باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف طائفي بين الشيعة والسنة
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤
بعد يومين من هجمات ضد أفراد من الشيعة أسفرت عن مقتل العشرات: قُتل 32 شخصا على الأقل بأعمال عنف جديدة نُقل أن 14 منهم من السنة و18 من الشيعة بشمال غرب باكستان. ويتكرر العنف بباكستان بسبب نزاعات قبلية ودينية ونزاعات أراضٍ.
إعلان
قُتل 32 شخصا على الأقل في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غرب باكستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس اليوم السبت 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2024 بعد يومين من هجمات استهدفت أفرادا من الطائفة الشيعية أسفرت عن مقتل 43 شخصا. ومنذ الصيف خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في إقليم كورام الواقع في ولاية خيبر بختونخوا على الحدود مع أفغانستان، حوالى 150 قتيلا.
وتتكرر أعمال العنف الناجمة عن نزاعات قبلية ودينية ونزاعات على الأراضي، في باكستان حيث تقول الأقلية الشيعية إنها ضحية منذ فترة طويلة للتمييز والهجمات، لا سيما في كورام.
وقبل أمس الخميس 21 / 11 / 2024 أطلق نحو عشرة مهاجمين النار على قافلتين تقلان عشرات العائلات الشيعية بمواكبة الشرطة في هذه المنطقة الجبلية. وقُتل ما لا يقل عن 43 شخصا ولا يزال "11 مصابا" في حالة "حرجة"، بحسب السلطات.
ومساء أمس الجمعة 22 / 11 / 2024 بعد يوم طويل شُيع خلاله الضحايا -وساده التوتر في كورام على وقع مسيرات للشيعة نددت بـ"حمام دماء"- قال ضابط كبير في الشرطة لوكالة فرانس برس إن "الوضع تدهور". وأضاف: "هاجم شيعة غاضبون مساء سوق باغان المحسوب خصوصا على السنة" موضحا أن "المهاجمين المزودين بأسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف هاون أطلقوا النار" طوال ثلاث ساعات و"قام سنة بالرد" عليهم. وقال مالك كريم الذي يسكن في محيط باغان لوكالة فرانس برس "لم يبقَ شيء يمكن إنقاذه في باغان، لا متاجر ولا منازل".
من جهته قال مسؤول محلي لم يشأ كشف هويته لفرانس برس إن "أعمال العنف بين المجموعتين الشيعية والسنية تواصلت (السبت) في أماكن مختلفة، وسجل مقتل 32 شخصا في آخر حصيلة هم 14 من السنة و18 من الشيعة".
إصابة الآلاف بأمراض ناجمة عن الضباب الدخاني في ولاية البنجاب
02:47
وذكر مسؤول محلي آخر هو جواد الله محسود لفرانس برس أن "مئات المتاجر والمنازل تم إحراقها" في منطقة سوق باغان، لافتا الى "بذل جهود من اجل إعادة الهدوء، وتم نشر قوات أمنية والتأمت مجالس قبلية (جيرغا)". لكن مسؤولا آخر قال: "ليس لدينا عدد كافٍ من عناصر الشرطة والطواقم الإدارية" في هذه المنطقة حيث تكافح الحكومة الفيدرالية وحتى الحكومة الإقليمية المتمركزة في بيشاور من أجل الحصول على موطئ قدم فيها. وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أبلغنا الحكومة الإقليمية بأن الوضع حرج وبأن هناك حاجة لنشر قوات إضافية بشكل عاجل".
ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، حيث تتقدم قواعد الشرف القبلية غالبا على النظام الذي تسعى قوات الأمن الى إرسائه. والجمعة تظاهر آلاف المسلمين الشيعة احتجاجا على العنف الطائفي، خصوصا في باراشينار، المدينة الرئيسية في المنطقة.
ومنذ يوليو / تموز 2024 خلفت أعمال العنف بين القبائل الشيعية والسنية في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلا، بحسب اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات في البلاد.
وتعتبر اللجنة أن "تكرار تلك الحوادث يؤكد أن الحكومات الفيدرالية والإقليمية فشلت في حماية أمن المواطنين" وفي "السيطرة على انتشار الأسلحة في المنطقة". وخلال هذا الأسبوع شهدت المنطقة الجبلية في شمال غرب البلاد العديد من الهجمات أسفرت عن مقتل 20 جنديا على الأقل، فيما اختُطف سبعة أفراد شرطة ليوم كامل.
ع.م / ع.ج.م (أ ف ب)
الفنانة الباكستانية شيهزيل مالك: كسر الحواجز التي تقيد حرية المرأة!
ضمن مجتمع تُسيطر عليه المفاهيم الذكورية كالمجتمع الباكستاني، ظهرت فتيات يتحدين القوالب النمطية المفروضة عليهن. في الوقت الذي تعزز فيه التصاميم من مكانة المرأة، فإن الصورة السائدة عن دور المرأة لا تعطيها هذه المكانة.
صورة من: Shehzil Malik
تقول فنانة الرسوم التصويرية الباكستانية شيهزيل مالك: "لاتوجد هناك إجابة شافية تتناول كيفية إدارة المرأة لقضاياها الذاتية". رسمت مالك هذ الصورة التي تحمل عبارة "أوتظن أن الفستان الذي أرتديه طويل بما فيه الكفاية؟" بعد أن عانت ما عانته من المضايقات خلال تواجدها في إحدى الحدائق العامة. تقول شيهزيل: "لا يُمكن للمرأة أن تتفهم طبيعية الخوف الذي يتملكها عندما ترتاد أحد الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
ترى الفنانة شيهزيل أن من الظلم أن تكون الأسباب التي تعيق حرية المرأة ترجع لحقيقة كونها إمرأة أو كونها باكستانية، وتقول في هذه الصدد: "نعيش حياتنا مرة واحدة فحسب، والحياة قصيرة جداً، والعالم جميل ولا يُمكننا أن نبقى سجناء في منازلنا. علينا أن نخرج إلى الحياة، فهناك الكثير والكثير من الأمور الساحرة التي تنتظرنا، وأنا من جهتي مُصممة على الاحتفال بيومي هذا تحت أشعة الشمس".
صورة من: Shehzil Malik
عانت شيهزيل مالك أثناء المراهقة من الشعور بعدم الارتياح من قبل صديقاتها صاحبات البشرة البيضاء اللواتي كن يلجأن لاستعمال كريم تبييض البشرة، التي أثبتت الدراسات أنه يحتوي على مواد شديدة السُمية. غير أنها بعد أن التقت في الجامعة بنساء متميزات من شتى أنحاء العالم يمثلن مختلف الأهواء والمشارب، أمست على بينة بأن للجمال أن يتجسد أمام أنظارنا بمختلف الألوان والأشكال والأحجام.
صورة من: Shehzil Malik
تقول الفنانة شيهزيل مالك بشأن التصورات التي تُمثلنا أو تلك التي نطمح إلى الوصول إليها: "لو قُدِرَ لنشأتي أن تكون برفقة نساء جريئات، متميزات، وسمراوات، لكنت قد لاحظت في وقت مُبَكِر أن إمكانياتي تتخطى ما يُعرف بالتقاليد التي تربيت عليها. إذا لم تُشاهدي أمامك نساء جريئات وناجحات، فكيف لك أن تعرفي بأن ما تطمحين به قابل للتحقيق أيضاً؟!"
صورة من: Shehzil Malik
استوحت شيهزيل هذا العمل من فتاة تقطن في الجوار كانت تحاول أن تتعلم ركوب الدراجة النارية. لُصق الرسم التصويري لهذه الفتاة على جدار. تقول شيهزيل: "كان حب الفضول يدفعني لمعرفة رودود أفعال الناس، وكانت المفاجأة عندما اختفى الرسم التصويري وتمت إزالته بالكامل من على الجدار". وتقول: "إن إزالة الرسم للفتاة من على الجدار أثار المزيد من التساؤلات التي تتعلق بتواجد المرأة في الأماكن العامة".
صورة من: Shehzil Malik
هذه اللوحة التصويرية هي واحدة من أفضل الرسومات التصويرية لدى شيهزيل وتُمثل أختها التي تصغرها سناً. الصورة ترمز إلى نبع المعرفة والكياسة والإلهام. تقول شيهزيل: "هذا الصورة هي بمثابة تكريم للنساء اللواتي يقرأن، والنساء اللواتي يضفن المزيد إلى معرفتنا، واللواتي يرشدننا إلى كيفية أن نصبحَ أفضلَ حالاً".
صورة من: Shehzil Malik
تقول شيهزيل: "رَسَمْتُ هذه اللوحة التصويرية بعد أن فرضَت فرنسا حظراً على ارتداء البوركيني، وهي الملابس التي تفضلها النساء المسلمات للسباحة. يُمكنُ لأجسامنا أن تصبح أدوات للتعبيرعن شتى أنواع المبادئ التي نعتنقها. أشعر بالرضى عندما أنظر إلى اللواتي يرتدين الحجاب وأرى في الوقت ذاته أنهن يتمتعن بإحساس قوي بذواتهن، وانفتاحهن على شتى وجهات النظر، وبأنهن قادرات على تحمل مسؤولية القرارات التي يتخذنها".
صورة من: Shehzil Malik
يتضمن مشروع شيهزيل نشر الرسومات التصويرية للمراة في الأماكن العامة. كما يتضمن جانباً فنياً آخر يعتمد على التصوير الفوتوغرافي ويهدف إلى إظهار تواجد المرأة في مختلف أنحاء المدينة. في الصورة المُرفقة تبدو شيهزيل مالك أمام عدسة التصوير للترويج لمشروعها الذي تعمل على إنجازه بالتعاون مع متاجر للملابس وعارضة الأزياء إيمان سليمان. ويهتم هذا المشروع بتعزيز دور المرأة كما يهتم بالأزياء النسائية أيضاً.