بايدن يشدد على "وحدة الأمريكيين" عقب محاولة اغتيال ترامب
١٥ يوليو ٢٠٢٤
السياسة ليست "ساحة للقتل"، والتغيير "لا بد أن يظل بيد الشعب وليس "في أيدي قاتل محتمل" هي رسائل وجهها الرئيس جو بايدن إلى الأمريكيين تعقيبا على محاولة اغتيال غريمه ترامب، مشددا على أن المرحلة القادمة هي "مرحلة اختبار".
وركز بايدن في خطابه بالأساس على دعوة الأمريكيين إلى الوحدة. وقد دعاهم إلى "أن يتذكروا أنه "في حين أننا قد نختلف، إلا أننا لسنا أعداء". وشدد على أنه "في أمريكا، نحل خلافاتنا عبر صناديق الاقتراع، وليس بالرصاص"، وأن "القوة لتغيير أمريكا يجب أن تكون دائما بين يدي الشعب، وليس في أيدي قاتل محتمل".
وتوقع الرئيس الأمريكي في خطابه بأن فترة الانتخابات الأميركية ستشكل "فترة اختبار"، لمدى وحدة الشعب الأمريكي. وأضاف "إننا جميعا نواجه فترة اختبار مع اقتراب موعد الانتخابات. وكلما زادت المخاطر، ازدادت المشاعر حماسة. بغض النظر عن مدى قوة قناعاتنا، يجب ألا نسمح أبدا بأن تنحدر إلى العنف (...) لقد حان الوقت للتهدئة".
مكالمة هاتفية مع ترامب
إلى ذلك أفاد البيت الأبيض بأنّ بايدن تحدث مع ترامب ، وهو ما أكده أيضا في خطابه. وذلك في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 حزيران/يونيو وقدّم فيها الرئيس أداءً كارثيا.
وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير ليعود إلى واشنطن، وأطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات. وقد أعرب بايدن عن شعوره بالارتياح لنجاة المرشّح الجمهوري. وقال "لا مكان لهذا النوع من العنف في أميركا".
محاولة اغتيال ترامب
03:08
وعلى صعيد متصل، تحدثت السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن هاتفيا مع السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب. وكانت الأخيرة قد كتبت على منصة "إكس" قائلة: "حاول وحش اعتبر أنّ زوجي آلة سياسية غير إنسانية، أن يُطفئ شغف دونالد، ضحكته وإبداعه".
تبعات سياسية
ومن المؤكد أن للهجوم تبعات سياسية عدة خاصة على الحملات الانتخابية. ولهذا ارتأى بايدن أن يلقي خطابه من المكتب البيضاوي. وهي المرة الثالثة التي يستخدم فيها مقر عمله الرسمي للتعليق على قضايا ذات أهمية كبرى للأمريكيين منذ توليه السلطة في عام 2021. وهي حركة ذات دلالات وترمز إلى قوة شاغل المنصب، في وقت يطالب فيه أعضاء من حزبه الديمقراطي بتنحيه من السباق الرئاسي بسبب مخاوف من افتقاره إلى القدرة الذهنية.
كما أن خطاب الأمة يأتي ضمن محاولات بايدن وفريقه رسم مسار جديد لحملته الانتخابية.
وقد ألغيت منها الهجمات اللفظية على ترامب للتركيز بدلا من ذلك على المستقبل.
وبعد ساعات من إطلاق النار خلال التجمع الانتخابي لترامب بدأت حملة بايدن في وقف الإعلانات التلفزيونية وتعليق الاتصالات السياسية الأخرى.
في المقابل سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات باتجاه بايدن وحزبه.
وألقى السناتور جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب كنائب للرئيس، اللوم على "خطابه". بينما انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي.
المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري
وفي المعسكر الجمهوري، يُتوقع أن تهيمن محاولة الاغتيال على أشغال المؤتمر الجمهوري، وسط مخاوف من ثغرات أمنية جديدة، سعى جهاز الخدمة السرّية الأميركي الأحد إلى دحضها، معربا أنّ الوكالة "مستعدة تماما" لضمان الأمن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يعقد في ميلووكي الاثنين، وأنها لم تغيّر بروتوكولاتها حتى بعد محاولة اغتيال ترامب.
وقالت المسؤولة في جهاز الخدمة السرية أودري غيبسن-سيتشينو "نحن مستعدون تماما ولدينا خطة أمنية شاملة"، معربة عن ثقتها في أن الحدث سيحظى بـ"أعلى مستويات الأمن".
دوافع مجهولة
وحول سير التحقيقات أشار الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه، أن دوافع الهجوم لا زالت غير معروفة. وقال: "نعرف من هو. أدعو الجميع إلى عدم إطلاق افتراضات بشأن دوافعه أو انتماءاته".
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قد حدد في وقت سابق هوية مطلق النار على أنه "توماس ماثيو كروكس (20 عاما) من بيثيل في بنسلفانيا".
وفي معلومات لاحقة أدلى بها مكتب (إف بي آي)، قال إنّ مُطلق النار، تحرّك بمفرده، لكن المحققون لم يحددوا "توجها ايديولوجيا" لديه.
وحسب ذات المصدر، استخدم المشتبه به بندقية نصف آلية من طراز "إيه آر 556" تم شراؤها بشكل قانوني. لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "سي إن إن" أفادتا بأنه عُثر أيضا على مواد متفجرة في سيارة تعود إلى مطلق النار كانت متوقفة قرب مكان انعقاد التجمّع الانتخابي في بنسلفانيا. وقال روبرت ولز، مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في "إف بي آي"، "نحن نحقّق في (الواقعة) باعتبارها محاولة اغتيال، لكننا نحقق فيها أيضا باعتبارها "عملا إرهابيا داخليا محتملا".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
في صور..محاولات اغتيال عديدة طالت رؤساء وسياسيين أمريكيين
شهدت الولايات المتحدة على مدار تاريخها نحو 14 محاولة اغتيال لرؤساء ولمرشحين رئاسيين للأحزاب الكبرى وسياسيين. دوافع متعددة للاغتيالات والمحاولات، والعنف السياسي ليس بجديد على الدولة التي تأسست في عام 1776.
صورة من: Photoshot/picture alliance
دونالد ترامب
تعرض الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال أسفرت عن إصابته في أذنه ومقتل المشتبه به فيما لاتزال التحقيقات جارية بشأن الواقعة. محاولة اغتيال ترامب تأتي لتضاف إلى قائمة طويلة من محاولات اغتيال رؤساء وسياسيين أمريكيين، فشل بعضها فيما نجح البعض الآخر
صورة من: Evan Vucci/AP Photos/picture alliance
قصة اغتيال إبراهام لينكولن
كان لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة هو أول رئيس يتم اغتياله بالرصاص على أيدي جون ويلكس بوث في 14 أبريل 1865، حيث كان هو وزوجته ماري تود لينكولن يحضران عرضًا كوميدياً في مسرح فورد في واشنطن.
صورة من: Glasshouse Images/picture alliance
خلفيات اغتيال لينكولن
نقل لينكولن إلى منزل على الجانب الآخر من الشارع من المسرح لتلقي العلاج الطبي بعد إصابته برصاصة في مؤخرة رأسه لكنه توفي في صباح اليوم التالي. استشهد البعض بدعمه لحقوق السود كدافع وراء مقتله.
صورة من: Matt Slocum/AP Photo/picture alliance
جيمس غارفيلد
كان غارفيلد الرئيس العشرين للبلاد هو ثاني رئيس يتم اغتياله، بعد ستة أشهر من توليه منصبه. كان يسير عبر محطة قطار في واشنطن في 2 يوليو 1881 للحاق بالقطار إلى نيو إنغلاند عندما أطلق "تشارلز غيتو" النار عليه. ظل الرئيس المصاب بجروح قاتلة يرقد في البيت الأبيض لعدة أسابيع لكنه توفي في سبتمبر/أيلول بعد نقله إلى شاطئ نيوجيرسي. أُدين غيتو وأُعدم في يونيو 1882.
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
ويليام ماكينلي
كان الأطباء يتوقعون أن يتعافى ماكينلي، لكن الجرح تلوث لاحقاً. توفي ماكينلي في 14 سبتمبر 1901، بعد ستة أشهر من بداية فترة ولايته الثانية. اعترف ليون إف كولغوش، وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 28 عامًا من ديترويت، بإطلاق النار. تمت إدانة كولغوش بعد محاكمته وأعدم بالكرسي الكهربائي في 29 أكتوبر 1901.
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
ماكينلي
كان الأطباء يتوقعون أن يتعافى ماكينلي، لكن الجرح تلوث لاحقاً. توفي ماكينلي في 14 سبتمبر 1901، بعد ستة أشهر من بداية فترة ولايته الثانية. اعترف ليون إف كولغوش، وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 28 عامًا ويقيم في ديترويت، بإطلاق النار. تمت إدانة كولغوش بعد محاكمته وأعدم بالكرسي الكهربائي في 29 أكتوبر 1901.
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
قصة ثيودور روزفلت مشابهة لترامب
مثل ترامب، كان يحاول استعادة وظيفته القديمة أثناء حملة عام 1912، ولكنه تعرض لإطلاق نار أثناء توجهه إلى خطاب في ميلووكي على يد صاحب حانة. تعرض روزفلت لإطلاق نار في ميلووكي عام 1912 أثناء حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض. لحسن حظه حالت مذكراته الشخصية وجراب نظارته المعدني على التخفيف من تأثير الرصاصة ولم يصب بأذى خطير.
صورة من: akg-images/picture alliance
محاولة اغتيال ثيودور روزفلت
ألقي القبض على مطلق النار "جون شرانك" وهو مالك إحدى الحانات، والذي قال إنه بدأ في مطاردة الرئيس السابق، بعد أن راوده حلم غريب. قضى شرانك بقية حياته في مستشفيات الأمراض العقلية.
صورة من: AP
محاولة اغتيال فرانكلين روزفلت
في الخامس عشر من فبراير عام 1933، كان روزفلت "الرئيس المنتخب" عندما تعرض لمحاولة اغتيال، وكان قد ألقى للتو خطاباً في ميامي. وخلال جلوسه في الجزء الخلفي من سيارة مفتوحة سمعت أصوات أعيرة نارية.
صورة من: picture alliance / Bildagentur-online
فرانكلين روزفلت ينجو من الاغتيال
لم يصب روزفلت بأذى في الحادث، لكن إطلاق النار أدى إلى مقتل عمدة شيكاغو أنطون سيرماك. تم القبض على مرتكب الواقعة وهو "جوزيبي زانجارا" وأدين بعد محاكمته وحُكم عليه بالإعدام.
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
محاولة اغتيال هاري ترومان قرب البيت الأبيض
كان ترومان يقيم في بلير هاوس، قرب البيت الأبيض، في نوفمبر 1950 عندما اقتحمه مسلحان. لم يصب ترومان بأذى، لكن شرطيًا بالبيت الأبيض وأحد المهاجمين قُتلا في تبادل لإطلاق النار. وأصيب شرطيان آخران بالبيت الأبيض.
صورة من: U.I.G./Bildagentur-online/picture alliance
هاري ترومان
تم القبض على المهاجم الثاني وهو "أوسكار كالازو" وحكم عليه بالإعدام. وفي عام 1952، خفف ترومان الحكم إلى السجن مدى الحياة. أطلق سراحه من السجن عام 1979 من قبل الرئيس جيمي كارتر.
صورة من: World History Archive/picture alliance
قصة اغتيال جون كينيدي
قُتل كينيدي بالرصاص على يد قاتل متخفي مسلح ببندقية قنص أثناء زيارته لدالاس في نوفمبر 1963 مع السيدة الأولى جاكلين كينيدي. دوت طلقات نارية بينما كان موكب الرئيس يمر في وسط مدينة دالاس. نقل كينيدي إلى مستشفى باركلاند التذكاري، حيث توفي بعد فترة وجيزة.
صورة من: Tampa Bay Times/Zuma Press/picture alliance
غموض حول اغتيال كينيدي
بعد ساعات من الاغتيال، ألقت الشرطة القبض على "لي هارفي أوزوالد" بعد العثور على مكان قناص في مبنى مجاور. بعد يومين، تم نقل أوزوالد من مقر الشرطة إلى سجن المقاطعة عندما اندفع جاك روبي، مالك ملهى ليلي في دالاس، إلى الأمام وأطلق النار على أوزوالد. وبقيت عملية اغتيال كينيدي واحدة من أكثر حوادث الاغتيال غموضاً في التاريخ.
