بان كي مون: أكثر المرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة حظوظاً
٣٠ سبتمبر ٢٠٠٦
أجرى مجلس الأمن الدولي اقتراعاً سرياً غير ملزم يوم الخميس الماضي (28 سبتمبر/أيلول) لاختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة. وللمرة الثالثة على التوالي فاز وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي مون بالاقتراع الذي أجري بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن. ونظرا لان نتائج الاقتراعات الثلاثة تعطي مؤشراً على من سيخلف كوفي انان في تبوء أهم منصب أممي، ترجح كفة الوزير الكوري بشكل واضح، كونه تخطى خلال التصويت التجريبي الذي أجري في 14 أيلول/سبتمبر الماضي، من حيث الترتيب، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الاتصالات الهندي شاسي ثارور ثم مساعد رئيس الوزراء التايلندي سوراكيرات ساتيراتاي والأمير زيد بن رعد (الأردن) والدبلوماسي السريلانكي جايانتا دانابالا. ومنذ ذلك الحين، دخل مرشحان جديدان حلبة المنافسة، هما رئيسة ليتوانيا فايرا فيك- فريبرغا والأستاذ الجامعي الأفغاني أشرف غاني.
المرشح الوحيد الذي تعدى الحد الأدنى
فاز بان أيضاً في الاقتراع الأخير بـ13 صوت من الأصوات الـ15، وصوت عضو واحد فقط بلا، بينما كان الصوت الأخير هو "لا رأي".ويتم التصويت على كل من المرشحين على حدة، إلا أنه لم يحصل أي من بقية المرشحين على عدد الأصوات الأدنى وهو تسع أصوات. وحصل الكاتب الهندي ونائب أمين عام الأمم المتحدة شاشي ثاروور على المركز الثاني بثماني أصوات متراجعاً بذلك عن الاقتراع السابق الذي حصل خلاله على عشرة أصوات. يذكر أن ثاروور أعلن من قبل أنه سيخرج من السباق في حال تعرض لفشل جديد، وأنه سيترك الأمم المتحدة.
أما المفاجأة فتمثلت في فوز فيرا فايك فربيرجا رئيسة جمهورية ليتوانيا بسبعة أصوات، وهي السيدة الوحيدة بين المرشحين كما أنها الوحيدة الغير آسيوية. فربيرجا واحدة من آخر من تقدم لترشيح نفسه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. يتنافس في الإجمال ستة رجال من بلدان تنتمي الى المجموعة الآسيوية في الأمم المتحدة وامرأة تمثل إحدى دول البلطيق(ليتوانيا)، على خلافة كوفي انان الذي تنتهي ولايته في 31 كانون الأول/ديسمبر. ويتسلم الأمين العام الجديد مهام منصبه في الأول من كانون الثاني/يناير. ومن الجدير بالذكر هنا أن الأمير زيد بن رعد، سفير الأردن لدى الأمم المتحدة، هو المرشح العربي الوحيد.
هل تستخدم الصين حق الفيتو؟
جرت الاقتراعات التجريبية حتى الآن طبقاً للإجراءات نفسها، أي بواسطة بطاقات سرية وبلا علامات فارقة بين بطاقات الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، الذين يتمتعون بحق الفيتو. لكنه من المقرر إقامة تصويت تجريبي جديد يوم الاثنين القادم (2 أكتوبر/تشرين الأول)، على أن توضع على البطاقات علامات فارقة، لمعرفة ما إذا كان بعض المرشحين يواجهون رفض عضو دائم. يشكل التصويت الجديد للأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن ثلاثة خيارات حيال كل من المتنافسين: "تشجيع" ترشيحه، و"عدم تشجيعه" أو "لا رأي".
وبموجب ميثاق الأمم المتحدة يجري انتخاب الأمين العام من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 192 عضوا بتوصية من مجلس الأمن. وفعليا، سيطرت الدول الخمس الدائمة العضوية على عملية انتخاب الأمين العام. ولم تتول أية شخصية من القارة الآسيوية ذلك المنصب منذ يو ثانت من دولة ميانمار في الفترة من 1961 وحتى 1971، لذلك فمن المرجح أن تكون الرئاسة القادمة في يد آسيوية بموجب تقليد غير مكتوب يقضي بالتناوب بين المناطق الجغرافية . لكن التساؤل التالي يبقى قائما: هل ستستخدم الصين حق الفيتو ضد بان وتنهي بذلك ترشيحه؟