بايدن: تهديدات بوتين بالسلاح النووي تنذر بحرب نهاية العالم
٧ أكتوبر ٢٠٢٢
حذر الرئيس الأمريكي بايدن من أن تهديد نظيره الروسي بوتين باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا يعرض البشرية لخطر حرب نهاية العالم، مؤكدا أن بوتين لم يكن يمزح في تهديداته. بينما دعا زيلنسكي الغرب لشن "ضربات وقائية" ضد روسيا.
إعلان
اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس (السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2022) أنّ التهديدات الروسيّة باستخدام أسلحة نوويّة في النزاع في أوكرانيا تُعرّض البشريّة لخطر حرب "نهاية العالم" (هرمجدون) - مصطلح ديني توراتي يشير إلى نهاية العالم- للمرّة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبيّة في منتصف الحرب الباردة.
وقال بايدن في حفل لجمع التبرّعات في نيويورك: "لم نُواجه احتمال حدوث هرمجدون منذ كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبيّة" في العام 1962، معتبرًا أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لم يكُن يمزح" عندما أطلق تهديدات باستخدام أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيماوية، وفقًا لما نقله تجمع للصحفيين بالبيت الأبيض.
وتابع بايدن أنه لا يعتقد أن هناك أي سبيل لاستخدام سلاح نووي تكتيكي دون أن ينتهي به المطاف إلى "هرمجدون"، وقال: "يوجَد للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية تهديدٌ مباشر باستخدام أسلحة نوويّة إذا استمرّت الأمور على المسار الذي تسير عليه الآن".
ومن 14 إلى 28 تشرين الأوّل/أكتوبر 1962، أثارت أزمة الصواريخ في كوبا مخاوف من اندلاع حرب نوويّة. وقتذاك، كشفت صور التقطتها طائرة تجسّس أمريكيّة وجود منصّات إطلاق صواريخ سوفياتيّة في كوبا حليفة موسكو، تطال الشواطئ الأمريكيّة.
وفي مواجهة مقاومة أوكرانيّة شديدة تُغذّيها مساعدات عسكريّة غربيّة، لمّح بوتين إلى القنبلة الذرّية في خطاب متلفز في 21 أيلول/سبتمبر. وقال الرئيس الروسي إنّه مستعدّ لاستخدام "كلّ الوسائل" في ترسانته ضدّ الغرب الذي اتّهمه بأنّه يريد "تدمير" روسيا. ويقول خبراء إنّ هجمات كهذه ستستخدم على الأرجح أسلحة نوويّة تكتيكيّة.
وشدّد بايدن على أنّ بوتين "لا يمزح عندما يتحدّث عن استخدام محتمل لأسلحة نوويّة تكتيكيّة أو أسلحة بيولوجيّة أو كيميائيّة، لأنّ جيشه يمكن لنا القول إنّه ضعيف الأداء إلى حدّ كبير"، وتابع: "لا أعتقد أنّ هناك أي شيء مثل القدرة على (استخدام) سلاح نووي تكتيكي بسهولة بدون أن ينتهي الأمر بالتسبّب بهرمغدون". وأردف بايدن: "نحن نحاول أن نفهم كيف سيجد بوتين مخرجًا، كيف سيتموضع بشكل لا يفقد فيه ماء الوجه ولا يفقد فيه جزءًا كبيرًا من سلطته في روسيا".
وتحذر واشنطن موسكو منذ فترة من أن استخدام الأسلحة النووية سيكون له عواقب وخيمة. ومع ذلك، لم يعلق البيت الأبيض علنًا على الشكل الذي قد تبدو عليه هذه العواقب. كما قالت الحكومة الأمريكية إنها لم تر أي خطوات ملموسة تتخذها روسيا لاستخدام الأسلحة النووية.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "تم تحرير أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي وعشرات المستوطنات في منطقة خيرسون وحدها، منذ بداية الشهر الجاري. وأضاف زيلينسكي أيضًا في خطابه ليل الخميس إن القوات الأوكرانية أحرزت نجاحات "في الاتجاه الشرقي".
وتابع الرئيس الأوكراني: "ماذا الذي يتوجّب على حلف شمال الأطلسي أن يفعله؟ القضاء على إمكان أن تستخدم روسيا أسلحة نوويّة. لكن خصوصًا، أوجّه نداءً جديدًا إلى المجتمع الدولي، كما قبل 24 شباط/فبراير: ضربات وقائيّة ليعلموا (الروس) ماذا سيكون مصيرهم إذا استخدموا" أسلحة نوويّة.
ووجّه الكثير من المسؤولين الروس الكبار مساء الخميس انتقادات لتصريحات زيلينسكي. وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي إنّ "تصريحات مماثلة ليست سوى دعوة إلى البدء بحرب عالميّة جديدة مع تداعيات وحشيّة وغير متوقّعة".
