بايدن يبدأ جولة أوروبية "لمعالجة ندوب خلفتها إدارة ترامب"
٩ يونيو ٢٠٢١بعد نحو خمسة أشهر على وصوله إلى البيت الأبيض، يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء (التاسع من يونيو/ حزيران 2021)، رحلة إلى أوروبا تستغرق ثمانية أيام، ستكون بريطانيا محطتها الأولى، وسويسرا (جنيف) محطتها الأخيرة حيث سيختم زيارته بقمة يعقدها مع نظيره الروسي فلادبايدن يتعهّد دعم الحلفاء الأوروبيين قبيل قمته مع بوتين.
ستقوده هذه الجولة كذلك إلى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وإلى قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنوال، التي سيكون من أولوياتها قضيتا جائحة كوفيد-19 والمناخ.
بالنسبة للرئيس الأمريكي الجديد، تعتبر الرحلة "فرصة لأميركا لتعبئة ديموقراطيات العالم أجمع"، فيما قالت الناطقة باسمه جين ساكي أن الرئيس "يستعد لها منذ خمسين عاما". وذلك في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة لجو بايدن.
غير أن سوزان مالوني من معهد بروكينغز للأبحاث ومقره واشنطن، أوضحت للوكالة الفرنسية، أن الأوروبيين "سيتلقون هذه الكلمات المطمئنة مع بعض التشكيك"، موضحة أن "استعداد بايدن لإعادة الاتصال بهم يجب أن يتغلب ليس على ندوب السنوات الأربع الماضية فحسب بل وعلى الأسئلة العالقة حول صحة الديموقراطية الأميركية".
ويلتقي الرئيس الأمريكي في كورنوال رئيس الوزراء بوريس جونسون كما يجتمع على هامش قمة السبع الكبار بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي ختام زيارته للملكة المتحدة، من المقرر أن يُستقبل الرئيس بايدن والسيدة الأولى من قبل الملكة إليزابيث الثانية في قصر وندسور قرب لندن.
معالجة الندوب
ولعلّ مهمة "تصحيح" المسار أبرز ما ينتظره الحلفاء الأوروبيون من هذه القمة. فهم في حالة خيبة أمل من الإدارة الأمريكية السابقة. الأسباب في ذلك متعددة لعلّ أبرزها ملف الرسوم الجمركية والانسحاب من المعاهدات الدولية.
وكتب بايدن في مقال رأي نشر في صحيفة واشنطن بوست "هل ستثبت التحالفات والمؤسسات الديمقراطية التي شكلت جانبا كبيرا من القرن الماضي قدرتها على مواجهة التهديدات والعداوات في العصر الحديث؟ أعتقد أن الإجابة هي نعم. لدينا فرصة لإثبات ذلك هذا الأسبوع في أوروبا".
ومن المتوقع أن تركز المحادثات مع الاتحاد الأوروبي على روسيا والصين وزيادة مساهمة دول الحلف في تكاليف الدفاع المشترك وهي القضية التي لا ينتظر أن تشهد تحولاً في الموقف الأمريكي.
لقاء بايدن ببوتين
أما الاجتماع المنتظر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المزمع عقده في 16 من الشهر الجاري في جنيف، فهو يعدّ تتويجا للرحلة، لا سيما في ظل وجود قضايا ساخنة وشديدة التعقيد بين الجانبين، على رأسها ملفأوكرانيا وبيلاروسيا ومصير المعارض المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية.
ويصرّ البيت الأبيض الذي يطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات على أن سقف توقعاته منخفض، وأن هدفه الوحيد المطروح في جعل العلاقات بين البلدين أكثر "استقرارا وقابلية للتكهن" بتطورها. لكن هذا ما "لا يريده" بوتين كما يتوقع الدبلوماسي الأميركي ألكسندر فيرشباو، الرجل الثاني السابق في الحلف الأطلسي.
ولم تنشر الرئاسة الأميركية سوى القليل من التفاصيل عن هذا اللقاء. وقد ألمحت فقط إلى أنه وخلافا لما حدث مع دونالد ترامب في هيلسنكي في 2018، لا يشمل برنامج العمل عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الرجلين.
كورونا وتحسين صورة أمريكا
حتما، جائحة كورونا ستكون في صلب المباحثات مع زعماء القارة العجوز. فالبيت الأبيض يواجه انتقادات شديدة بسبب تأخره في تقاسم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 مع بقية دول العالم، ولهذا سيحاول قيادة هذا الملف، معلنا أن "الولايات المتحدة مصممة على العمل على التطعيم الدولي بنفس شعور ضرورة الأمر الذي عملنا به في بلدنا".
وأعلنت واشنطن مؤخرا أن 75 بالمئة من ثمانين مليون جرعة من اللقاحات الموعودة للدول الأجنبية بحلول نهاية حزيران/يونيو سيتم توزيعها عبر برنامج كوفاكس الذي وضع لضمان توزيع عادل للقاحات في الدول الفقيرة.
وفي مبادرة استثنائية أقام فنانون في مقاطعة كورنوال مقر قمة السبع، نصبا تذكاريا لـ"زعماء السبع الكبار" على غرار تماثيل "جبل راشمور" الأمريكية ولكنه من المخلفات الإلكترونية وذلك في محاولة للفت الأنظار إلى هذه القضية البيئية العالمية.
و.ب/م.س (أ ف ب، رويترز)