باكستان على القائمة أمريكية لمراقبة انتهاكات الحرية الدينية
٤ يناير ٢٠١٨
أدرجت واشنطن إسلام أباد على قائمة مراقبة خاصة "للانتهاكات الشديدة للحرية الدينية"، يأتي ذلك بعد أيام من ربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم المساعدات إلى باكستان ببذل جهد أكبر في محاربة الإرهاب.
إعلان
قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم إنها أدرجت باكستان على قائمة مراقبة خاصة "للانتهاكات الشديدة للحرية الدينية" وذلك بعد أيام من مطالبة البيت الأبيض أن تبذل إسلام اباد جهدا أكبر في مكافحة الإرهاب لكي تحصل على المساعدات الأمريكية. وقالت وزارة الخارجية إنها أعادت إدراج عشر دول على قائمة "بلدان تشكل قلقا خاصا" بموجب قانون الحرية الدينية الدولي لانخراطها أو تساهلها مع انتهاكات صارخة للحريات الدينية.
والدول العشر هي الصين واريتريا وإيران وميانمار وكوريا الشمالية والسودان والسعودية وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وقد تم إدراجها على القائمة في 22 ديسمبر كانون الأول. وقالت الوزارة في بيان "إن حماية الحرية الدينية أمر حيوي للسلام والاستقرار والازدهار. وهذه التوصيفات تهدف لتحسين احترام الحرية الدينية في تلك البلدان".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقد باكستان لعدم بذل ما فيه الكفاية في محاربة الإرهاب وأبلغت إدارته أعضاء الكونجرس إنها ستعلن خططا لإنهاء دفع "المساعدات الأمنية" لإسلام اباد. وقالت باكستان إنها تبذل الكثير في محاربة المتشددين واستدعت السفير الأمريكي لتفسير تغريدة نشرها ترامب قال فيها إن الولايات المتحدة تصرفت بحماقة في دفع المساعدات لإسلام اباد.
وكانت العلاقات المتوترة بين البلدين الحليفين قد تدهورت في الأول من يناير/ كانون الثاني عندما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسلام أباد على تويتر لما وصفه بأنه "أكاذيب وخداع" رغم أن واشنطن قدمت لها مساعدات تبلغ 33 مليار دولار. وحذر البيت الأبيض من اتخاذ "إجراءات محددة" للضغط على باكستان.
وخلال العقد الأخير أصبحت التهديدات الأمريكية بخفض المساعدات ملمحا أساسيا في علاقات الولايات المتحدة مع باكستان التي تعتبر دولة محورية في عملية السلام في أفغانستان. وقال مفتاح إسماعيل الذي يقوم في الواقع بأعمال وزير المالية لرويترز "تخفيضات المساعدات لن تضرنا". وأضاف "ليست تلك بأداة الضغط التي يملكونها لأنهم خفضوها بالفعل بشكل جذري على مر السنين".
ي.ب/ ح ح (رويترز)
إرث غاندي وجناح ـ سبعة عقود من الصراع بين الهند وباكستان
في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1947 انقسمت "الهند البريطانية" إلى دولتين :الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ويستمر العداء بين الدولتين لحد اليوم على الرغم من بعض الجهود لتحسين العلاقات الثنائية.
صورة من: AP
ولادة دولتين
في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.
صورة من: picture alliance/dpa/United Archives/WHA
شلال الدم
وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Images
حرب 1948
وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
العلاقة بين الولايات المتحد وكندا نموجاً
ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.
صورة من: AP
روايات مختلفة
إلا أن الحكومتان الهندية والباكستانية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيين - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستانية على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
توتر العلاقات
وبقيت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقراً لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/D. Yasin
المضي قدماً نحو تحسين العلاقات
ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـDW: "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك