بانتظار تصويت البرلمان.. بريطانيا تترنح بين البريكست وعدمه!
٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
من المنتظر أن يقرر البرلمان البريطاني مطلع العام الجديد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي أو عدمه، فيما يخشى وزير التجارة البريطاني أن يكون هناك تراجع عن البريكست. ويونكر يطالب لندن أن تتدبر أمرها حتى آذار/ مارس المقبل.
إعلان
رغم قرب المهلة القانونية لترتيب أمر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمحددة بآذار/ مارس المقبل، إلا أن ملف البريكست مازال يكتنفه الغموض أكثر من ذي قبل. إذ من المقرر أن يناقش البرلمان البريطاني في السادس من كانون ثان/ يناير المقبل ملف الخروج وذلك عبر التصويت على الاتفاقية التي وقعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يكون الرفض من نصيب الاتفاقية، حيث تتقارب موازين القوى بين الرفض والتأييد إلى درجة يكون من الصعب تحديد الكفة الراجحة.
في هذا السياق، حذر وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس الأحد (30 كانون أول/ ديسمبر 2018) من أن فرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من عدمه ستكون بالمناصفة في حال رفض أعضاء البرلمان اتفاق بريكست الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.
وقال فوكس، الذي كان من أشد المدافعين عن بريكست أثناء استفتاء العام 2016، مخاطبا النواب الذين يعتزمون التصويت ضد خطة ماي إن الاتفاق الذي أبرمته هو الطريقة الوحيدة "للتأكد مئة بالمئة" من أن بريطانيا ستغادر التكتل. وقال لصحيفة "ذي صنداي تايمز" "إذا لم نصوت لأجل ذلك، لست متأكدا إن كنت سأعطي (إمكان الانسحاب من الاتحاد الأوروبي) أكثر من 50/50".
من جانبه، حث رئيس المفوضية الأوروبيّة جان كلود يونكر بريطانيا على "ترتيب أمورها بفعالية" بشأن بريكست، رافضا الاتهامات بأن لدى التكتل أجندة خفية لإبقاء بريطانيا فيه. وقال لصحيفة "فيلت إم زونتاغ" الألمانية "من غير المنطقي أن يبدو أن جزءا من الشعب البريطاني يعتقد أن الأمر يعود إلى الاتحاد الأوروبي لتقديم حل لجميع مشكلات بريطانيا المستقبليّة". وأضاف "أدعوهم إلى ترتيب أمورهم بفعالية. قولوا لنا ما الذي تريدونه. اقتراحاتنا مطروحة على الطاولة منذ شهور".
وقال يونكر "لدي انطباع بأن معظم النواب البريطانيين لا يثقون بالاتحاد الأوروبي والسيّدة ماي". ورفض رئيس المفوضية الأوروبيّة اتهام بروكسل بالمماطلة لمنع بريطانيا من الخروج من التكتل. وقال "هناك تلميحات الى أن هدفنا هو إبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بكل الوسائل الممكنة. لكن هذه ليست نيّتنا". وأضاف "لا نريد سوى توضيح بشأن علاقاتنا المستقبليّة. نحترم نتيجة الاستفتاء" الذي جرى بشأن بريكست في 2016.
ح.ع.ح/ ع.خ (أ.ف.ب)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.