بايدن وترامب.. الاحتجاجات الأميركية ترسم صورة زعيمين
٣ يونيو ٢٠٢٠
بعدما بقي بايدن محتجزا في منزله لأكثر من شهرين بسبب كورونا، منحت الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد السود المرشح الديموقراطي المحتمل للرئاسة فرصة لاستقطاب الأضواء مجددا بأسلوب قيادة مناقض لأسلوب الرئيس الجمهوري ترامب.
إعلان
بات من شبه المؤكد أن جو بايدن سيكون مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة في مواجهة ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. كابري كافارو، المسؤولة التنفيذية في الجامعة الأميركية في واشنطن، علقت على الشخصيتين بالقول: "هذه قصة نوعين من المهارات القيادية". وأضافت أن "القوة في منظور هذين الرجلين مختلفة تماما".
وأوضح الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة ستانفورد حكيم جيفرسون أنّ قضايا العرق والعدالة ستكون بارزة دائما في الحملة الانتخابية حتى بدون الاحتجاجات التي أثارها موت جورج فلويد، الرجل الأسود، لدى اعتقاله من قبل رجال الشرطة في ولاية مينيسوتا والقمع الذي أمر به ترامب بعد ذلك.
وقال جيفرسون إنّ "هذه نتيجة وجود الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي جاء إلى السلطة لإذكاء المخاوف العرقية والتحريض والتساهل مع العنف العرقي".
بايدن يتهم ترامب بتحويل البلاد لساحة معركة
ووصف بايدن في أول خطاب علني كبير له منذ بدء إجراءات الإغلاق في منتصف آذار/مارس بسبب تفشي الفيروس، وفاة فلويد بأنها "دعوة إلى أمتنا لتستيقظ" واتهم ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى "ساحة معركة تقسّمها مشاعر الحقد القديمة ومشاعر الخوف الحديثة".
وتعهد المرشح الديمقراطي البالغ من العمر 77 عاما والذي عمل نائبا لمدة ثماني سنوات لباراك أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة بمعالجة "العنصرية المؤسساتية" إذا وصل للبيت الأبيض. وقال إنّ "البلاد تصرخ من أجل القيادة (...) القيادة التي توحدنا. القيادة التي يمكن أن تجمعنا".
ترامب يرد بتغريدة عدائية
سارع قطب العقارات الثري ترامب بالرد على تصريحات بايدن بتغريدة عدائية. وقال الرئيس الجمهوري إنّ "الضعف لن يهزم أبداً الفوضويين والسارقين وقطّاع الطرق، وجو (بايدن) كان ضعيفاً سياسياً طوال حياته". وأشار إلى ضرورة تطبيق "القانون والنظام".
وقالت كافارو إنّ الاحتجاجات قد يكون لها تأثير على الانتخابات أكبر من تأثير الوباء إذ إنها توفر لبايدن فرصة لإظهار "التباين الصارخ بينه شخصيا وتجربته وقيادته وتعاطفه مع ذلك الذي رأيناه حتى الآن من دونالد ترامب". لكنها تابعت أنه من غير المرجح في نهاية المطاف أن يكون للأحداث الأخيرة تأثير كبير على المؤيدين المتشددين على كلا الجانبين.
واشارت كافارو إلى "القاعدة في اليسار واليمين - قاعدة ترامب والقاعدة الديموقراطية - لا أعتقد أن هناك تغييرا كبيرا". وقالت "لكن هناك الكثير من المستقلين في كل من يسار الوسط ويمين الوسط الذين يشاهدون ذلك كنقطة محورية في تاريخنا مع اجتماع جائحة وبطالة مرتفعة تاريخياً واضطرابات عرقية".
الانتخابات من المرجح أن تكون "معركة إقبال"
قال جيفرسون من ستانفورد إنه كان من المرجح أن يدلي معظم الناخبين السود بأصواتهم لصالح بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر، إلا أنهم لا ينظرون إليه على أنه "المخلّص". وأشار إلى دعم بايدن حين كان سناتورا لمشروع قانون "صارم ضد الجريمة" في العام 1994 والذي يُنظر إليه على أنه ساهم في موجة من الاعتقال الجماعي للأميركيين السود.
وتابع "أعتقد أنه يتم تذكير السود بالخيار الذي لدينا في تشرين الثاني/ نوفمبر - وهو إبقاء الرجل الذي يريح المؤمنين بتفوق البيض الذين يروجون للخطاب العنصري". وأضاف "أعتقد أن هذا خيار سهل لمعظم الناخبين السود".
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة واين ستيت في ولاية ميشيغان جيفري غرينافيسكي إنّ الانتخابات من المرجح أن تكون "معركة إقبال" سيحسمها الحزب القادر على حشد مزيد من الناخبين. وأشار غرينافيسكي إلى أن الأميركيين من أصل إفريقي صوتوا بأعداد أقل بكثير لهيلاري كلينتون في عام 2016 مقارنة بما فعلوا مع أوباما، والسؤال الحاسم هو ما إذا كانوا سيتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لدعم بايدن.
وتابع "أميل إلى القول أن خطاب دونالد ترامب خلال الأسبوع الماضي قد يعزز دعم السود لبايدن"، رغم أن تاريخه مع مشروع قانون الجريمة ليس في مصلحته.
ع.ش/أ.ح (أ ف ب)
في صور: الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد تشعل أمريكا
أدت الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد وضد سوء المعاملة الممنهج تجاه السود في الولايات المتحدة على أيدي الشرطة إلى مواجهات عنيفة. من جهته أكد الرئيس دونالد ترامب أن الجيش "جاهز ومستعد وقادر" على التدخل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Cortez
"لا أستطيع التنفس"
الاحتجاجات الغاضبة من وحشية الشرطة ضد السود لعقود من الزمن، انتشرت بسرعة من مينيابوليس إلى مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. بدأت الاحتجاجات وسط الغرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن قام ضابط شرطة بتكبيل جورج فلويد والضغط على رقبته بركبته. وواصل الأمر رغم صراخ فلويد وهو رجل أسود يبلغ من العمر 46 عاما، بأنه لا يستطيع التنفس، إلى أن فارق الحياة.
صورة من: picture-alliance/newscom/C. Sipkin
"العملاق اللطيف"
نشأ فلويد في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وانتقل إلى مينيابوليس بولاية مينيسوتا في عام 2014 للعمل. وقبل وفاته، كان يبحث عن عمل بعد تسريحه من عمله كحارس مطعم للوجبات السريعة بسبب إجراءات الإغلاق على خلفية تفشي فيروس كورونا. وصفه أصدقاؤه بالعملاق اللطيف نظرا لقامته التي كانت تبلغ المترين.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/O. Messinger
من السلمية إلى العنف
اتسمت غالبية الاحتجاجات السبت الماضي بالسلمية، غير أن عددا منها أصبح عنيفا مع حلول الليل. في العاصمة واشنطن تم نشر الحرس الجمهوري أمام البيت الأبيض. وفي وسط مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا، قتل شخص على الأقل في إطلاق للنار قالت الشرطة إنها لم تكن ضالعة فيه. وفي فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا أصيب عدد من عناصر الشرطة بجروح، في حين صدمت سيارتان تابعتان للشرطة حشدا من الناس في مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/J. Mallin
متاجر مخربة ومنهوبة
في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا واجه المتظاهرون عناصر الشرطة هاتفين "حياة السود مهمة!"، قبل أن تنهال عليهم الشرطة بالعصي وتطلق عليهم الرصاص المطاطي. وفي بعض المدن، بما فيها لوس أنجلوس وأتلانتا ونيويورك وشيكاغو ومينيابوليس، تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب، قام فيها البعض بنهب المتاجر وتخريبها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Pizello
"عندما يبدأ النهب ..."
هدد الرئيس دونالد ترامب بإرسال الجيش لقمع الاحتجاجات، قائلاً إن "إدارته ستوقف العنف الغوغائي بشكل نهائي". ازدادت حدة التوتر في كافة أنحاء البلاد إثر تهديد ترامب، الذي ألقى باللائمة على الجماعات التي زعم أنها من أقصى اليسار. لكن حاكم ولاية مينيسوتا "تيم وولز" قال للصحفيين إنه سمع عدة تقارير غير مؤكدة تفيد بقيام مجموعات التي تنادي بتفوق البيض العنصرية بتأجيج العنف.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/K. Birmingham
وسائل الإعلام في مرمى النيران
استهدفت قوات الأمن العديد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات. من بينهم مراسل CNN عمر خيمينيز وطاقمه الذين تعرضوا الجمعة الماضية للاعتقال أثناء تغطيتهم لأحداث مينيابوليس. وأصيب العديد من الصحفيين بقذائف أو احتجزوا أثناء بثهم على الهواء. كمت أطلقت الشرطة النار على مراسل DW ستيفن سايمنس أثناء تغطيته للاضطرابات في عطلة نهاية الأسبوع.
صورة من: Getty Images/S. Olson
الغضب يتجاوز الولايات المتحدة
احتجاجات عالمية في كندا المتاخمة للولايات المتحدة الأمريكية من الشمال حيث نزل الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في فانكوفر وتورنتو. وفي العاصمة الألمانية برلين، تجمع المغتربون الأمريكيون ومتظاهرون آخرون خارج السفارة الأمريكية. وفي عاصمة بريطاينا لندن، ركع المتظاهرون في ساحة ترافالغار قبل أن يسيروا أمام البرلمان ويتوقفوا أمام السفارة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Soeder
عند باب ترامب الأمامي
احتدمت الاحتجاجات في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد أن بدء سريان حظر التجول في الساعة 11 ليلا. تجمع أكثر من 1000 متظاهر في حديقة لافاييت قبالة البيت الأبيض، وأضرمت بعض النيران خارج مقر إقامة الرئيس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المخابرات نقلت ترامب إلى مخبأ محصن كإجراء احترازي.
صورة من: Reuters/J. Ernst
حظر التجول في المدن الأمريكية الكبرى
مددت نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وميامي وديترويت وواشنطن العاصمة ومدن أمريكية أخرى حظر التجول مع دخول الاحتجاجات الليلة السادسة. ولاية أريزونا في غرب البلاد فرضت حظرًا للتجوال على مستوى الولاية على مدار أسبوع بعد اشتباك المتظاهرين مع الشرطة. كما تم نشر حوالي 5000 جندي من الحرس الجمهوري في 15 ولاية أمريكية.
صورة من: Reuters/P.T. Fallon
ترمب والكتاب المقدس
في مواجهة تجدد الاحتجاجات يوم الأحد، هدد ترامب بنشر الجيش إذا فشلت الولايات في "الدفاع عن سكانها". ثم سار ترامب من مقر إقامته إلى كنيسة في الحديقة، حيث كان يحمل إنجيلًا عالياً خلال فرصة لالتقاط الصور. هذا التصرف أثار استياء الأسقف ماريان إدغار بودي بعد أن زار ترمب كنسيتها دون إذن مسبق ودون الصلاة في الكنيسة.
صورة من: Reuters/T. Brenner
مظاهرات سلمية
رغم انتشار العنف بقيت عدة احتجاجات في الولايات المتحدة محافظة على سلميتها. في ساحة تايمز سكوير في مانهاتن في نيويورك، استلقى المتظاهرون على الأرض وأيديهم خلف ظهورهم، محاكين الوضعية التي كان فيها فلويد عندما قتل. وعلى الرغم من لجوء بعض المتظاهرين إلى العنف، أشاد العديد من رؤساء البلديات والحكام الأمريكيين بمستوى الاحتجاجات.
صورة من: Getty Images/AFP/T.A. Clary
ركوع ضباط من الشرطة أمام المتظاهرين
لكن رغم تصاعد حدة العنف، فهناك مواقف أظهر فيها المتظاهرون وضباط الشرطة في الولايات المتحدة نوعاً من التضامن. إذ أظهرت فيديوهات منتشرة على التواصل الاجتماعي ضباط شرطة يركعون للتضامن مع المتظاهرين. يشير الركوع إلى لاعب كرة القدم السابق في اتحاد كرة القدم الأميركي كولين كايبرنيك، الذي احتج على بهذه الوضعية خلال النشيد الأمريكي ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة. كرستيان كوبلر/س.أ