ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في باكستان إلى أكثر من 600 قتيل
عبده جميل المخلافي أ ف ب، رويترز
١٦ أغسطس ٢٠٢٥
تسببت الأمطار الغزيرة في شمال باكستان في مقتل ما لا يقل عن 320 شخصا خلال 48 ساعة، ما يرفع عدد القتلى إلى أكثر من 600 منذ بدء الموسم الماطر الاستثنائي من حيث شدته، فيما تتواصل جهود البحث لانتشال الجثث المطمورة تحت الركام.
تعد باكستان واحدة من أكثر دول العالم تأثرا بتغير المناخ وتشهد ظواهر طقس متطرفةصورة من: Sajjad Qayyum/AFP
إعلان
قال مسؤولون في باكستان اليوم السبت (16 أغسطس/آب 2025) إن عدد الوفيات جراء الأمطار الغزيرة والسيول في البلاد تجاوز 300 شخص، إذ قتل ما لا يقل عن 320 شخصا خلال 48 ساعة، بحسب آخر حصيلة صادرة عن السلطات، ما يرفع عدد القتلى إلى أكثر من 600 منذ بدء الموسم الماطر الاستثنائي من حيث شدته في أواخر حزيران/يونيو الماضي.
ووقع أكبر عدد من الضحايا في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية المحاذية لأفغانستان ، والتي سجلت وحدها 307 وفيات، وفق ما أفادت هيئة إدارة الكوارث المحلية.
وقال المتحدث باسم أجهزة الطوارئ في الولاية بلال أحمد فايزي لفرانس برس اليوم السبت إن عمليات البحث كانت لا تزال متواصلة في الصباح بمشاركة أكثر من ألفي مسعف سعيا لانتشال الجثث المطمورة تحت الأنقاض. وأضاف أن "الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة وانقطاع الطرق تعيق وصول سيارات الإسعاف ويتحتم على المسعفين التنقل مشيا".
تسببت الأمطار الغزيرة في انزلاقات للتربة وانقطاع الطرق ما يعيق وصول سيارات الإسعاف ويتحتم على المسعفين التنقل مشيا، وفق أجهزة الطوارئ الباكستانية صورة من: Anwarullah Khan/AP Photo/picture alliance
وكانت طائرة هليكوبتر قد تحطمت بسبب الطقس السيء في ولاية خيبر بختونخوا خلال مهمة إنقاذ من الفيضانات مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم خمسة.
وشهدت باكستان في الأسابيع القليلة الماضية هطول أمطار أكثر من المعتاد خلال موسم الأمطار الحالي لتجرف المياه الطرق والمباني.
وتحذر السلطات بأن الأمطار التي وصفتها السلطات في هذا الموسم بأنها "غير عادية"، ستشتد خلال الأسبوعين المقبلين.
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
تغيّر المناخ.. خطر في المنطقة
تغيّر المناخ أضحى ظاهرة تعاني منها كلّ دول العالم. لكن المنطقة العربية تحفل بخصوصية في معاناتها، بحكم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لـ"غرينبيس". ارتفعت حرارة فصول الصيف في عدة دول عربية كما صارت هذه الفصول أكثر تمددا ولم يعد الشتاء باردا كما كان.
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
جفاف مستمر
دول عربية كثيرة تعاني من مواسم جفاف متتالية. التساقطات المطرية تراجعت كثيرا أو حتى باتت نادرة، وتشير عدة تقارير أن المنطقة تشهد حاليا معدلات جفاف غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، ما أثر كثيراً على الزراعة، ودفع بعدة بلدان إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة وارداتها من الحبوب، خصوصا مصر والمغرب والجزائر، ما يلقي بظلاله على الأمن الغذائي.
صورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance
إجهاد مائي كبير
أدى ضعف الأمطار إلى إجهاد مائي كبير وضغط متزايد على المياه الجوفية لأجل توفير الكميات اللازمة للزراعة، ما أدى إلى نضوبها في عدة مناطق. ويزداد الأمر سوءا بسبب انتشار عدد من الزراعات التي تمتص المياه بكثرة وغياب آليات للزراعة المستدامة. تدهور المجال الزراعي أضعف كثيراً المهن الزراعية ورفع نسب الهجرة من القرى وزاد من الضغط على المدن.
صورة من: Ryad Kramdi/Getty Images/AFP
افتقار لمياه الشرب
تداعيات الجفاف ليست على الزراعة فقط، بل كذلك المياه الصالحة للشرب. تشير معطيات أممية إلى افتقار 41 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية الوصول بأمان لمياه الشرب، بينما يفتقد 66 مليون شخص لخدمات الصرف الصحي. ورغم محاولة عدة بلدان ترشيد الاستخدام وإعطاء توجيهات للسكان بحسن الاستخدام، إلّا أن العطش يهدد بشكل جدي ملايين الناس والتدخل بات عاجلاً.
صورة من: KHALED ABDULLAH/REUTERS
الحرائق.. كابوس جديد
عانت المنطقة العربية من حرائق كبيرة، مثال ذلك حرائق الجزائر للصيف الثاني على التوالي، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما وقعت خسائر متفرقة في المغرب وتونس وسوريا والعراق ولبنان. رغم الجهود، تبقى حرائق الغابات متكررة، خصوصا عندما يتزامن الفصل الحار مع هبوب الرياح، ما يكون له أثر بالغ على الغابات وعلى عدد من الزراعات كزراعة الزيتون.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
خسائر اقتصادية كبيرة
الخسائر في القطاع الزراعي تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة بحكم أن الزراعة قطاع اقتصادي رئيسي في عدد من بلدان المنطقة كما في تونس والمغرب. تحتاج دول المنطقة إلى استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات حسب صندوق النقد الدولي، وهو معدل صعب التحقق في منطقة عربية تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.