بايرن.. مرحلة انتقالية حاسمة في انتظار بطل البوندسليغا
٨ مايو ٢٠٢١
نجح فريق بايرن ميونخ في إحراز لقب الدوري الألماني للمرة التاسعة على التوالي. ورغم هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق إلا أن الفريق البافاري يمر بمرحلة انتقالية حساسة تفرض ترتيب العديد من الأوراق.
حقق بايرن ميونيخ رغبته في التعاقد مع المدرب ناغلسمان (33 عاما) الذي يتمتع بسمعة رائعة ليس فقط على الصعيد الألماني بل الأوروبي أيضا. المدير الفني الشاب قد ينجح في كتابة فصل نجاح جديد مع الفريق البافاري، لكن طريقه لن تكون مفروشة بالورود.
وبخلاف سلفه هانزي فليك الذي كان يبدو "خجولا ومتحفظا" خلال لقاءاته مع وسائل الإعلام، يبدو أن ناغلسمان يستمتع بأضواء الإعلام المسلطة عليه، حيث غالبا ما يبدو منتشياً بالاهتمام الإعلامي الذي يحظى به، وهو ما يظهر من خلال مزاحه مع الصحفيين وكذلك تصريحاته الخارجة عن المألوف والتي غالبا ما تحظى بتجاوب كبير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
حضور ناغلسمان القوي يجعل منه في بعض الأحيان "نجم الفريق الحقيقي"، وهو ما قد يكون له آثار عكسية في فريق يعج بالنجوم ومثقل بالألقاب مثل بايرن ميونيخ. فهناك من يتوقع بعض المشاحنات بين بعض لاعبي بايرن ميونيخ المخضرمين ومدربهم الجديد الذي يتميز بثقة وافرة في النفس يعتقد البعض أنها غرور، كما يقول ناغلسمان نفسه في أحد حواراته مع موقع "بوندسليغا. كوم" العام الماضي.
ويعرف ناغلسمان أن عليه التأقلم مع محيطه الجديد. فإذا نجح في ذلك، فسيكون على موعد مع مرحلة نجاح مهني جديدة، أما إذا دخل في معركة لتكسير العظام مع نجوم البافاري، فإن مهمته في ميونيخ قد تنتهي قبل أن تبدأ.
كان لاعبو فريق بايرن ميونيخ يودون مواصلة العمل مع هانزي فليك. وبالنسبة للجماهير البافارية، فإن المدير الرياضي حسن صالح حميديتش هو من يتحمل مسؤولية رحيل فليك. فهل يرى اللاعبون الأمر من نفس الزاوية؟ وهل ما زال حسن صالح حميديتش يحظى باحترام الفريق؟
يحظى صالح حميديتش بدعم الرئيس الفخري للنادي أولي هونيس، بالإضافة إلى ثقة الرئيس الفعلي هيربيرت هاينر ورئيس مجلس الإدارة أوليفر كان. رغم ذلك ستكون كل الأضواء مسلطة على صالح حميديتش خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهو يعرف تمام المعرفة أنه يجب عليه الحرص على عدم فقدانه لسلطته إن لم يكن ذلك قد حدث بالفعل.
ويرى رئيس نادي بايرن ميونيخ هيربيرت هاينر أن صالح حميديتش هو "الرجل المناسب لبناء المستقبل الرياضي لنادي بايرن ميونيخ". لكن طريقة تدبير "اختلافه مع المدرب هانزي فليك" في الأسابيع القليلة الماضية لم تكن موفقة، بل كان هو من جعل هذا الاختلاف يتفاقم. مما جعل مساعد المدرب ميروسلاف كلوزه يخرج عن صمته المعهود ويقول: "ما يشغل تفكيري هنا هو الطريقة التي يتم التواصل بها". وتابع كلوزه "يجب الحفاظ على الاحترام حتى ولو اختلفت المواقف والآراء".
رحيل آلابا وخلافة أوليفر كان لرومينيغه
جل اللاعبين الذين تعاقد معهم حسن صالح حميديتش لم يقدموا الإضافة المرجوة للفريق ولا يتم إشراكهم ضمن التشكيلة الأساسية للفريق إلا ناذرا. وسيجد المدير الرياضي للنادي البافاري نفسه أمام امتحان جديد عند مغادرة ديفيد آلابا لصفوف الفريق مع نهاية الموسم منتقلا إلى صفوف ريال مدريد. وسيترك رحيل آلابا ذو الـ 28 ربيعا فجوة كبيرة سواء على المستوى الرياضي أو الإنساني بعدما قضى سنوات طويلة يدافع عن ألوان بايرن ميونيخ منذ إقحامه من طرف المدرب الهولندي لويس فان خال وعمره لا يتجاوز الـ 17 عاما.
رحيل آخر سيكون على مستوى رئاسة مجلس إدارة النادي، حيث سيتقاعد كارل هاينز رومينيغه ليترك مكانه لابن النادي أوليفر كان. ومع ذهاب رومينيغه لن يتغير أي شيء في توجهات وتطلعات النادي الأساسية، حيث سيظل الهدف هو التوفر على أفضل اللاعبين في الدوري الألماني وضرورة إحراز لقب الدوري والكأس أيضا، بالإضافة إلى المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا.
وستظهر الأيام القادمة مدى ثقة الجيل القديم في الأجيال القادمة التي تسلمت دفة القيادة. فرومينيغه وهونيس طبعا مسيرة بايرن ميونيخ بوضعه على سكة النجاحات ليصبح على مدار عقود المهيمن الأول محليا ورقما صعبا ووزنا ثقيلا أوروبيا. فهل سينجح هونيس ورفيق دربه رومينيغه في لعب دور المراقب الصامت؟ أم أنهما سيدلوان بدلوهما أو حتى سيتدخلان في حال لم تسر الأمور كما ينبغي في القلعة البافارية؟
وفي ظل كل هذه المتغيرات، تأمل بقية أندية الدوري الألماني إلى تعرض السفينة البافارية إلى مزيد من الاضطرابات، وهو فقط ما قد يمنع ذهاب لقب الدوري الألماني في الموسم القادم للمرة العاشرة على التوالي إلى مدينة ميونيخ.
أندرياس شتين تسيمونس/ع.ش
من الرئيس إلى المشجع في حيّ عشوائي – أبطال ظاهرة "ميا سان ميا"
نادي بايرن ميونخ ليس نادياً ألمانياً فحسب، بل صاحب شعبية عالمية واسعة أيضا. والجماهير في قارات المعمورة، تحب بايرن كلٌّ على طريقته الخاصة. DW أنتجت فيلما وثائقيا خاصا عن النادي البافاري.
صورة من: DW
أولي هونيس (ميونخ) – رئيس نادي بايرن ميونخ
"لطالما كنت أرى أنّ بالإمكان الارتقاء ببايرن ميونخ من نادٍ متواضع إلى علامة عالمية". من هذا المنطلق يعمل بصفته مديراً لأعمال النادي، وهو أيضاً بمثابة أخ ومُرشد بالنسبة للاعبين. لكنه سُجن في مارس/آذار 2014 لمدة 11 شهراً بسبب التهرب الضريبي. أولي هونيس ودّع يومها الجميع بالكلمات التالية: "لم يكن هذا كل شيء". يعرض فيلم "ميا سان ميا"على شاشة DW عربية يومي 16 و23 اكتوبر الجاري.
صورة من: DW
كمال أبو ليل (الناصرة، إسرائيل) – مشجع بايرن
"بغض النظر إن كنت فلسطينياً أم يهودياً، عندما يسجل بايرن هدفاً، فتعانق تلقائياً كل شخص". هذا ما يقوله كمال الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل. وهو مشجع لنادي بايرن منذ سبعينات القرن الماضي. "كنت في سن العاشرة آنذاك، وكان لدينا تلفزيون بالأبيض والأسود. وغالباً ما كانت المباريات تُنقل مباشرة: رومينيغه وبيكنباور وبرايتنر، كانوا آنذاك نجوماً مشهورين. وقد عشقت طريقة لعبهم بسرعة".
صورة من: DW
فيليب لام (ميونخ) – من ناشئي البايرن
"مخلص للنادي ومتحدث بارع ولاعب ناجح: فيليب لام خير مثال على عمل قسم الناشئين في البايرن. إبن الثالثة والثلاثين عاماً لعب قرابة عقدين من الزمن في ميونخ، ولكنه الآن لاعب كرة قدم متقاعد. وعلى الرغم من ذلك مازال يبدو وكأنه لاعب ناشئ. "لقد كنت أصغر حجماً من الآخرين، وهذا منحني جرعة من الطموح لكي أثبت نفسي بين حيتان الفريق البافاري العملاق".
كاناتا هو تلميذ نموذجي في مدرسة بايرن تسونايشي، أكاديمية كرة القدم في إقليم فوكوشيما الياباني. الياباني ابن الـ 14 ربيعاً يلعب بمهارة كبيرة، لدرجة أن نادي بايرن ميونخ أرسل مدرب شباب لتقييم أدائه. حضرنا هذا اللقاء في مباراة ضمن دوري الشباب، وقيّمنا كاناتا ذا البنية الجسدية الصغيرة.
