علييف يطالب روسيا بتحمل مسؤولية تحطم الطائرة الأذربيجانية
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
طالب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف روسيا بالاعتراف الكامل بمسؤوليتها عن التسبب في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية مؤخرا في كازاخستان، ودعا إلى معاقبة المسؤولين عن حادث التحطم.
إعلان
قال رئيس أذربيجان إلهام علييف اليوم الأحد (29 ديسمبر/ كانون الأول 2024) إن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية التي تحطّمت هذا الأسبوع في كازاخستان أُصيبت بـ"طلقات" من روسيا، متّهما موسكو بالسعي إلى التستّر على مسؤوليتها بدلا من الإقرار بها.
ومنذ وقوع الحادث الأربعاء في كازاخستان حيث تحطّمت الطائرة بعدما عجزت عن الهبوط في وجهتها الأصلية في مطار غروزني في جنوب روسيا، تتنامى شكوك تعزو الواقعة إلى صاروخ روسي دفاعي.
وبحسب بيان صادر عن الكرملين، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الاعتذار لنظيره الأذربيجاني، مقرّا بأن الدفاعات الجوية كانت نشطة لكن من دون الاعتراف بأن الطائرة أصيبت خطأ بصاروخ اطلقه الجيش الروسي. وكشف أيضا أن المنطقة كانت تتعرّض يومذاك لهجمات مسيّرات أوكرانية.
"الطائرة أصيبت خطأ"
وفي مقابلة مع التلفزيون الوطني، أشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف علنا إلى "ذنب" روسيا، مؤكّدا أن "الطائرة أصيبت بالخطأ". وقال علييف في المقابلة التي نقلتها وكالة أذرتاغ الرسمية للأنباء إن الطائرة "تعرّضت لأضرار من الخارج وقت تحليقها فوق الأراضي الروسية، بالقرب من مدينة غروزني" عاصمة جمهورية الشيشان.
وبالقرب من غروزني، "كادت تخرج عن السيطرة بسبب" أنظمة "عسكرية للتشويش الإلكتروني" كانت قيد التشغيل. وقد تعرّض ذيلها "لأضرار جسيمة بسبب طلقات من الأراضي الروسية"، وفق الرئيس علييف.
والطائرة المنكوبة من طراز "امبراير 190" تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية، تحطمت الأربعاء قرب أكتاو في غرب كازاخستان على الضفّة الشرقية لبحر قزوين، فيما كانت تقوم برحلة من باكو إلى غروزني على الضفّة الأخرى من البحر.
وأسفرت الحادثة عن مقتل 38 شخصا، فيما نجا 29. وساهمت شهادات الناجين والصور المنشورة لذيل الطائرة المخروق بثقوب في تعزيز فرضية نيران من الدفاعات الجوية الروسية، وهي نظرية لم تعلّق عليها روسيا.
من أسقط طائرة الركاب الأذربيجانية؟
02:42
وتابع علييف الذي يقيم بلده علاقات جيدة مع موسكو: "لم نسمع سوى نظريات عبثية من جانب روسيا خلال الأيّام الثلاثة الأولى للأسف". واعتبر الرئيس الأذربيجاني أن الروايات المختلفة التي قدّمتها روسيا، كاصطدام بسرب من الطيور أو انفجار لبالون غاز في الطائرة، "تظهر بوضوح أن الجانب الروسي يريد وأد المسألة".
إعلان
الإقرار بالمسؤولية
وتشدّد روسيا من جانبها على أن غروزني كانت تتعرّض يوم الحادث لهجمات مسيرّات أوكرانية وسط ضباب كثيف يحجب الرؤية على ارتفاع أعلى من 500 متر.
ولفتت إلى أن قائد الطائرة هو الذي اختار بعد محاولته الهبوط مرّتين في غروزني من دون جدوى، أكتاو بين مجموعة مطارات أخرى بديلة عرضت عليه، متوجّها إلى الضفّة الأخرى من بحر قزوين حيث تحطّمت الطائرة في نهاية المطاف.
وأكّد الرئيس الأذربيجاني أن "الصورة الكاملة ستتّضح بعد فحص صندوقي تسجيل بيانات الرحلة والاستحصال على معلومات أكثر تفصيلا".
وكان البيت الأبيض قد أعلن الجمعة أن لديه "مؤشّرات أوّلية إلى احتمال أن تكون أنظمة دفاع جوي روسية أسقطت الطائرة".
كما دعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى تحقيق "سريع ومستقلّ" على لسان كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في التكتّل والتي استعادت "الذكرى المأسوية" لطائرة الرحلة "ام اتش 17" للخطوط الجوية الماليزية التي أسقطها صاروخ لمتمرّدين موالين لروسيا فوق أوكرانيا سنة 2014.
ويشارك في التحقيقات 17 خبيرا من جنسيات مختلفة، بينهم روسيان واختصاصيون من البرازيل إذ إن "إمبراير" مصنّع برازيلي، وفق ما أفادت السلطات الكازاخستانية. ومن المرتقب أن تنضمّ منظمة الطيران المدني الدولي إلى التحقيقات. ومنذ الحادث، أعلنت عدّة شركات طيران من بينها "فلاي دبي" الإماراتية و"كازاك اير" الكازاخستانية، تعليق رحلاتها إلى روسيا.
ع.غ/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
حوادث مأسوية في السماء حيرت من في الأرض
هي أسوأ حوادث طيران شهدها العقد الأخير. منها من قتل كل ركابها ومنها من لم يتم العثور عليهم أبدا. بالصور، بعض حوادث طائرات لم يكتب لركابها الوصول إلى وجهتهم.
