بايدن وترامب نحو مواجهة انتخابية لا تثير حماسة الأميركيين
٢ نوفمبر ٢٠٢٣
تشهد الساحة السياسية الأمريكية توترًا متزايدًا، حيث يعيد كل من جو بايدن ودونالد ترامب مشاهد خوض معركة الرئاسة، مع تصاعد المخاوف من تداول السلطة وتأثيرها على الديمقراطية.
إعلان
رغم المخاطر على الديموقراطية الأمريكية، يزداد نفور الناخبين الأمريكيين من مواجهة جديدة يبدو أن لا مفر منها بين جو بايدن ودونالد ترامب.
وقالت كيلي كاترون (22 عاما) من ولاية أريزونا المتأرجحة بين الديموقراطيين والجمهوريين التي فاز بايدن فيها بفارق ضئيل عام 2020 "يصعب الشعور بالحماسة.. إنه أمر محبط بأن يبدو أن خيارينا الوحيدان هما رجلان مسنان من البيض".
وأضافت طالبة العلوم التربوية بأنها ستصوّت مع ذلك للرئيس الديموقراطي البالغ 80 عاما في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وإن قامت بالأمر من دون أي شعور بالحماسة.
وفيما يسعى لولاية ثانية، لا يواجه بايدن أي خصوم جديين يمكن أن ينتزعوا منه تسمية الحزب الديموقراطي رغم تراجع معدلات التأييد له وتزايد المخاوف المرتبطة بسنّه.
في الأثناء، يعد ترامب الجمهوري الأوفر حظا رغم أن الرئيس السابق البالغ 77 عاما يواجه العديد من المحاكمات الجنائية، ترتبط إحداها بشبهة التدخل في الانتخابات. وتبدو المنافسة بينهما محمومة منذ الآن إذ تظهر الاستطلاعات تقارب النتائج حتى أن ترامب متقدّم بعض الشيء، وفق عدد من الاستطلاعات التي جرت مؤخرا.
وتعد المخاطر كبيرة للغاية. أفاد مقال نشرته نيويورك تايمز بأن الولايات المتحدة تستعد لما ستكون "الانتخابات الأكثر أهمية منذ العام 1860" عندما انتُخب أبراهام لينكولن رئيسا، ما أشعل الحرب الأهلية الأميركية.
سياسة مرهقة
ما زالت الولايات المتحدة تعاني من استقطاب شديد بعدما حاول اليميني المتشدد ترامب قلب النتيجة عندما هزمه بايدن عام 2020، فيما تسري مخاوف من نزاعات أهلية أعمق هذه المرة.
يراقب حلفاءالولايات المتحدةالوضع بتوتر أيضا. تسلّطت الأضواء على دور واشنطن الرئيسي في الساحة الدولية خلال نزاعي إسرائيل وحماس وأوكرانيا، في وقت ترسم كل من الصين وروسيا وإيران نسخها لنظام عالمي جديد لم تعد الولايات المتحدة تهيمن عليه. لكن لا يبدي الناخبون اهتماما كبيرا.
وأعرب 63 في المئة من الأمريكيين عن عدم رضاهم حيال المرشحين الذين ظهروا حتى اللحظة، وفق دراسة أجراها مؤخرا مركز "بيو للأبحاث"، فيما أكد 65 في المئة بأنهم "يشعرون بالإرهاق دائما أو في أوقات كثيرة" عندما يفكرون في السياسة.
وأفاد أكثر من ثلاثة مستقلين يميلون إلى الديموقراطيين من خمسة بأنهم يفضلون مرشحا غير بايدن، بحسب استطلاع لـ"أيه بي سي" وواشنطن بوست.
الانفتاح على خيارات أخرى
وكشف استطلاع لـ"كوينيبياك" أجري في أيلول/سبتمبر بأن نصف أنصار بايدن ونحو ثلاثة من كل عشرة من مؤيدي ترامب قالوا إنهم منفتحون على خيارات أخرى.
ويظهر استطلاع تلو الآخر معدلات تأييد سلبية لكلا المرشحين. وسعى المرشحان الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة (وهو ما كان الحال عليه أيضا عام 2020) لحشد أنصارهما بمختلف الوسائل.
وتحدّثبايدن مرارا عن "معركة من أجل روح الأمّة" وحذّر من أن "تطرّف" ترامب يهدد الديموقراطية الأمريكية.
وتأمل حملته بأن يتمكن من خلال رسالته هذه وتأكيده على دوره كرجل دولة على مستوى العالم في ما يتعلّق بإسرائيل وأوكرانيا، من كسب الناخبين بشكل أفضل مما حققته محاولاته للتسويق لسياسته الاقتصادية التي أطلق عليها "بايدنوميكس" Bidenomics.
خطاب أكثر تشددا
من جانبه، بات خطاب ترامب أكثر تشددا مما كان عليه عندما احتج على نتائج انتخابات العام 2020 وهاجم الآلاف من أنصاره الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير 2021. وأشار إلى "مستوى من الكراهية لم أر مثله من قبل" وركّز مرارا على الهجرة والنزعة القومية.
لكن استاذ الحكومات والسياسة في جامعة ماريلاند ديفيد كارول قلل من أهمية أن أي المرشحين لا يحظى بشعبية كبيرة على ما يبدو.
وقال لفرانس برس "لو أن الناخبين أرادوا حقا مرشحين آخرين، لكانوا حصلوا عليهم". لم يطرح الديموقراطيون بشكل جدي أي بديل لبايدن.
أما الجمهوريون، فكانت لديهم العديد من الفرص للنظر في خيارات أخرى مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ومندوبة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال المناظرات التلفزيونية الأخيرة التي تغيّب عنها ترامب، لكن الحزب ما زال يريد الرئيس السابق، بحسب كارول.
وأضاف أنه بينما يبدو أن معظم الناخبين الأمريكيين حسموا مواقفهم في انتخابات يرجّح أن تنتهي بفوارق ضئيلة للغاية في عدد قليل من الولايات، فإن أي تأثير لقضية رئيسية مثل احتمالات إدانة ترامب، يمكن أن يحدث "فرقا هائلا".
ع.أ.ج/ ع ش أ ف ب
الانتخابات الأمريكية بريشة رسامي الكاريكاتير حول العالم
دونالد ترامب أم جو بايدن: من سيكون الرئيس الأمريكي القادم؟ سؤال بات مادة للتحليلات واستطلاعات الرأي. لكن كيف ينظر رسامو الكاريكاتير من جميع أنحاء العالم إلى هذا الأمر؟ الجواب في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Jens Kricke/toonpool.com
على درب الحرب الانتخابي
اتهمت كامالا هاريس، نائبة المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية جو بايدن، الرئيس الحالي دونالد ترامب باستخدام "تكتيكات قذرة". وعبر هذا الرسم الكاريكاتوري يصور الألماني ينس كريك، الرئيس الأامريكي دونالد ترامب، برسم يظهره مثل ساحرة شريرة في قصة خيالية، غير آبه بما يجري.
صورة من: Jens Kricke/toonpool.com
دعاية كاذبة
يعشق الرئيس ترامب مدح نفسه، إذ قال في تصريحات سابقة: "أنا شخص غير عنصري بتاتاً"، "لا أحد يحترم النساء أكثر مني"، "أنا أكثر الأشخاص فهما للأمور الاقتصادية". لكن هذا الرسم يجسد ترامب مادحاً لملتقط صورة تظهر المرشح الديمقراطي جو بايدن وهو في شكل شيطان، بأنه "أفضل المصورين في العالم".
صورة من: Martin Erl/toonpool.com
مناظرة تلفزيونية
يطرح رسام الكاريكاتير التشيكي ماريان كامينسكي عبر رسمه سؤال: ما الذي حل بثقافة النقاش السياسي في الولايات المتحدة؟ ويصور المواجهة الأولى على شاشة التلفزيون بين المرشحين للرئاسة الأمريكية كمعركة داخل حلبة وحل. إذ انهما قاما بشتم بعضهما خلالها بدلاً من تبادل الحجج.
"جو النائم" و "المهرج"
دأب دونالد ترامب على وصف غريمه بايدن بـ "رجل عجوز نائم" و"دمية في يد اليسار الراديكالي". ورد بايدن على هذه الاتهامات بوصف ترامب بـ "العنصري والكاذب والمهرج" وأنه "أسوأ رئيس عرفته أمريكا على الإطلاق". مناظرة علق عليها الأمريكيون بكونها "واحدة من أسوأ المناظرات التي شهدتها أمريكا على الإطلاق". الفنانة الإيطالية كريستي عبرت عن الموضوع برمته برسمتها هذه.
