بايدن يختار المزيد من السياسيين المخضرمين لإدارته المستقبلية
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠
أعلن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن أنه سيتم تعيين الدبلوماسي المخضرم ومسؤول الأمن القومي أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، وذلك إلى جانب الإعلان عن مناصب رئيسية أخرى في السياسة الخارجية والمناخ وغيرها.
إعلان
اختار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الاثنين (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) السياسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، كما قرر إسناد إدارة الاستخبارات الوطنية لامرأة وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتعيين وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ، متعهّدا اعتماد نهج يقوم على الخبرات بعد سنوات الاضطراب التي طغت على عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وفي حين واصل ترامب مساعيه للطعن في نتائج الانتخابات، أعلن بايدن سلسلة تعيينات في الإدارة التي سيرأسها بعد تنصيبه رئيسا، وذلك في أكبر خطوة له على خط استعداداته لتولي الرئاسة في 20 كانون الثاني/ يناير. ولائحة الأسماء التي أعلنها فريق بايدن قبل الموعد الرسمي المحدد الثلاثاء تعكس سعيه إلى تهدئة الصخب السياسي في واشنطن واستعادة البلاد دورها القيادي على الساحة الدولية.
وجاء في بيان لبايدن "لا وقت لدينا لنخسره على صعيد أمننا القومي وسياستنا الخارجية". وقال الرئيس المنتخب إن "هؤلاء الافراد اختبروا الأزمات وامتحنتهم بقدر ما هم مبدعون وخلاقون". وبلينكن (58 عاما) هو أحد مستشاري بايدن الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأميركيّة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وسيقود بلينكن عملية متسارعة الوتيرة لاستبدال النهج السياسي الذي اعتمده ترامب الرافع شعار "أميركا أولا"، وسيبدأ مسار إعادة البلاد إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وإنعاش الاتفاق النووي المبرم مع إيران. واختار بايدن أفريل هاينز (51 عاما) لتتولى إدارة الاستخبارات الوطنية، بحيث تنسق بين مختلف الوكالات الفدرالية النشطة في هذا المجال، مع الإشارة الى أنها المرأة الاولى التي تتسلم هذه المسؤولية.
وعلى رأس وزارة الأمن الداخلي، سمى بايدن للمرة الاولى الإسباني الأصل اليخاندرو مايوركاس (60 عاما) المولود في هافانا والذي سيشرف خصوصا على قضايا الهجرة. ومايوركاس مدع سابق مناهض للعنصرية، ويلم بشؤون الوزارة التي سيتولاها كونه كان مساعدا للوزير بين 2013 و2016.
وفي مؤشر إلى وفائه بوعد أطلقه خلال الحملة الانتخابية بتسليط الضوء على مخاطر الاحترار العالمي، اختار بايدن وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ. وستكون الأمريكية من أصل أفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاما) التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون إفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة.
وسمى بايدن أيضا مستشارا مقربا هو جايك سوليفن (43 عاما) ليكون مستشاره للأمن القومي. وعمد بايدن إلى اختيار سياسيين متمرسين على عكس النهج الذي اعتمده ترامب الذي اختار غالبا شخصيات غير متمرسة في السياسة تبيّن لاحقا أنها غير مناسبة للمنصب وخرجت فجائيا من الإدارة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" اليوم الاثنين، نقلا عن مصادر مطلعة على صناعة القرار
في الولايات المتحدة ، أن الرئيس المنتخب سيرشح جانيت يلين الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي لتولى منصب وزيرة الخزانة في الإدارة القادمة. وكانت يلين (74 عامًا) أول امرأة ترأس البنك المركزي الأمريكي، وستكون
أيضًا أول امرأة على رأس وزارة الخزانة، إذا تم ترشيحها وتأكيدها من قبل مجلس الشيوخ.
وتأتي هذه التسميات في وقت يتواصل فيه رفض ترامب الإقرار بالهزيمة وعدم تعاون إدارته مع فريق بايدن في التحضير لعملية انتقال السلطة.
ع.ش/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