تلقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية فايز السراج دعما قويا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. المسؤول الأممي دعا برلمان طبرق إلى "تحمل مسؤولياته" ومنح الثقة لحكومة السراج. كما هدد بفرض عقوبات على من يعرقل عملها.
إعلان
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء (29 آذار/ مارس 2016) إلى السماح لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة رجل الأعمال الليبي فايز السراج ببدء عملها بسرعة. كما دعا المسؤول الأمي إلى محاسبة أي شخص يعرقل عمل الحكومة وعملية السلام.
ودعا بان كي مون من تونس إلى السماح للمجلس الرئاسي، الذي يتزعمه السراج، والمدعوم من الأمم المتحدة بالعمل من أجل "تحقيق السلام الفوري والتسليم الصحيح للسلطة إلى حكومة الوفاق الوطني".
كما دعا البرلمان الليبي المعترف به دوليا، والذي يتخذ من طبرق بشرق البلاد مقرا له إلى "تحمل مسؤولياته" بتطبيق اتفاق تقاسم السلطة الذي تم بوساطة الأمم المتحدة. وقال "يجب محاسبة الذين يعرقلون العملية السياسية. الشعب الليبي يستحق السلام والأمن والازدهار في ظل حكومة قوية موحدة".
وقال بان كي مون "هناك العديد من الدول التي ترغب حقا في أن تفعل ليبيا الآن حكومة الوحدة الوطنية حتى نستطيع أن نساعدهم، وحتى يصبح بإمكانهم بناء بلدهم بسلام وأمن". وأضاف أن "الإرهاب يشكل تهديدا كبيرا ليس فقط على ليبيا وتونس بل كذلك على العالم أجمع، كما شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية في بلجيكا والعراق وباكستان. نحن نحتاج إلى نهج عالمي موحد".
بدوره أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايروت أن بلاده تساند فايز السراج وحكومة وحدة وطنية في ليبيا، مشددا على أن لا حل للأزمة في هذا البلد سوى التسوية السياسية، مؤكدا أن تقدم تنظيم "داعش" (الدولة الإسلامية) يهدد كل دول المنطقة.
وتهدف اتفاقية تقاسم السلطة إلى إنهاء سنوات من الاضطرابات السياسية في ليبيا والتي استغلها الجهاديون ومهربو البشر. بيد أن السلطتين المتنافستين في ليبيا وهما الحكومة المدعومة من البرلمان المعترف به، والحكومة غير المعترف بها في طرابلس، رفضتا التنازل عن السلطة لحكومة الوفاق الوطني.
أ.ح/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.