بايرن ميونيخ حبيس "وهم" الفوز بالثلاثية في كل موسم
عباس الخشالي
٢١ أبريل ٢٠١٧
لم يجمع ريال مدريد اللقبين المحليين ولقب دوري الأبطال في تاريخه حتى الآن، لكن غريمه برشلونة حصدها مرتين. أما الفريق البافاري فجمع بين الدوري والكأس ودوري الأبطال مرة واحدة، ومازال حبيساً "لوهم" الثلاثية الذي قضّ مضجعه.
إعلان
الفوز بالثنائية المحلية ولقب دوري الأبطال الأوروبي هدف كل فريق أوروبي كبير. هدف ريال مدريد، وبرشلونة واتلتيكو في إسبانيا، هدف الفرق الإنجليزية مثل مانشستر سيتي وتشيلسي، وفي السابق مانشستر يونايتيد. وكان هدفا مشروعاً للأندية الإيطالية في زمن هيمنت فيه على الكرة الأوروبية. وفي ألمانيا، وكالعادة، قبل انطلاق الموسم الكروي، يخرج مسؤولو بايرن ميونيخ للتصريح بأن الهدف هو الفوز مرة أخرى بالثلاثية، بعد الفوز بها في موسم 2012/2013.
بالأرقام، الثلاثية حققها برشلونة مرتين، في موسم 2008/2009 تحت قيادة بيب غوارديولا، وتحت قيادة المدرب الحالي، الذي سيغادر الفريق بعد نهاية الموسم لويس إنريكي في موسم 2014/2015. أما ريال مدريد، فلم يجمع ألقاب الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال في موسم واحد في تأريخه.
ومن الفرق الانكليزية خطفها مانشستر يونايتيد الانكليزي في موسم 1998/1999 بقيادة المدرب الأسطورة السير أليكس فيرغسون. وفي إيطاليا كانت من نصيب إنترميلان بقيادة جوزيه مورينيو في موسم 2009/2010. وفي ألمانيا لم ينجح بالطبع سوى بايرن في تحقيق ثلاثية لقب الدوري والكأس ودوري الأبطال، بقيادة الألماني يوب هاينيكس في موسم 2012/2013. ومنذ ذلك الحين، مازال بايرن يحط صوب عينيه الفوز بالألقاب الثلاثة كل موسم، وهو حق مشروع لكل فريق، غير أن لتحقيق هذا المطلب ضريبةً أخرى.
أصبح الفوز بالثلاثية في موسم 2012/2013 مقياس النجاح للفريق البافاري في المواسم التالية، ثلاثة منها تحت قيادة الإسباني بيب غوارديولا، الذي لم ينجح بأي منها في تحقيق هدف بايرن المنشود بل لم يحقق الثنائية في أحد المواسم. ورابع المواسم هو الموسم الحالي تحت قيادة المدرب الإيطالي الخبير بدوري الأبطال وأكثر المدربين الأوروبيين فوزا بالتشمابيونزليغ، كارلو انشيلوتي، الذي سيكتفي في الموسم الحالي ربما بالدوري المحلي والكأس المحلية. فبايرن سيلتقي غريمه المحلي درتموند يوم الأربعاء القادم في نصف نهائي الكأس. وإذا كان بايرن قد ضمن حمل درع الدوري نظريا، بعد انفراده بتصدر الدوري أمام أقرب منافسيه فريق لايبزيغ بثمان نقاط، فإن لقب الكأس مازال غير محسوم حتى الآن.
توماس مولر مهاجم بايرن قال في لقاء مع صحيفة "كيكر" الرياضية إن "الهدف الآن هو الثنائية، غير أنه من الصعب إيجاد الحماس الكافي للفوز بها." بكل تأكيد بعد الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد. وتصريح مولر يوضح أهمية لقب دوري الأبطال بالنسبة للفريق البافاري ولاعبيه، الذي يبدو وكأنه يلعب في "ليغا مختلفة" عن باقي الأندية الألمانية. المراقوبن ينظرون لهذا الهدف بعين الشك كل مرة، وتأسِفَ موقع "فوكوس" الألماني لأن يصبح بايرن حبيس وهم الثلاثية، حتى أصبحت الألقاب المحلية بلا طعم بالنسبة له.
اللعب في ثلاث بطولات في الوقت نفسه ليس مهمة سهلة لأي فريق أوروبي حتى إن كان كبيرا مثل بايرن، فطاقة اللاعبين لها حدود والتركيز على الفوز بكل مباراة أمر يستنفذ طاقاتهم. وعلى لاعبي بايرن أن ينسوا خيبة الأمل بعد مباراة ريال مدريد ، التي كتبت سيناريو نهايتها الأخطاء التحكيمية، والخروج من "وهم" الخسارة، فهناك الكثير مما يمكن جنيه هذا الموسم.
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م