الذين حضروا الجلسة من الدعوة إلى قتل بيبي قبل صدور حكم المحكمة.
من جانبه، وصف محامي بيبي سيف الملوك، الذي عاد إلى باكستان في مطلع الأسبوع بعد أن قضى أسابيع في الخارج في أعقاب تبرئة موكلته، قضية الطعن بأنها "تافهة"، في أثناء دخوله إلى المحكمة.
وتألفت هيئة المحكمة من ثلاثة قضاة برئاسة كبير القضاة الجديد آصف سعيد خوسا الذي يعد من أكبر خبراء القانون الجنائي في باكستان وساهم في صياغة القرار بتبرئة بيبي.
ويشار إلى أن المزاعم ضد بيبي تعود إلى عام 2009 عندما اتهمت بالتجديف، وهي تهمة يعاقب عليها بالإعدام بموجب القانون الباكستاني. بيد أنها نفت التهمة وساندتها في قضيتها جمعيات حقوقية دولية وسياسيون وشخصيات دينية. ودعا البابا السابق بنديكت السادس عشر إلى إطلاق سراحها في عام 2010، وفي عام 2015، التقت ابنتها خليفته البابا فرنسيس.
ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب، د.ب.أ، رويتروز)
الفنانة الباكستانية شيهزيل مالك: كسر الحواجز التي تقيد حرية المرأة!
ضمن مجتمع تُسيطر عليه المفاهيم الذكورية كالمجتمع الباكستاني، ظهرت فتيات يتحدين القوالب النمطية المفروضة عليهن. في الوقت الذي تعزز فيه التصاميم من مكانة المرأة، فإن الصورة السائدة عن دور المرأة لا تعطيها هذه المكانة.
صورة من: Shehzil Malik
تقول فنانة الرسوم التصويرية الباكستانية شيهزيل مالك: "لاتوجد هناك إجابة شافية تتناول كيفية إدارة المرأة لقضاياها الذاتية". رسمت مالك هذ الصورة التي تحمل عبارة "أوتظن أن الفستان الذي أرتديه طويل بما فيه الكفاية؟" بعد أن عانت ما عانته من المضايقات خلال تواجدها في إحدى الحدائق العامة. تقول شيهزيل: "لا يُمكن للمرأة أن تتفهم طبيعية الخوف الذي يتملكها عندما ترتاد أحد الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
ترى الفنانة شيهزيل أن من الظلم أن تكون الأسباب التي تعيق حرية المرأة ترجع لحقيقة كونها إمرأة أو كونها باكستانية، وتقول في هذه الصدد: "نعيش حياتنا مرة واحدة فحسب، والحياة قصيرة جداً، والعالم جميل ولا يُمكننا أن نبقى سجناء في منازلنا. علينا أن نخرج إلى الحياة، فهناك الكثير والكثير من الأمور الساحرة التي تنتظرنا، وأنا من جهتي مُصممة على الاحتفال بيومي هذا تحت أشعة الشمس".
صورة من: Shehzil Malik
عانت شيهزيل مالك أثناء المراهقة من الشعور بعدم الارتياح من قبل صديقاتها صاحبات البشرة البيضاء اللواتي كن يلجأن لاستعمال كريم تبييض البشرة، التي أثبتت الدراسات أنه يحتوي على مواد شديدة السُمية. غير أنها بعد أن التقت في الجامعة بنساء متميزات من شتى أنحاء العالم يمثلن مختلف الأهواء والمشارب، أمست على بينة بأن للجمال أن يتجسد أمام أنظارنا بمختلف الألوان والأشكال والأحجام.
صورة من: Shehzil Malik
تقول الفنانة شيهزيل مالك بشأن التصورات التي تُمثلنا أو تلك التي نطمح إلى الوصول إليها: "لو قُدِرَ لنشأتي أن تكون برفقة نساء جريئات، متميزات، وسمراوات، لكنت قد لاحظت في وقت مُبَكِر أن إمكانياتي تتخطى ما يُعرف بالتقاليد التي تربيت عليها. إذا لم تُشاهدي أمامك نساء جريئات وناجحات، فكيف لك أن تعرفي بأن ما تطمحين به قابل للتحقيق أيضاً؟!"
صورة من: Shehzil Malik
استوحت شيهزيل هذا العمل من فتاة تقطن في الجوار كانت تحاول أن تتعلم ركوب الدراجة النارية. لُصق الرسم التصويري لهذه الفتاة على جدار. تقول شيهزيل: "كان حب الفضول يدفعني لمعرفة رودود أفعال الناس، وكانت المفاجأة عندما اختفى الرسم التصويري وتمت إزالته بالكامل من على الجدار". وتقول: "إن إزالة الرسم للفتاة من على الجدار أثار المزيد من التساؤلات التي تتعلق بتواجد المرأة في الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
هذه اللوحة التصويرية هي واحدة من أفضل الرسومات التصويرية لدى شيهزيل وتُمثل أختها التي تصغرها سناً. الصورة ترمز إلى نبع المعرفة والكياسة والإلهام. تقول شيهزيل: "هذا الصورة هي بمثابة تكريم للنساء اللواتي يقرأن، والنساء اللواتي يضفن المزيد إلى معرفتنا، واللواتي يرشدننا إلى كيفية أن نصبحَ أفضلَ حالاً".
صورة من: Shehzil Malik
تقول شيهزيل: "رَسَمْتُ هذه اللوحة التصويرية بعد أن فرضَت فرنسا حظراً على ارتداء البوركيني، وهي الملابس التي تفضلها النساء المسلمات للسباحة. يُمكنُ لأجسامنا أن تصبح أدوات للتعبيرعن شتى أنواع المبادئ التي نعتنقها. أشعر بالرضى عندما أنظر إلى اللواتي يرتدين الحجاب وأرى في الوقت ذاته أنهن يتمتعن بإحساس قوي بذواتهن، وانفتاحهن على شتى وجهات النظر، وبأنهن قادرات على تحمل مسؤولية القرارات التي يتخذنها".
صورة من: Shehzil Malik
يتضمن مشروع شيهزيل نشر الرسومات التصويرية للمراة في الأماكن العامة. كما يتضمن جانباً فنياً آخر يعتمد على التصوير الفوتوغرافي ويهدف إلى إظهار تواجد المرأة في مختلف أنحاء المدينة. في الصورة المُرفقة تبدو شيهزيل مالك أمام عدسة التصوير للترويج لمشروعها الذي تعمل على إنجازه بالتعاون مع متاجر للملابس وعارضة الأزياء إيمان سليمان. ويهتم هذا المشروع بتعزيز دور المرأة كما يهتم بالأزياء النسائية أيضاً.