هلا بكم من جديد. بالعودة إلى مصر، نجد أن الحركة الاحتجاجية الراهنة ليست وليدة الأيام القليلة الماضية. فقد شهدت مصر على مدار السنوات القليلة الماضية احتجاجات متواصلة، وإن كانت محدودة، تمثلت في مطالبة فئات عمالية ومهنية أو حركات سياسية معارضة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد. لكن زخم الاحتجاجات الأخيرة فاق كل التوقعات. فهي تعبر عن احتقان سياسي واجتماعي دفين، ما لبث أن انفجر بمجرد أن رأى الشعبُ المصري نجاح الثورة التونسية في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. ولا يرجع الفضل في تحريك الشارع المصري إلى الأحزاب والحركات السياسية التقليدية، بل إلى عناصر شابة عملت على مدار السنوات الماضية على تعبئة الشارع المصري، مستعينة بأحداث التقنيات، كالمواقع الإلكترونية والهواتف النقالة، إلى أن نجحت في حشد الجماهير للمطالبة بإسقاط النظام.