يعتبر ريشارد فاغنر أحد أهم الموسيقيين الألمان في القرن التاسع عشر. وقد حققت أعمال فاغنر الأوبرالية، وخاصة "خاتم النيبلونغن"، شهرة عالمية. كان حلم الموسيقار هو إبداع عمل فني متكامل تنصهر فيه عناصر الموسيقى والكلمة والإخراج المسرحي. وقد أثّر فاغنر في الأجيال اللاحقة كما لم يؤثر موسيقار من قبل أو من بعد.

كان فاغنر يحلم بعرض أعماله الأوبرالية على مسرح خاص به. وتحقق له هذا الحلم عندما أمر راعيه، الملك لودفيغ الثاني ملك بافاريا، ببناء مسرح له في بايرويت. وقد افتتح المهرجان الأول في بايرويت في الثالث عشر من أغسطس/آب عام 1876 بأوبرا "خاتم النيبلونغن".

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تولى حفيدا فاغنر، فيلاند وفولفغانغ، إدارة المهرجان، فنجحا في ترسيخ شهرة هذا الاحتفال الموسيقي عالمياً.

في عام 1976 قدم باتريس شيرو "خاتم النيبلونغن" في إخراج جديد. أثار المخرج الشاب لدى الجمهور الصدمة والحماسة في آن واحد، مقدماً عملاً يزيل الهالة حول الأسطورة الجرمانية ومُسقِطاً إياها على الحاضر، فرأى المشاهد آلهة فاسدين وطبيعة مهددة. كان عرضاً يجبر مشاهده على التأمل العميق.

قائمة زائري مهرجان بايرويت تضم أشهر نجوم السياسة والاقتصاد والإعلام. أما أهل بايرويت وزوارها فيستمتعون برؤية هؤلاء النجوم عن قرب.

بعد صراع عائلي طويل تولت الأختان إيفا وكاتارينا فاغنر إدارة المهرجان في عام 2008، خلفاً لأبيهما فولفغانغ فاغنر الذي توفي بعدها بعامين، في الحادي والعشرين من مارس/آذار 2010.

في مهرجان 2009 بدأت إدارة المهرجان في تقديم مشروع "فاغنر للأطفال" بعرض "الهولندي الطائر". ويهدف المشروع إلى تقديم عروض أوبرالية قصيرة مخصصة للأطفال الذين يشاركون أيضاً في التمثيل، أما الملابس والديكورات فيتم صنعها في مدارس ولاية بافاريا.

إعداد: غودرون شتيغن/ سمير جريس

مراجعة: عبده جميل المخلافي