بايدن يضع أول لبنة في إدارته بتعين كبير موظفي البيت الأبيض
١٢ نوفمبر ٢٠٢٠
فيما لا يزال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب يشكك بنزاهة الانتخابات ويرفض الإقرار بهزيمته، شرع الرئيس المنتخب جو بايدن في تشكيل فريق عمل إدارته المقبلة بتعيين كبير موظّفي البيت الأبيض من عهد أوباما.
إعلان
أعلن جو بايدن الأربعاء (11 نوفمبر/تشرين الثاني) أنّه اختار رون كلين، مستشاره ومساعده منذ أمد بعيد، لتولّي منصب كبير موظّفي البيت الأبيض في إدارته المقبلة، في أول تعيين يُقدم عليه الرئيس الأمريكي المنتخب الذي من المفترض أن يتولى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال بايدن في بيان إنّ كلين، الديموقراطي المحنّك البالغ من العمر 59 عاماً والذي شغل اعتباراً من العام 2009 منصب كبير موظفي بايدن حين كان الأخير نائباً للرئيس باراك أوباما، "كان بالنسبة لي لا يقدّر بثمن على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معاً". وأضاف أنّ "خبرته العميقة والمتنوّعة وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعيد فيه توحيد بلادنا".
ويعود مشوار كلين مع الرئيس المنتخب إلى ما قبل تولّي بايدن منصب نائب الرئيس، إذ إنّ الرجلين عملا سوياً حين كان بايدن رئيساً للجنة العدل في مجلس الشيوخ. كما كان كلين كبيراً لموظفي نائب الرئيس الديموقراطي السابق آل غور.
وفي عهد أوباما، تولّى رون كلين خصوصاً مهمة تنسيق إدارة البيت الأبيض لأزمة إيبولا في 2014.
ونقل البيان عن كلين قوله إنّ قرار تعيينه كبيراً لموظفي البيت الأبيض في الإدارة المقبلة منحه "شرف العمر". وأضاف "أتطلّع إلى مساعدتهما، هو (بايدن) ونائبة الرئيس المنتخبة، في جمع فريق موهوب ومتنوّع للعمل في البيت الأبيض، لتنفيذ مشاريعهما التغييرية الطموحة، والسعي إلى جسر الانقسامات في بلدنا".
ترامب يواصل التشكيل في نزاهة الانتخابات
مسائية DW: البيت الأبيض: بين رفض ترامب التنازل وتهيئة بايدن لعهد جديد
ومجددا نشر ترامب تغريدة عبر حسابه على تويتر مساء الأربعاء/الخميس قال فيها "سنفوز"، مضيفا في تغريدة أخرى: "يتساءل الجميع لماذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة غير دقيقة عندما تعلق الأمر بي. لأنها مزيفة، تماما مثل الكثير من وسائط الإعلام التي عفا عليها الزمن".
ومضت حملة دونالد ترامب الأربعاء قدما في استراتيجية التقاضي الطويلة المدى، وتوجه فريق المرشح الجمهوري إلى محكمة اتحادية لمحاولة منع ولاية ميشيغان من التصديق على نتائج الانتخابات، فيما أمر سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرغر بإعادة فرز الأصوات بشكل كامل عن طريق اليد، حيث أشار إلى أن فارق الأصوات بين ترامب بايدن هو 14111 فقط. لكنّ هذه العملية لن تغيّر في النتيجة المعلنة للانتخابات الرئاسية من شيء، طالما ذهبت ولاية بنسلفانيا بعشرين صوت من المجمع الانتخابي إلى جو بايدن وبفارق يفوق 53 ألفا و244 صوت وفق أرقام شبكة "سي ان ان".
وإذا نجح الديموقراطيون في الفوز بهذين المقعدين، ينقسم عندها مجلس الشيوخ إلى 50 سناتوراً جمهورياً و50 سناتوراً ديموقراطياً، لكنّ نائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس التي يمنحها الدستور بحكم منصبها هذا صفة رئيسة مجلس الشيوخ يمكنها أن تحضر أي جلسة تريد وأن تصوّت فيها لترجّح كفّة حزبها.
ع.ج.م/و.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