بايرن ميونيخ.. هيمنة لا تُقهر محلياً وطموح أوروبي متجدد
٥ نوفمبر ٢٠٢٥
يواصل بايرن ميونيخ ترسيخ هيمنته على كرة القدم الألمانية بثبات واقتدار، محافظا على مكانته كقوة لا تُقهر محليا وطامحا لاعتلاء عرش أوروبا من جديد، في مسيرة تجمع بين التفوق المالي والاستقرار الإداري والروح التنافسية الدائمة.
يواصل بايرن ميونيخ هيمنته محليا بطموح أوروبي متجدد، جامعا بين القوة المالية والاستقرار الإداري والرغبة في المجد.صورة من: Bahho Kara/Kirchner-Media/IMAGO
إعلان
قبل الحديث عن مسابقة دوري الأبطال نكاد نجزم بأن بايرن ميونيخ فريق لا يقهر محليا، فرغم تعدد محاولات خصومه إلا أن سيناريو نهاية كل موسم يكون غالبا هو ذاته. إذ يُختتم بتتويج بايرن بطلا للدوري أو الكأس أو الاثنان معا. والحصيلة هنا هي 34 لقب دوري و20 كأس ألمانيا.
هذه السيطرة تعود بالأساس إلى تفوق في الموارد المالية لبايرن ميونيخ مقارنة بباقي الفرق التي تنافس في ألمانيا.
واختتم بايرن ميونخ السنة المالية 2024/25 بإجمالي إيرادات بلغت 978.3 مليون يورو، أي بزيادة قدرها 2.8٪ مقارنة بالعام السابق، حسب ما ورد في اجتماع الجمعية العمومية للنادي البافاري بداية شهر نوفمبر الحالي.
يقول المال كلمته في عالم كرة القدم، ولكن الاستقرار الإداري داخل بايرن ميونيخساهم بنسبة كبيرة في نجاح الفريق كرويا. ولطالما كان بايرن محاطا بدرع بشري مكون من أسماء لهم تاريخ داخل الفريق يساهمون في وضع استراتيجيات ذكية ومتماسكةو. لعل أبرزهم فرانس بيكمباور ومن بعده اولي هونيس وصولا الى هاينر الذي أعيد انتخابه بالتزكية لمدة ثلاث سنوات إضافية.
ثلاثية تاريخية
بالعودة إلى أمجدالكؤوس الأوروبية، لا تبدو لياليها غريبة عن بايرن ميونيخ، بل أن البافاري يستمتع بعودتها وله فيها صولات وجولات وتتويجات تسكن ذاكرة مشجعيه ولا تغادرها.
خلال سبعينات القرن الماضي، عرف البايرن فترته الذهبية على الصعيد الأوروبي، إذ لا يمكن نسيان أن الفريق الألماني توج في تلك الحقبة في ثلاث مناسبات بلقب دوري أبطال أوروبا، ولا يمكن للذاكرة أن تهرب من صور النهائي الأول في تاريخ بايرن عام 1974 والتي أمطر فيها شباك اتلتيكو مدريد برباعية نظيفة، وفاز باللقب الذي احتفظ به بعد ذلك لنسختين متتاليتين بذلك الجيل الذي سيبقى محفورا في الوجدان لا يمحوه الزمن بقيادة مولر وبيكنباور وسيب ماير.
إعلان
حاضر رغم الغياب
غياب بايرن ميونيخ عن منصة التتويج في المسابقة الأوروبية دام 17 عاما، عاد بعدها الفريق ليتوج بثلاثة ألقاب جديدة في أعوام 2001 و2013 و2020، ليصبح في خزينته 6 كؤوس كاملة لذات الأذنين، ويقترب من صاحب المركز الثاني في عدد التتويجات بالدوري الأوروبي ميلان الإيطالي بسبعة القاب بعيدا عن صاحب الرقم القياسي ريال مدريد ب 15 لقبا.
المتأمل في رصيد الفريق لن يتردد في وصفه بالشحيح مقارنة بالاسم الكبير الذي صنعه الفريق البافاري على مدى سنوات من المنافسة القارية، ولكن خلف ذلك نجد كما هائلا من الأرقام القياسية التي حققها، ولعل أبرزها حينما أصبح الفريق الأول والوحيد الذي حقق علامة الفوز الكاملة بفوزه بـ 11 مباراة كاملة من أصل 11 وتوج باللقب في موسم 2019-2020.