م.ع.ح/ف.ي (د ب أ ، أ ف ب)
هكذا تبدو تشيرنوبل بعد أكثر من 30 عاما على الكارثة النووية
تعتبر كارثة تشيرنوبيل، أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وحتى اليوم لا تزال منطقة تشيرنوبيل منطقة محظورة، لكنها تحولت إلى قبلة للسياح. جولة مصورة تطلعكم على وضع تشيرنوبيل بعد أكثر من ثلاثين عاما على الكارثة النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
كل من يرغب في زيارة تشيرنوبيل والمناطق المحظورة المحيطة بها، والممتدة على طول ثلاثين كيلومترا، عليه بداية التسجيل لدى السلطات عبر وكالة الأسفار. وعند نقطة التفتيش يتم فحص جوازات السفر. أول محطة هنا هي قرية Salissja التي كان يعيش فيها قبل كارثة تشيرنوبيل ثلاثون ألف شخص، قبل أن يتم إجلاؤهم بالكامل بعد ذلك. واليوم عاد بعض السكان للعيش مجددا في القرية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
المحطة الثانية هي قرية كوباتشي الواقعة ضمن منطقة عشرة كيلومترات والتي تعرضت لثلوث شديد بالنويدات المشعة. السياح هنا بإمكانهم قياس درجة الإشعاع بواسطة مقياس الجرعات، الذي يمكنهم الحصول عليه مقابل خمسة حتى عشرة يورو. ويتولى المرشدون شرح وحدات القياس المختلفة للسياح. الأجهزة تصدر إشارات بصوت عال في أماكن مختلفة هنا وهناك، كدليل على ارتفاع نسبة الإشعاع.
صورة من: picture-alliance/C.Junfeng
الوجهة المقبلة هي مفاعل تشيرنوبيل نفسه. فبالقرب من محطة الإطفاء السابقة وفي الهواء الطلق تُعرض المعدات التي تم استخدامهما لإزالة العواقب التي نجمت عن انفجار المفاعل النووي. لكن تم التوصل فيما بعد إلى أن هذه الأجهزة العملاقة نفسها تعطلت بسبب النشاط الإشعاعي العالي الناتج عن الكارثة.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبالة المبنى رقم أربعة يوجد نصب تذكاري "للمصفين"، وهم المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف بعد الكارثة.
وفي وسط المبنى يوجد المفاعل الذي حدث فيه الانفجار. والمفاعل اليوم مغلف بالخرسانة المسلحة. وقد تجاوزت نسبة الإشعاعات بعد الانفجار في أبريل عام 1986 آلاف أضعاف النسبة المسموح بها. وقد شارك آنذاك حوالي ستة مائة ألف "مصف" في عملية إزالة الأضرار التي خلفتها أكبر كارثة نووية في العالم.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبل الدخول إلى المنشأة يتعين فحص نسبة النشاط الإشعاعي على ملابس كل شخص. وإذا كانت النسب عالية جدا يتم إجراء محاولة لتنظيف الثياب. وإذا فشل الأمر لا يسمح بالدخول.
صورة من: picture-alliance/AA/V. Shtanko
بعد عملية فحص الإشعاعات يتم تقديم وجبة الغذاء في مقهى المحطة النووية، وتتكون الوجبة من حساء ولحم وسلطة وكومبوت وعصير وخبز. ويحصل النباتيون على وجبات من القرع والفواكه. ويتم جلب كل المواد الغذائية إلى المناطق المحظورة. أما سعر الوجبة فهو 100 هريفنا أوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة يورو.
صورة من: DW/I. Sheiko
تأسست مدينة بريبيات عام 1970، وقبل الكارثة النووية كان يعيش في هذه المدينة، التي تبعد بكيلومترين عن مفاعل تشيرنوبيل 50 ألف شخص. وتُظهر هذه الصورة " البيت الأبيض" الذي كان يقطنه القادة الكبار بالمدينة وبمحطة تشيرنوبيل النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
آخر محطة في الزيارة هي لمنشأة سرية بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية. ويتعلق الأمر بمحطة الرادار "دوغا" التي كانت جزءا من نظام الدفاع الجوي السوفياتي وتتولى مهمة رصد انطلاق الصواريخ العابرة للقارات. وبسبب أصواتها المزعجة أطلق عليها البعض اسم "نقار الخشب".
صورة من: DW/I. Sheiko
Fuchs Semjon
بالقرب من مدينة بريبيات يمكنك ملاقاة ثعلب أصبح معروفا بالمنطقة، واسمه سيميون. وهذا الثعلب يحب السياح لأنهم يطعمونه، لكن ينصح بعدم المسح على جلده، ليس فقط بسبب احتمال وجود جسيمات مشعة في جلده، بل أيضا لتفادي خطر عضته. فسيميون وإن كان يبدو لطيفا، فإنه يبقا حيوانا مفترسا.
إعداد: لوري شايكو/ هشام الدريوش