تقع بامبيرغ، مدينة "القياصرة والمطارنة" التي يعود تاريخ تشييدها إلى حوالي ألف سنة في شمال ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية. ولحسن الحظ، خرجت هذه المدينة من جميع الحروب التي شهدها وسط أوروبا دون تعرض معالمها التاريخية للدمار، الأمر الذي جعلها تحافظ على هذه المعالم وعلى نمطها التاريخي.

ويعود الفضل في تخطيط المدينة البديعة إلى مؤسسها وراعي نهضتها القيصر هاينريش الثاني (1002ـ1024) الذي جعل منها منطقة محورية في مملكته. وفي مرحلة تطور أخرى عاشتها المدينة في العصر الباروكي، كلف مطارنة الكنيسة فيها أشهر فناني الديكور والزخرفة بوضع اللمسات الجمالية والفنية على وجهها.

وتعتبر المدينة تحفة فنية ومعمارية بديعة. وما يزيد جمالها جمالا هو وجود حوالي 2000 معلم تاريخي، معظمها نصب أثرية وتذكارية وتاريخية. وكذلك حي الحدائق القديم الذي يبلغ عمره حوالي ألف سنة. وأروع مثال على الفنون المعمارية التي تزخر بها المدينة هي "قبة القيصر" ذات الأبراج الأربعة والتي يعود تاريخها إلى العصر الروماني المتأخر. وكذلك مبنى البلدية القديم الواقع في وسط النهر، إضافة إلى ما كان يسمى بمستوطنة الصيادين التي يطلق عليها "البندقية الصغرى،" نسبة إلى مدينة البندقية الإيطالية.

محمية تاريخية وتراث عالمي

في عام 1993 تم إدراج المدينة القديمة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك بسبب نمطها المعماري الفريد من نوعه والذي يعكس نمط المدينة الأوروبية التي تطورت على أساس الفن المعماري.

ويعتبر جزء كبير من المدينة القديمة محمية أثرية ـ تاريخية تخضع لسلطة حماية الآثار والمعالم التاريخية. وهذا يعني أن أي تغيير في ترميم حوالي 200 مرفق تاريخي يتطلب تصريح خاص من سلطة حماية المدن والمواقع التاريخية.

الجبال والخضرة والحدائق

إلى جانب الطبيعة الخلابة، تعج المدينة أيضا بالجبال والحدائق. وينتظر الزائر لمدينة بامبرغ رزمة من المعالم الثقافية والتاريخية والترفيهية الشيقة. كما لا يجب أن يغفل المرء الاستمتاع بمذاق الوجبات الشهية التقليدية الفرانكية التي تقدم مع شراب البيرة التقليدي. يذكر أنه يوجد في بامبرغ حوالي 50 نوعا من البيرة وهذا ما يعني وجود حوالي 50 نكهة كل واحدة منها أفضل من الأخرى.

أما عن أماكن الترفية للكبار والصغار فحدث ولا حرج. في هذا السياق يتبادر إلى الذهن سلسلة المسارح الشهيرة في المدينة التي يأتي في مقدمتها مسرح E.T.A-Hoffman. كما لا يجب نسيان اوركسترا Symphoniker ذات الشهرة العالمية والتي لا يكتمل الحديث عن مدينة بامبرغ دون ذكرها كما لا يمكن الحديث عنها دون ذكر مدينة بامبرغ. هذا ناهيك عن المتاحف في مدينة تعتبر أصلا متحفا كبيرا.