المجاعة تهدد مليون شخص في جنوب السودان
١٧ أبريل ٢٠١٤ أعلن رئيس بلدية بور عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح في تبادل لإطلاق النار خلال تظاهرة لحشد غاضب خارج قاعدة الأمم المتحدة في المدينة التي دمرت خلال النزاع في جنوب السودان. وقال رئيس بلدية بورنيال ماجوك لوكالة فرانس برس إن "شبانا كانوا يتظاهرون (في محيط القاعدة) وأطلق رصاص"، موضحا أن 14 شابا على الأقل جرحوا بالرصاص.
وأعلن أن المتظاهرين وقوات الأمم المتحدة تبادلوا إطلاق النار، لكن هوية مطلقي النار ما زالت مجهولة. وصرح أن "بعض الشبان كانوا مسلحين" مضيفا أن الوضع "يستعيد هدوءه". وأعرب مسؤول برنامج المساعدة الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر عن "الاستياء من مهاجمة شبان مسلحين لمدنيين يبحثون عن ملاذ" داخل قاعدة الأمم المتحدة، التي تأوي حوالي 5000 مدني فروا من المعارك في إحدى أكثر المناطق اضطرابا في النزاع الذي يشهده البلد اليافع.
خطر المجاعة وتفشي الأمراض
من جانبه أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء ملحا من اجل جنوب السودان حيث يواجه مليون شخص خطر المجاعة بسبب المعارك وموسم الأمطار. وقال بان لدى استقباله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا "إذا لم نتحرك فورا فإن مليون شخص قد يعانون من المجاعة في غضون أشهر". وأضاف أن "ملايين (السودانيين الجنوبيين) جائعون اليوم، ونحن نلحظ مستويات عالية جدا من سوء التغذية في صفوف مئات آلاف النازحين من جراء النزاع، وخاصة النساء والأطفال". وتابع "يجب وضع حد للمعارك وإيجاد حل سياسي لهذا النزاع (...) ويجب إيجاد الموارد للاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة" للمدنيين.
وأوضح الأمين العام أن الحاجة إلى توفير "هذه الموارد الآن أمر بالغ الأهمية للتمكن من إيصال الإمدادات المنقذة للحياة قبل أن يبلغ موسم الأمطار ذروته فحينها تصبح غالبية الطرقات في جنوب السودان غير سالكة".
كما ذكرت منظمة "وورلد فيجن" للمساعدات اليوم الخميس (17 نيسان/ أبريل 2014) أن القتال العنيف قرب عدد من البلدات ومخيمات النازحين في دولة جنوب السودان شرد مئات المدنيين، وكان النزوح هو الثاني بالنسبة للكثيرين منهم. وذكرت كاثارينا فيتكوفيسكي عضو المنظمة أن مالاكال، ثاني أكبر مدن دولة جنوب السودان، تعرضت للتدمير والنهب. وقالت فيتكوفيسكي: "مالاكال اليوم مدينة أشباح. لقد تم إطلاق النار على المرضى وهم على الأسرة في المستشفى، ويمكنك رؤية هياكل عظمية على الأرض في أنحاء المدينة". وحذرت "وورلد فيجن" من أن بداية الموسم المطير في غضون أسبوعين ستتسبب في فيضانات وتفشي الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة، وخاصة أن العديد من مخيمات النازحين مكتظة.
وخلف الصراع المسلح في الدولة الأحدث في العالم آلاف القتلى وأكثر من 700 ألف نازح منذ اتخذ الصراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه سابقا رياك مشار اتجاه العنف منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي. وفر 123 ألفا و400 شخص إلى الدول المجاورة، مثل أوغندا وكينيا والسودان وإثيوبيا.
ع.خ/ ع.ج (د.ب.ا، ا.ف.ب)