يعتقد كثير من مشجعي بروسيا دورتموند أن بطل الدوري الألماني وصاحب الأرقام القياسية في عدد الفوز بلقب بونيسليغا – بايرن ميونيخ، سعيد بالنتائج المخيبة التي وصل إليها فريق دورتموند. فهو يحتل المركز السادس عشر في ترتيب الدوري. ويرحل من ملعب إلى آخر حاملا معه خيبة الخسارات، لكن منطق الخبراء في كرة القدم الألمانية، وأبرزهم فرانز بيكنباور يشير إلى رأي آخر تماما.

الرئيس الفخري لنادي بايرن، الأسطورة بيكنباور، قال لموقع فوكوس الالكتروني، إنه ينظر بقلق إلى مستوى دورتموند. ورغم منافسة فريق دورتموند لبايرن خلال المواسم الماضية، وإزاحته الفريق البافاري من قمة الدوري مرات عدة، لكن فرانز بيكنباور يريد أن يرى دورتموند قويا. فدورتموند - حسب بيكنباور، ينتمي إلى فرق المقدمة، إن لم يكن الفريق الوحيد القادر على منافسة بايرن على قمة الدوري. ووجوده اليوم في ذيل الترتيب يثير استغراب بيكنباور فـ"صعوبة خروجهم من آخر ترتيب الدوري يصعب المشكلة عليهم أكثر"، يقول بيكنباور.

أحد أسباب تطور الكرة الألمانية

من يلاحظ التغيير رياضيا وفنيا وحتى على صعيد النتائج الأوروبية للأندية الألمانية خلال المواسم الماضية، يرى صعودا كبيرا، مقارنة مع بطولات كرة قدم أوروبية أخرى تراجعت، كالدوري الإيطالي مثلا. إذ انخفض مستوى هذا الدوري بسبب غياب المنافسة الحقيقية القوية بين أندية القمة الايطالية. بالإضافة إلى أسباب أخرى، منها مثلا الفساد في الدوري الايطالي.

لكن السبب الأبرز في ارتفاع مستوى الدوري الألماني، هو وجود منافسة قوية وندية بين بايرن وبين دروتموند، وعدم انفراد بايرن بقمة الدوري وحسمه البطولة مبكرا لصالحه، خلال المواسم الماضية - بعكس الموسم الحالي. وبين أندية أخرى تنافس على الوصافة دائما، مثل شالكه وليفركوزن، رغم غياب أندية كان لها دور كبير في الدوري، عن قمته، مثل شتوتغارت وهامبورغ وحتى الفريق العريق كايزرسلاوتن.

القيصر بيكنباور قال حول قوة أو ضعف دورتموند " أتمنى أن يستعيد دورتموند الـ 19 نقطة خلف بايرن، فالدوري الألماني بحاجة إلى دورتموند قوي". ظهور دورتموند بقوة خلال المواسم الماضية لم يصب في نفع الدوري فحسب، بل رفع ايضا من مستوى بايرن نفسه. ففي موسمي 2010/ 2011 و 2011/ 2012 فاز دورتموند بلقب الدوري مرتين. وشكل غياب بايرن عن التتويج صدمة له أيقظته ليعود مجددا إلى القمة في الموسمين الماضيين، واحتل فيهما دورتموند الوصافة.

المانشافت استفاد أيضا

المنافسة الشديدة بين الناديين خلال الأربعة مواسم الماضية انعكست أيضا على مستوى المنتخب الألماني لكرة القدم. والذي نجح في خطف لقب كأس العالم 2014 في البرازيل للمرة الرابعة في تاريخه. فأغلب لاعبي المانشافت هم من لاعبي بايرن ودورتموند. وهكذا فإن الكرة الألمانية سواء دوليا أو محليا تستفيد من بقاء دورتموند قويا.

آخر خساراته كانت أوروبية على ملعب ارسنال الإنجليزي بهدفين نظيفين. ومحليا يحل ضيفا على اينتراخت فرانكفورت - الثاني عشر، والذي استعاد نغمة الانتصارات في المرحلة الماضية بعد 4 هزائم متتالية. فهل يستيقظ دورتموند مرة أخرى من غفوته، كما تتمنى جماهيره، وجماهير بايرن، وحتى القيصر الألماني فرانز بيكنباور؟!