صورة من: DW
صاموئيل "سامي" أوساي كوفور (أكرا، غانا) – لاعب سابق
من غانا، مروراً بإيطاليا، ليصل إلى ميونخ في سن السابعة عشرة. أولي هونيس أصبح بمثابة الأب البديل لـ"سامي الصغير" الذي كان دوماً سنداً له في مراحل حياته العصيبة، وخاصة بعد حالة الوفاة المأساوية لابنته. إذ وقف هونيس إلى جانبه بشكل مؤثر، وبالتالي تجلت ظاهرة "ميا سان ميا" بالنسبة للغاني بأجمل صورها.
صورة من: DW
كاميلا بوربوريما (ريو دي جانيرو/ البرازيل) – مشجعة بايرن
ثمة برازيليين يعتبرون كاميلا مجنونة أحياناً. فعلى الرغم من كثرة الأندية في وطنها الأم، إلا أن ابنة الرابعة والعشرين عاماً اختارت نادي بايرن ميونخ بالتحديد. وهذا يعود أيضاً للاعب معين لم يفارق مخيلتها منذ نهائي بطولة العالم عام 2002: "أوليفر كان هو رجل أحلامي، فليس هناك إنسان على سطح هذا الكوكب أروع منه. أحبه أكثر من أي شيء".
صورة من: DW
أوليفر كان (ميونخ) – حارس مرمى أسطورة
يعتبره البعض "التيتانيوم"، بينما يعتبره البعض الآخر "لا بيستيا نيغرا"، أي "الوحش الأسود"، وهناك آخرون يعرفونه كـ غودزيلا الذي ينفث ناراً. ولكن الجميع مجمعون على شيء واحد: علاقة أوليفر كان ببايرن ميونخ وثيقة بشكل فريد من نوعه. "تشربت جميع قيم النادي، لأن النجاح غير ممكن إطلاقاً إلا من خلال التقمص التام لكل ما يفعله المرء". هذا ما يقوله حارس المرمى السابق.
صورة من: DW
فرانتس "بوله" روت (باد فوريسهوفن) – بافاري أصيل
في نهائي كأس أوروبا للأندية 1967 سجل الهدف الحاسم في مرمى غلاسكو رينجرز في الوقت الإضافي. وبذا استهل مسيرة نجاحات بايرن ميونخ. "تصدى لي حارس المرمى وأوقعني على الأرض بقوة، ولكن الكرة تجاوزت العارضة ودخلت المرمى. يا للروعة! وضعت الكأس على حافة السرير وبقيت أتأمله طيلة الليل...".
صورة من: DW
جيوفاني إلبر (ماتو غروسو/ البرازيل) – لاعب سابق
جيوفاني إيلبر يعيش نمطين من الحياة. ففي البرازيل، بالقرب من الحدود البوليفية، يمتلك مزرعة تضم 5000 بقرة. ولكن عندما يحتاجه نادي بايرن ميونخ، فلا يتردد في تلبية نداء ناديه المفضل. وبصفته سفيراً لبايرن ميونخ، يسافر جيوفاني حول العالم. وفي فيلم ظاهرة "ميا سان ميا" يستذكر أيامه عندما كان في أوج عطائه كلاعب مع بايرن.
صورة من: DW
رفائيل نوبوا ريفيرا (نيويورك/ الولايات المتحدة) – مشجع بايرن
وُلد رفائيل في بورتو ريكو، وهو يقيم في نيويورك، حيث يعمل في شركة برمجيات. منذ 20 عاماً وهو مشجع أصيل للنادي البافاري، ولكن له وجهة نظره الخاصة في هذا الأمر: "أحب طريقة اللعب التي تشبه الفن أحياناً. ولكن أحياناً أبالغ في عشقي للنادي، لذا أحاول ترك بعض المسافة، فأنا لا أريد أن أدمن على شيء لا أستطيع التحكم به".
صورة من: DW
أندي براسل (لندن/ إنجلترا) – صحافي رياضي
يكتب أندي في الغارديان وهو خبير في "توك سبورت"، وهي إذاعة رياضية واسعة الانتشار عالمياً. لرأيه وزنٌ في عالم كرة القدم، كما أن لقاءات الأندية الإنجليزية والألمانية هي من المواضيع التي تقع في صميم عمله. "لاعبو بايرن كبار وناجحون لدرجة أن كثيرين هنا في إنجلترا يعتبرون أن بايرن هو كرة القدم الألمانية".
الصحافي الرياضي البالغ من العمر 38 عاماً من موقع "إلموندو" يعشق كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وكمسابقة رياضية أيضاً. "في مدريد يمكنني أن أقرر فيما إذا كانت المدينة ستنعم بنوم هادئ أم ستنام معكرة المزاج". ذروة الموسم بالنسبة له لا تتمثل بالكلاسيكو، بل بمواجهة ريال مدريد لـ "لا بيستيا نيغرا" البافاري، أي "الوحش الأسود".