سلوك طفولي
يشعر الناس في إفريقيا أيضاً بالدهشة من سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير الناضج. إذ يرى رسام الكاريكاتير داميان جليز من بوركينا فاسو أن الرئيس مجرد شقي صغير يريد أن يصل غايته بغض النظر عن التكلفة والخسائر.
ترامبزيلا
أول ظهور للفيلم الياباني غودزيلا على الشاشة كان في عام 1954. وأينما ذهبت السحلية العملاقة، كانت تخلف دماراً. وعبر الفنان تاكيشي كيشينو، عن موضوع الانتخابات بتصوير الرئيس الأمريكي المشاكس ترامب في شكل وحش غودزيلا العملاق، ويطرح سؤال: هل لجو بايدن فرصة ضد ترامبزيلا؟
صراع "ذكور القطيع"
يستمتع دونالد ترامب بصراعه مع الحكام الذين لا يهتمون بشدة بالمعايير الديمقراطية كبوتين وأردوغان والديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون. من ناحية أخرى، يصف ترامب جو بايدن بأنه رجل عجوز ضعيف، أي أنه بالنسبة له، ليس خصماً يُحتاط منه. ويصور رسام الكاريكاتير الهولندي، تجيرد رويدس، القاسم المشترك بين هؤلاء السياسيين، متمثلاً في سلوك التنافس النموذجي لذكور القطيع.
التصويت عبر البريد؟ لا يمكن!
"ستحدث احتيالات لم نر مثيلاً لها من قبل"، هكذا هاجم رئيس الولايات المتحدة فكرة التصويت عبر البريد بل واقتطع من أموال الدعم المخصصة للخدمات البريدية. وبسبب المخاطر التي يشكلها فيروس كورونا، فإن الديمقراطيين يريدون الإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد، وهو ما يزعج الرئيس الحالي. وضعية صورها الفنان فالدمار بهذه الصورة.
صورة من: Waldemar Mandzel/Toonpool
يد المساعدة
يتجاهل الرئيس في خطاباته ضد الخدمة البريدية الإشارة إلى أنه قد صوت بنفسه عبر البريد في مناسبات متعددة. وعلى الرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤكد أنه لا يوجد تزوير لأصوات الناخبين في الولايات المتحدة، إلا أن ترامب يصر: أمريكا مهددة بـ "أكثر انتخابات تزويراً في التاريخ". رسام الكاريكاتير اليوناني كوستاس كوفوجيورجوس يظهر أنه إذا لزم الأمر، يمكن لترامب الحصول على المساعدة من الخارج.
صورة من: Kostas Koufogiorgos/toonpool.com
ترامب خلق لمنصب الرئيس
يوجد مؤيدون لترامب داخل الولايات المتحدة وخارجها. وبدوره يتحدث الفنان مارك لينش من أستراليا باسم رسامي الكاريكاتير عبر العالم، ويؤيد ولاية جديدة لترامب. وهتف المتظاهرون في لوحته الكاريكاتورية "نحن بحاجة إلى رفيقنا" و"نحن نحب رئيس تويتر"، إذ لا يوجد سياسي آخر يقدم لرسامي الكاريكاتير القدر نفسه من المواضيع التي يقدمها الرئيس الحالي للبيت الأبيض.
دعوة الداعمين
أوضح ترامب مراراً أنه يريد البقاء في البيت الأبيض. وفي حال خسر الانتخابات، فإنه لم يعلن موافقته صراحة على انتقال سلمي للسلطة، وعلق على الموضوع بقوله "سنرى ما سيحدث". لقد حث أنصاره بالفعل على الاحتجاج في حالة عدم إعادة انتخابه. لكن ماذا لو أصبح بايدن رئيساً؟ هل يدعو ترامب هذا التساؤل أخباراً زائفة؟
صورة من: Cartoonfix/toonpool.com
سلالة حاكمة
اعترض ترامب على مادة الدستور الأمريكي التي تحظر فترة ولاية ثالثة. هل يفكر في رئاسة مدى الحياة؟ غالباً ما تحضر العائلة بأكملها في التجمعات الانتخابية، بما في ذلك نجل دونالد الأصغر بارون. هذا الأخير أثار ريشة رسام الكاريكاتير الألماني كريستيان بفولمان وجعله يتساءل عن إمكانية ولادة ملكية في الولايات المتحدة.