تهب رياح جديدة على فريق بايرن ميونيخ في وقت يستعد فيه لخوض غمار موسم جديد مع مدرب جديد. ولم يعد قدوم أنشيلوتي، الذي ينوي الاحتفاظ باسلوب سلفه، الحدث الأبرز داخل أروقة البافاري إذ إن عودة عرّاب النادي باتت وشيكة.
إعلان
في الأسبوع الأول من استلام كارلو أنشيلوتي مهام تدريب الفريق البافاري، خرج قائد الفريق فيليب لام عبر موقع القناة التلفزيونية الخاصة للنادي مشيدا بالمدرب الإيطالي الذي استلم مهامه خلفا للإسباني بيب غوارديولا. وباسم زملائه يقول لام أن "الانطباعات الأولى كانت إيجابية للغاية". وأضاف الظهير الأيمن لبايرن ميونيخ أن أنشيلوتي "مدرب صاحب خبرة كبيرة وفاز بالعديد من الألقاب".
وكان لام قد عقد اجتماعا مطولا مع أنشيلوتي، وعلى ضوئه تمّ الإعلان بأن اللاعب سيظل قائدا للفريق. وهذا ما أكده أنشيلوتي قائلا: "ليس لدي ما يدفعني للتغيير. أعتقد أنه قائد جيد للفريق ... ليس هناك الكثير من اللاعبين ممن يمتلكون إمكانيات القيادة. لام ومانويل نوير وأرتورو فيدال. أرتورو فيدال يحظى بشخصية قوية في الملعب. تشابي ألونسو أيضا. وكذلك توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي. ليست لدينا مشكلة في إيجاد قادة".
وسيخوض المدرب الإيطالي أولى تجاربه مع بايرن ميونيخ بعد غد السبت، عندما يواجه وديا فريق إس في ليبشتاد، في إطار استعدادات الفريق للموسم الجديد. على أن تكون أولى المواجهات الرسمية للمدرب الجديد في 14 آب/ أغسطس المقبل أمام بروسيا دورتموند في بطولة كأس السوبر الألمانية، وقبلهما سيلعب الفريق مباراة ودية ضد غوارديولا وفريقه الجديد مانشستر سيتي الانكليزي في العشرين من الشهر الحالي.
وأقرّ أنشلوتي لصحيفة بيلد الألمانية الشعبية واسعة الانتشار مطلع الأسبوع الجاري أنه كان بحاجة للحديث إلى سلفه مدرب فريق مانشستر سيتي الحالي بيب غوارديولا للحصول منه على بعض الإيضاحات. ويبدو أن أنشيلوتي سيسير على خطى غوارديولا ولن يحدث "ثورة" كما قال هو في المؤتمر الصحفي الذي عقده النادي لتقديم أنشلوتي رسميا . يومها أكد المدرب الإيطالي أن "العمل الذي قام به غوارديولا رائع وأريد بطبيعة الحال مواصلة الأسلوب الذي لعب به".
وأضاف أنشيلوتي باللغة الانكليزية بعد بضعة كلمات ترحيب بالألمانية: "أعلم جيّدا أن أسلوب لعب بايرن ميونيخ هجومي وأنا أحب اللعب الهجومي وسنحاول استخراج أفضل ما نملكه".
في ذات الوقت، يستعد أولي هونيس للعودة إلى منصب رئاسة النادي بعد أن أنهى عقوبة السجن في شباط/ فبراير الماضي بتهمة الاحتيال الضريبي حسبما أكدت مجلة "كيكر" الألمانية اليوم الخميس. ونقلت الصحيفة الرياضية الألمانية عن مصدر وصفته بالمقرب من هونيس أن الأخير "يحتاج إلى بايرن بقدر حاجته إلى تنفس الهواء".
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
11 صورة1 | 11
وأشارت المجلة إلى أن هونيس يمكنه استعادة رئاسة النادي، وهي وظيفة إشرافية، على أن تبقى الإدارة التنفيذية في يد كارل هاينتس رومينيغه، رئيس مجلس الإدارة الرجل القوي الفعلي في النادي. مع العلم أن قوة رومينيغه في بايرن زادت بكثير خلال فترة الغياب القسري للرئيس السابق في السجن.
وعاد هونيس للظهور لأول مرة في 13 آذار/ مارس في مونشنغلادباخ عندما شارك في احتفال على شرف المدرب السابق لبايرن يوب هاينكيس الذي قاد البافاري إلى الثلاثية عام 2013 (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا)، وهو أيضا من أقرب أصدقائه.
كذلك منصب المدير الرياضي في بايرن فهو شاغر بعد الرحيل المفاجئ للنجم الدولي السابق ماتياس زامر، الذي يعاني من اضطراب دماغي. وتطرح أسماء عديدة لخلافة ماتياس زامر من بينها فيليب لام ابن البايرن البار الذي قضى مسيرته الكروية كاملة مع النادي والآن تقترب من نهايتها.