نحوالسابعة
بعد الاقصاء من المسابقة في الموسم الماضي، ومن الدور ربع النهائي على يد وصيف النسخة ذاتها انتر الإيطالي والذي اعتبرته الجماهير البافارية عثرة مخيبة للآمال. فوز بايرن علىباريس سان جيرمان مساء الثلاثاء كان بمثابة رسالة واضحة الى منافسيه مفادها أن هدفه هذا العام هو التتويج باللقب الأوروبي. ويضع المحيطون بالفريق الضغط هذا العام على المدرب فانسون كومباني.
الفني البلجيكي يواجه تحديا كبيرا بحتمية استعادة اللقب الضائع منذ عام 2020 .وهو مطلب ليس بالأمر الصعب تحقيقه، بحسب متابعين، خاصة وأن كل الضروف مواتية لتحقيق ذلك. خاصة اذا اشرنا إلى استراتيجية الفريق الناجحة منذ بداية هذا الموسم، اذ استطاع الفريق الحفاظ على أعمدته وتدعيم تشكيلته الأساسية بتعاقدات ذي جودة عالية، وسياسية تثمين مكانة المواهب الشابة.
الكاتب: أنور فطناسي
تحرير: يوسف بوفيجلين
من الرئيس إلى المشجع في حيّ عشوائي – أبطال ظاهرة "ميا سان ميا"
نادي بايرن ميونخ ليس نادياً ألمانياً فحسب، بل صاحب شعبية عالمية واسعة أيضا. والجماهير في قارات المعمورة، تحب بايرن كلٌّ على طريقته الخاصة. DW أنتجت فيلما وثائقيا خاصا عن النادي البافاري.
صورة من: DW
أولي هونيس (ميونخ) – رئيس نادي بايرن ميونخ
"لطالما كنت أرى أنّ بالإمكان الارتقاء ببايرن ميونخ من نادٍ متواضع إلى علامة عالمية". من هذا المنطلق يعمل بصفته مديراً لأعمال النادي، وهو أيضاً بمثابة أخ ومُرشد بالنسبة للاعبين. لكنه سُجن في مارس/آذار 2014 لمدة 11 شهراً بسبب التهرب الضريبي. أولي هونيس ودّع يومها الجميع بالكلمات التالية: "لم يكن هذا كل شيء". يعرض فيلم "ميا سان ميا"على شاشة DW عربية يومي 16 و23 اكتوبر الجاري.
صورة من: DW
كمال أبو ليل (الناصرة، إسرائيل) – مشجع بايرن
"بغض النظر إن كنت فلسطينياً أم يهودياً، عندما يسجل بايرن هدفاً، فتعانق تلقائياً كل شخص". هذا ما يقوله كمال الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل. وهو مشجع لنادي بايرن منذ سبعينات القرن الماضي. "كنت في سن العاشرة آنذاك، وكان لدينا تلفزيون بالأبيض والأسود. وغالباً ما كانت المباريات تُنقل مباشرة: رومينيغه وبيكنباور وبرايتنر، كانوا آنذاك نجوماً مشهورين. وقد عشقت طريقة لعبهم بسرعة".
صورة من: DW
فيليب لام (ميونخ) – من ناشئي البايرن
"مخلص للنادي ومتحدث بارع ولاعب ناجح: فيليب لام خير مثال على عمل قسم الناشئين في البايرن. إبن الثالثة والثلاثين عاماً لعب قرابة عقدين من الزمن في ميونخ، ولكنه الآن لاعب كرة قدم متقاعد. وعلى الرغم من ذلك مازال يبدو وكأنه لاعب ناشئ. "لقد كنت أصغر حجماً من الآخرين، وهذا منحني جرعة من الطموح لكي أثبت نفسي بين حيتان الفريق البافاري العملاق".
كاناتا هو تلميذ نموذجي في مدرسة بايرن تسونايشي، أكاديمية كرة القدم في إقليم فوكوشيما الياباني. الياباني ابن الـ 14 ربيعاً يلعب بمهارة كبيرة، لدرجة أن نادي بايرن ميونخ أرسل مدرب شباب لتقييم أدائه. حضرنا هذا اللقاء في مباراة ضمن دوري الشباب، وقيّمنا كاناتا ذا البنية الجسدية الصغيرة.
صورة من: DW
صاموئيل "سامي" أوساي كوفور (أكرا، غانا) – لاعب سابق
من غانا، مروراً بإيطاليا، ليصل إلى ميونخ في سن السابعة عشرة. أولي هونيس أصبح بمثابة الأب البديل لـ"سامي الصغير" الذي كان دوماً سنداً له في مراحل حياته العصيبة، وخاصة بعد حالة الوفاة المأساوية لابنته. إذ وقف هونيس إلى جانبه بشكل مؤثر، وبالتالي تجلت ظاهرة "ميا سان ميا" بالنسبة للغاني بأجمل صورها.
صورة من: DW
كاميلا بوربوريما (ريو دي جانيرو/ البرازيل) – مشجعة بايرن
ثمة برازيليين يعتبرون كاميلا مجنونة أحياناً. فعلى الرغم من كثرة الأندية في وطنها الأم، إلا أن ابنة الرابعة والعشرين عاماً اختارت نادي بايرن ميونخ بالتحديد. وهذا يعود أيضاً للاعب معين لم يفارق مخيلتها منذ نهائي بطولة العالم عام 2002: "أوليفر كان هو رجل أحلامي، فليس هناك إنسان على سطح هذا الكوكب أروع منه. أحبه أكثر من أي شيء".
صورة من: DW
أوليفر كان (ميونخ) – حارس مرمى أسطورة
يعتبره البعض "التيتانيوم"، بينما يعتبره البعض الآخر "لا بيستيا نيغرا"، أي "الوحش الأسود"، وهناك آخرون يعرفونه كـ غودزيلا الذي ينفث ناراً. ولكن الجميع مجمعون على شيء واحد: علاقة أوليفر كان ببايرن ميونخ وثيقة بشكل فريد من نوعه. "تشربت جميع قيم النادي، لأن النجاح غير ممكن إطلاقاً إلا من خلال التقمص التام لكل ما يفعله المرء". هذا ما يقوله حارس المرمى السابق.
صورة من: DW
فرانتس "بوله" روت (باد فوريسهوفن) – بافاري أصيل
في نهائي كأس أوروبا للأندية 1967 سجل الهدف الحاسم في مرمى غلاسكو رينجرز في الوقت الإضافي. وبذا استهل مسيرة نجاحات بايرن ميونخ. "تصدى لي حارس المرمى وأوقعني على الأرض بقوة، ولكن الكرة تجاوزت العارضة ودخلت المرمى. يا للروعة! وضعت الكأس على حافة السرير وبقيت أتأمله طيلة الليل...".
صورة من: DW
جيوفاني إلبر (ماتو غروسو/ البرازيل) – لاعب سابق
جيوفاني إيلبر يعيش نمطين من الحياة. ففي البرازيل، بالقرب من الحدود البوليفية، يمتلك مزرعة تضم 5000 بقرة. ولكن عندما يحتاجه نادي بايرن ميونخ، فلا يتردد في تلبية نداء ناديه المفضل. وبصفته سفيراً لبايرن ميونخ، يسافر جيوفاني حول العالم. وفي فيلم ظاهرة "ميا سان ميا" يستذكر أيامه عندما كان في أوج عطائه كلاعب مع بايرن.
صورة من: DW
رفائيل نوبوا ريفيرا (نيويورك/ الولايات المتحدة) – مشجع بايرن
وُلد رفائيل في بورتو ريكو، وهو يقيم في نيويورك، حيث يعمل في شركة برمجيات. منذ 20 عاماً وهو مشجع أصيل للنادي البافاري، ولكن له وجهة نظره الخاصة في هذا الأمر: "أحب طريقة اللعب التي تشبه الفن أحياناً. ولكن أحياناً أبالغ في عشقي للنادي، لذا أحاول ترك بعض المسافة، فأنا لا أريد أن أدمن على شيء لا أستطيع التحكم به".
صورة من: DW
أندي براسل (لندن/ إنجلترا) – صحافي رياضي
يكتب أندي في الغارديان وهو خبير في "توك سبورت"، وهي إذاعة رياضية واسعة الانتشار عالمياً. لرأيه وزنٌ في عالم كرة القدم، كما أن لقاءات الأندية الإنجليزية والألمانية هي من المواضيع التي تقع في صميم عمله. "لاعبو بايرن كبار وناجحون لدرجة أن كثيرين هنا في إنجلترا يعتبرون أن بايرن هو كرة القدم الألمانية".
الصحافي الرياضي البالغ من العمر 38 عاماً من موقع "إلموندو" يعشق كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وكمسابقة رياضية أيضاً. "في مدريد يمكنني أن أقرر فيما إذا كانت المدينة ستنعم بنوم هادئ أم ستنام معكرة المزاج". ذروة الموسم بالنسبة له لا تتمثل بالكلاسيكو، بل بمواجهة ريال مدريد لـ "لا بيستيا نيغرا" البافاري، أي "الوحش الأسود".