صورة من: AFP/Irna/A. Tavakoli
الطائرة الأوكرانية
نفت إيران البداية أن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بفعل فاعل لكن دائرة الاتهامات حاصرتها لتعود وتعترف بأنها أسقطت بصاروخ "عن طريق الخطأ". من سوء حظ ركاب طائرة الـ 176 والذين قضوا نحبهم جميعا، أن صادف مرور طائرتهم (من طراز بوينج 737-800) يوم 08.01.2020 في سماء طهران في أجواء عسكرية متوترة، وفي الليلة التي قصفت فيها إيران قاعدتين أمريكيتين في العراق انتقاما لمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
صورة من: Reuters/West Asia News Agency
الطيران الروسي في المقدمة
حدث ذلك يوم الأحد 14 أيلول/ سبتمبر 2008، إذ تحطمت طائرة روسية من طراز بوينغ 737-500، بالقرب من مدينة بيرم في منطقة الأورال. مات جراء ذلك 88 شخصا، ستة منهم أفراد طاقمها. الطائرة انفجرت في الجو قبل سقوطها، وكانت تديرها شركة الطيران الوطني الروسية إيروفلوت.
صورة من: AP
تركيا تنعي طائراتها أيضا
سقطت الطائرة التابعة للخطوط التركية من نوع بوينغ 800-737 في 25 فبراير/ شباط 2009. حيث تحطمت قريبا من مطار سكيبول في أمستردام بهولندا، بعد هبوط اضطراري للطائرة نتيجة توقف محركها عن الاشتغال. وصل عدد القتلى فيها 9 وتجاوز عدد الجرحى 86.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة يمنية إلى جزر القمر
طفلة واحدة استطاعت النجاة في هذه الرحلة، في حين لقي 152راكبا آخرا حتفهم. الرحلة انطلقت من مطار صنعاء الدولي في 30 يونيو/ حزيران 2009، وكانت متجهة إلى مطار الأمير سعيد ابراهيم بمدينة موروني في جزر القمر. لكنها لم تتمكن من الوصول إلى وجهتها وسقطت قبل وصولها إلى المطار.
صورة من: AP
روسيا مرة أخرى
كان أهم حادث جوي في عام 2011، حيث تحطمت طائرة من نوع ياك-42. وقتل حينها 43 شخصا. وكان على متن الطائرة فريق ومدربي "لوكوموتيف ياروسلافل" لهوكي الجليد، ووقعت هذه الحادثة بالقرب من مدينة ياروسلافل الروسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الطائرة الداغستانية
في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2010، تحطمت الطائرة الداغستانية من طراز توبوليف 154 وهي متوجهة من موسكو إلى محج قلعة (عاصمة جمهورية داغستان). راح ضحية الحادث شخصان، من بينهما شقيق رئيس جمهورية داغستان حينذاك، كما جرح العشرات من الركاب.
صورة من: picture alliance / dpa
أعقد ألغاز حوادث الطيران في التاريخ
انقطع الاتصال بالطائرة بعد اقلاعها بساعتين تقريبا وفقدت رحلة الطيران رقم 370 التابعة للخطوط الجوية الماليزية. الطائرة من نوع بوينغ 777-200 إي أر. عرف عام 2014، بعام ألغاز حوادث الطيران في التاريخ. فالرحلة المنظمة بين كوالالمبور(ماليزيا) و بكين (الصين) لم تعرف طريق الوصول وكانت نهايتها غير معروفة لغاية الآن.
صورة من: picture alliance / dpa
انتحار أودى بالطيران الألماني
لم يكتب للطائرة الألمانية من طراز إيرباص إيه 320 والتابعة لشركة " Germanwings" التابعة بدورها للخطوط الأم "Lufthansa"، طريق الوصول إلى وجهتها عام 2015. فقد تحطمت في جنوب فرنسا وبالتحديد في منطقة جبال الألب، مما تسبب في مقتل 150شخصا. أثبتت التحقيقات أن مساعد الطيار Andreas Lubiz أسقطها عمدا، إذ كان يعاني من مرض نفسي وقرر الانتحار وهو على متن الطائرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة انتهت في البحر
سقطت الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط يوم21 مايو/ أيار 2016، وعلى متنها 66 شخصا. الرحلة كانت قادمة من مطار شارل ديغول في باريس متوجهة نحو مطار القاهرة. ولم تعرف أسباب سقوط الطائرة حتى الحين.
صورة من: picture-alliance/abaca
حادث في روسيا أيضا...
تحطمت طائرة خطوط ساراتوف الروسية يوم 11 شباط/ فبراير 2018 بعد إقلاعها من مطار دوموديدوفو وعلى متنها 71 شخصا. الرحلة، حسب ما نقلته الأخبار المحلية، انتهت في ضواحي موسكو ولم يكتب لها الوصول إلى وجهتها. وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة المحطمة من طراز "أن148".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Zemlianichenko
الطيران الإيراني
صباح الأحد (18 فبراير/ شباط 2018) تحطمت طائرة إيرانية في محافظة أصفهان وسط إيران على بعد نحو 480 كلم جنوب طهران، وكان على متنها أكثر من 50 راكبا. وتعمل فرق الإنقاذ الإيرانية منذ سقوط الطائرة على تحديد موقع حطامها، غير أن الثلوج والتضاريس الجبلية عاقت جهود البحث ولم يعثر على أي شيء لغاية الآن. إعداد: مريم مرغيش.