صورة من: James W. (ike) Altgens/AP Photo/picture alliance
الاغتيالات تلاحق أسرة كينيدي
كان كينيدي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن نيويورك وشقيق الرئيس الراحل جون كينيدي، يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عندما قُتل في أحد فنادق لوس أنجلوس بعد لحظات من إلقاء خطاب فوزه في الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا عام 1968. أصيب خمسة أشخاص آخرين في إطلاق النار.
صورة من: akg-images/picture alliance
قاتل شرق أوسطي وراء اغتيال روبرت كينيدي
أدين الأردني من أصول فلسطينية سرحان سرحان بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى وحكم عليه بالإعدام. وتم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، حيث لا يزال سرحان سجيناً بعد رفض التماسه الأخير للإفراج عنه العام الماضي.
صورة من: AP
محاولتا اغتيال استهدفت جيرالد فورد
واجه فورد محاولتي اغتيال في غضون أسابيع عام 1975 ولم يصب بأذى في أي من الحادثتين. في المحاولة الأولى، كان فورد في طريقه للقاء حاكم ولاية كاليفورنيا عندما قامت "لينيت فروم"، تلميذة تشارلز مانسون، بدفع حشد من الناس في الشارع، وسحبت مسدسًا نصف آلي ووجهته نحو فورد. لكن السلاح تعطل. حُكم على فروم بالسجن وأُطلق سراحها في عام 2009
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
إمرأة وراء محاولة اغتيال جيرالد فورد
وبعد 17 يومًا، واجهت "سارة جين مور" فورد خارج فندق في سان فرانسيسكو. أطلقت مور رصاصة واحدة وأخطأت الهدف. أمسك أحد المارة بذراعها أثناء محاولة إطلاق النار عليها مرة أخرى. حكم عليها بالسجن وأطلق سراحها في عام 2007.
صورة من: Bildagentur-online/picture alliance
نيران على رونالد ريغان
في مارس 1981، كان ريغان يهم بالمغادرة بعد أن أدلى بخطاب في واشنطن، وبينما كان يسير إلى سيارته أطلق "جون هينكلي جونيور"، الذي كان وسط الحشد، النار عليه. تعافى ريغان من حادث إطلاق النار. وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين بالرصاص، من بينهم سكرتيره الصحفي جيمس برادي، الذي أصيب بالشلل الجزئي نتيجة لذلك.
صورة من: dpa/picture-alliance
مختل عقليا وراء محاولة اغتيال رونالد ريغان
تم القبض على هينكلي واحتجازه في مستشفى للأمراض العقلية بعد أن وجدته هيئة المحلفين غير مذنب بسبب الجنون. وفي عام 2022، تم إطلاق سراح هينكلي من إشراف المحكمة بعد أن قرر القاضي أنه "لم يعد يشكل خطراً على نفسه أو على الآخرين".
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
محاولة اغتيال جورج بوش تمت خارج الديار الأمريكية
كان بوش يحضر اجتماعاً حاشداً في تبليسي عام 2005 مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما ألقيت قنبلة يدوية تجاهه. وكان الرجلان خلف حاجز مضاد للرصاص عندما سقطت قنبلة ملفوفة بقطعة قماش على بعد حوالي 100 قدم.
صورة من: Shawn Thew/dpa/dpaweb/epa/picture-alliance
من حاول اغتيال جورج بوش؟
لم تنفجر القنبلة ولم يصب أحد بأذى. أدين فلاديمير أروتيونيان وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. فلاديمير أروتينيان ولد في 12 مارس 1978 في تبليسي، وهو من المغتربين الأرمن.
صورة من: Zurab Kurtsikidze/ dpa/dpaweb/picture-alliance
استهداف باراك أوباما
في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 أطلق أوسكار راميرو أورتيغا-هيرنانديز (22 عاماً) ثماني رصاصات على الأقل باتجاه البيت الأبيض الذي كان يومها خالياً من الرئيس باراك أوباما وأسرته. وفق بيان لمكتب المدعي العام فإن راميرو اعترف بتهمتي الاعتداء على أحد معالم الولايات المتحدة وبإطلاق أعيرة نارية، كما "أقر بأن الهجوم كان عملاً إرهابياً". إعداد: عماد حسن