بايدن "غير نادم" بشأن تعامله مع قضية الوثائق السرية!
٢٠ يناير ٢٠٢٣
قلل الرئيس الأمريكي جو بايدن من أهمية الضجة المثارة حول قضية العثور على وثائق سرية في منزله ومكتبه السابق، مؤكدًا أنه "لا يشعر بأي ندم" إزاء التعامل مع القضية، ومضيفًا أنهم يتطلعون إلى "حل الأمر بسرعة".
إعلان
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه "لا يشعر بأي ندم" بشأن تعامله مع وثائق سرية عُثر عليها في منزله ومكتبه السابق، مقللًا من أهمية الضجة التي أثيرت حول ذلك.
وصرح بايدن للصحفيين أمس الخميس (20 كانون الثاني/يناير 2023) في أثناء تفقده لأضرار تسببت بها عاصفة في كاليفورنيا: "أعتقد أنكم لن تجدوا شيئًا. لا أشعر بأي ندم. أنا أفعل ما طلبه مني المحامون. هذا بالضبط ما نفعله. لا يوجد شيء هناك".
وعين وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند الأسبوع الماضي مستشارًا خاصًا للتحقيق في الأمر بعد العثور على وثائق سرية في منزل بايدن في ويلمنغتون بولاية ديلاوير ومكتب في واشنطن كان يستخدمه قبل توليه الرئاسة.
وأضاف بايدن: "نحن نتعاون بشكل كامل ونتطلع إلى حل هذا الأمر بسرعة"، موضحًا أنه تصرف وفقًا لتعليمات محاميه بعد "إيداع بعض الوثائق في المكان الخطأ". وقال إن الوثائق تم تسليمها على الفور إلى الأرشيف الوطني بعد العثور عليها.
وأقر الفريق القانوني لبايدن الأسبوع الماضي أنه عثر على وثائق سرية تتعلق بفترة توليه منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما في منزله في ديلاوير، بعضها كان في مرأبه. وقبل هذا، عثر مساعدوه على مجموعة أخرى من الوثائق السرية في مقر إقامته وفي مركز أبحاث في واشنطن كان على صلة به.
وكان البيت الأبيض قد انتقد الجمهوريين، معتبرًا أنهم يبدون "غضبًا مصطنعًا" في قضية الوثائق السرية التي عُثر عليها لدى بايدن، مؤكدًا أن الأخير يتعاون مع الكونغرس فقط في ما يخص الاستفسارات المبنية على "حسن النية".
والقضية محرجة لأن الديمقراطيين وجهوا الكثير من الانتقادات للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب الذي يخضع لتحقيق قضائي لاحتفاظه بأكثر من مئة وثيقة سرية في دارته في بالم بيتش في ولاية فلوريدا رغم مغادرته واشنطن عام 2021.
ورغم إعلان غارلاند أنه عين مدعيًا عامًا مستقلًا للتحقيق في قضية الوثائق التي عثر عليها لدى بايدن، تمامًا كما فعل في القضية نفسها التي يواجهها ترامب، وذلك لتبديد الشكوك بوجود ازدواجية معايير، إلا أن المعارضة الجمهورية استغلت أكثريتها الضئيلة في مجلس النواب وأطلقت تحقيقًا برلمانيًا وطالبت بالحصول على مزيد من المعلومات.
م.ع.ح/ع.ش (أ ف ب ، رويترز)
جو بايدن.. الختام بأعلى منصب في الدولة
تم انتخاب جو بايدن كرجل قانون شاب في مجلس الشيوخ. وخلال عقود قضاها في العمل السياسي اكتسب سمعة رجل الوسط المعتدل. والآن بعمر 78 عاما يتوج مسيرته السياسية الطويلة بأعلى منصب في الدولة.
صورة من: Howard L. Sachs/Consolidated News Photos/picture alliance
أول يمين دستوري في المستشفى
حين كان عمره 30 عاما، أصبح رجل القانون جوزيف روبنيت بايدن لأول مرة نائبا في الكونغرس. لكنها كانت إحدى اللحظات القاسية في حياته: فقبل أسبوعين من ذلك توفيت زوجته وابنته البالغة من العمر عاما واحدا في حادثة سيارة. وكلا الابنين بو وهانتر كانا في المستشفى مصابين عندما أدى بايدن اليمين على الانجيل والدستور.
صورة من: AP Photo/picture alliance
رجل السياسة الخارجية
كسيناتور يمثل ولاية ديلاوير لم يعمل فقط من أجل قضايا ولايته، ولاسيما في السبعينات والثمانينات اكتسب الديمقراطي جو بايدن سمعة كسياسي محنك في الشؤون الخارجية. وفي عام 1979 التقى بالرئيس المصري أنور السادات الذي وقع قبلها بوقت وقصير بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.
صورة من: Public Domain
المنافسة الأولى انتهت بسرعة
المحاولة الأولى لشغل أعلى منصب في الدولة قام بها جو بايدن خلال الانتخابات الرئاسية في عام 1988. لكن اتهامات بالسرقة الأدبية لاحقته، إذ نقل فقرات بكاملها من خطب سياسيين آخرين دون الإعلان عنها. وعندما طُرحت أسئلة حول إنجازاته في فترة حياته الجامعية، سحب بعد ستة أسابيع فقط ترشحه.
صورة من: Howard L. Sachs/Consolidated News Photos/picture alliance
الظل الطويل للجنة القضائية
كرئيس للجنة القضائية في مجلس الشيوخ (1987 حتى 1995) ترأس جو بايدن في 1991 جلسات الاستماع لمرشح المحكمة العليا كلارونس توماس. واتهمت الموظفة أنيتا هيل توماس أمام اللجنة بالتحرش الجنسي، الأمر الذي لم يرد عليه جو بايدن. وفي 2019 قبل ترشحه الرئاسي طلب بايدن العفو عن ذلك ، حسب هيل بطريقة فاترة.
صورة من: Blue Fox Entertainment/Everett Collection/picture alliance
الترشح للمرة الثانية: نهاية بجائزة ترضية
بعد عشرين عاما من ترشحه الأول تقدم بايدن (الأول من اليسار) أمام الديمقراطيين العشرين مجددا كمرشح رئاسي. وفي الأثناء وطد سمعته كسياسي قوي في الشؤون الخارجية وترأس عدة مرات لجنة الشؤون الخارجية وتألق كرجل الوسط يتجاوب أيضا مع الجمهوريين. وفي النهاية بات أوباما ( الرابع من اليسار) رئيسا ليشغل بايدن منصب نائب الرئيس.
صورة من: CJ Gunther/dpa/picture-alliance
رجل أوباما للشؤون الدولية
الرئيس باراك أوباما استعان بنائبه جو بايدن لاسيما في الأشياء التي يتقنها: التحدث مع شركاء خارجيين من أي قارة كانوا. ويُعتبر بايدن أيضا مؤمنا بالتعددية ويقنع الآخرين بها. وخلال السنوات الثمانية كنائب للرئيس التقى بايدن برئيس المجلس الأوروبي السابق دونالد توسك (الصورة)، وبجميع كبار السياسيين الأوروبيين تقريبا.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
الترشح للمرة الثالثة وتحقيق النجاح
عاود جو بادن الكرة في سن الـ 77. وبعد الحملة الانتخابية للديمقراطيين عام 2019 بات واضحا بأنه سيمثل أمام دونالد ترامب وليس الاشتراكي بيرني ساندرس الذي يكبره بعام. وما ساعده في ذلك هو الأمل في أنه رجل التوازن بين الديمقراطيين والجمهوريين الذي يقدم المشروع المضاد أمام الرئيس الذي يراهن بلا هوادة على الاستقطاب.
صورة من: Morry Gash/Getty Images
وأخيرا في البيت الأبيض
ترك جو بادين طوال نحو نصف قرن بصماته على السياسة الأمريكية. والآن في عمر الـ 78 يتوج مسيرته السياسية والمهنية بأعلى منصب في الدولة. ولم يكن أي رئيس أمريكي في هذا العمر عند توليه هذا المنصب. وربما يمنحه هذا الحكمة في تحقيق وحدة المجتمع الأمريكي المنقسم.