بايدن يعارض استهداف نفط إيران وترامب يؤيد استهداف النووي
٥ أكتوبر ٢٠٢٤
قال الرئيس الأميركي بايدن إن على إسرائيل ألا تستهدف المنشآت النفطية الإيرانية رداً على الهجوم الذي نفذته إيران قبل أيام. فيما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن على إسرائيل "ضرب" المنشآت النووية الإيرانية.
إعلان
حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية إيرانية رداً على هجوم صاروخي نفذته طهران ضد الدولة العبرية، مؤكداً أنه يعمل على حشد دول العالم لتفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وشدد بايدن الذي حضر الجمعة بشكل غير معلن إلى قاعة الإيجاز الصحافي في البيت الأبيض، على ضرورة ألا ينسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعم الأميركي لدى اتخاذه الخطوات المقبلة.
وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ نحو إسرائيل الثلاثاء، وتوعد نتنياهو إيران بدفع "ثمن باهظ" جراء هذا الهجوم.
وقال الرئيس الأميركي الذي تقترب ولايته من نهايتها "لو كنت مكانهم، كنت سأفكر ببدائل غير ضرب حقول النفط"، وذلك غداة حديثه عن إجراء "نقاشات" بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد منشآت عائدة للجمهورية الإسلامية. لكنه شدد على أن الإسرائيليين "لم يصلوا إلى خلاصة بعد بشأن ما سيقومون به" رداً على الهجوم الإيراني الثلاثاء.
وأشار بايدن إلى أنه لم يتواصل بعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني، لكنه أكد أن فريق كل منهما في "تواصل دائم".
ارتفاع في أسعار النفط
وكانت تصريحات بايدن الخميس قد أدت إلى ارتفاع في أسعار النفط. ويمكن لأي زيادة طويلة الأمد في سعر هذه المادة أن تنعكس سلباً على حظوظ نائبته كامالا هاريس التي تستعد لمواجهة الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
يأتي ذلك في وقت بالغ الحساسية مع اقتراب انتهاء ولاية بايدن وفي ظل توترات حادة في الشرق الأوسط وانتقادات لدبلوماسيته خصوصاً في ما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، وأخرى متعلقة بتعامله مع إعصار هيلين الذي ضرب جنوب شرق الولايات المتحدة هذا الأسبوع وأودى بمئات الأشخاص.
وشدد الرئيس الأميركي على أنه يبذل ما في وسعه للحؤول دون اتساع نطاق التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
الحرب بين إسرائيل وإيران.. هل أصبح أمن الطاقة العالمي في خطر؟
28:12
تأثير على الانتخابات الأمريكية؟
وقال بايدن: "أهم أمر يمكننا القيام به هو محاولة حشد بقية العالم وحلفائنا للمشاركة... في خفض" التوتر، مؤكدا على صعوبة ذلك في ظل وجود وكلاء لإيران "غير عقلانيين".
وأكّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الجمعة إنّ حلفاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة "لن يتراجعوا".
وتفادى بايدن الإجابة بشكل صريح على سؤال عما اذا كان نتنياهو يتجنب وقف التصعيد في محاولة منه للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وشدد الرئيس الأميركي على أن "أي إدارة (أميركية) لم تساعد إسرائيل أكثر مما ساعدتها... وأعتقد أن على بيبي (لقب نتنياهو) أن يتذكر ذلك". وتابع "أما في ما يتعلق بمحاولته التأثير على الانتخابات، لا أعرف، ولا أراهن على ذلك".
وفي حديثه في ولاية كارولاينا الشمالية، أشار المرشح الجمهوري للبيت الأبيض إلى سؤال طرح على الرئيس جو بايدن في منتصف الأسبوع حول إمكانية استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية. وقال ترامب "لقد طرحوا عليه هذا السؤال، وكان ينبغي أن تكون الإجابة +اضربوا النووي أولاً واهتموا بالباقي لاحقا+".
كان ترامب قد التزم حتى الآن الصمت بشأن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط واكتفى بإصدار بيان لاذع في بداية الأسبوع، محملاً بايدن ونائبته كامالا هاريس مسؤولية انفجار التوترات.
ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز، أ ف ب)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش