قال بان كي مون إنه أمر "جائر وغير منطقي إطلاقا أن ترتهن كل عملية التفاوض السياسي بمصير" الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا ذلك "غير مقبول". فيما طالبت السعودية مجددا بضرورة رحيل الأسد وكذلك برحيل القوات الأجنبية من سوريا.
إعلان
صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في حديث نشرته أربع صحف اسبانية اليوم السبت (31 أكتوبر/تشرين الأول) أنه أمر "جائر" و"غير مقبول" أن تكون عملية التفاوض السياسي حول الأزمة السورية "رهينة" لمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال بان في هذه المقابلة مع صحف "الباييس" و"الموندو" و"اي بي سي" و"لا فنغارديا" الجمعة فيما كان الفرقاء الدبلوماسيون الرئيسيون المعنيون بالملف السوري يعقدون اجتماعا في فيينا لم يفض إلى أي اتفاق، "أن مستقبل الرئيس الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري". وفي موضوع الرئيس السوري قال بان بوضوح أنه أمر "جائر وغير منطقي إطلاقا أن ترتهن كل عملية التفاوض السياسي بمصير شخص. إنه أمر غير مقبول".
وفي حديثه عن الحل المقترح -- تشكيل حكومة انتقالية -- لخص بان كي مون التباين في المواقف بقوله "إن الحكومة السورية تصر على فكرة وجوب أن يكون الرئيس الأسد جزءا منها فيما تقول دول عديدة وخاصة الغربية بأن لا مكان له فيها". وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "لكن بسبب ذلك أضعنا ثلاث سنوات، وسقط أكثر من 250 ألف قتيل وأكثر من 13 مليون نازح في داخل سوريا (...) إضافة إلى تدمير أكثر من 50 في المائة من المستشفيات والمدارس والبنى التحتية. لم يعد من الممكن إضاعة الوقت".
وتعثر لقاء فيينا الذي عقد الجمعة في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للازمة السورية حول مصير الرئيس السوري بشار بشكل خاص، لكن المجتمعين أعلنوا عزمهم على الاجتماع مجددا خلال أسبوعين. وفي هذا السياق طالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير روسيا وإيران بالاتفاق على موعد وسبل مغادرة الأسد للبلاد والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سوريا. وقال الجبير في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية بثت اليوم السبت إن محادثات فيينا المقرر استئنافها خلال أسبوعين ستظهر مدى جدية الأسد وداعميه إيران وروسيا في البحث عن حل سلمي للأزمة.
وشاركت السعودية وإيران معا ولأول مرة في محادثات استضافتها فيينا أمس الجمعة لإيجاد حل سلمي للحرب السورية. وأوضح قائلا "النقطتان (اللتان) اللي كان عليهم خلاف هو موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد والنقطة الثانية موعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية بالذات القوات الإيرانية."
ع.ج.م/ع. ش (أ ف ب، رويترز)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.