على الرغم من أن الفريق البافاري لم يبلُغ مستواه المعهود، إلا أنه استطاع الظفر بكأس ألمانيا إثر فوزه على فريق الدرجة الأولى أينتراخت فرانكفورت بهدف يتيم حمل توقيع البيروفي الدولي كلاوديو بيتسارو في الدقيقة الـ 59 من الشوط الثاني. بفوزه الـ 13 بكأس ألمانيا أضاف صاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس ألمانيا وبلقب الدوري الألماني، أضاف كأساً آخر إلى خزائنه المليئة بالكؤوس والدروع. يعود الفضل في هذا الفوز الصعب بالدرجة الأولى إلى المهاجم البيروفي المتألق كلاوديو بيتسارو الذي مهّد بهدفه الذهبي الطريق أمام فريقه البافاري للفوز بالثنائية للمرة الثانية في تاريخه، لا سيما أن بايرن ميونيخ يتصدر الدوري الألماني بفارق 5 نقاط عن أقرب ملاحقيه فريق هامبورغ. هذا يعني أن البافاريين يستطيعون حسم الدوري لصالحهم في المباراة القادمة التي تجمعهم يوم الأربعاء القادم مع فريق شتوتغارت ضمن منافسات الأسبوع الـ 32 للدوري الألماني، أي قبل انتهاء الموسم الحالي 2005/2006 بمرحلتين، وذلك شريطة أن لا يفوز ملاحقهم الأول فريق هامبورغ في المباراة التي ستجمعه مع فريق كولونيا ضمن منافسات المرحلة ذاتها.

وإذا ما حقق الفريق البافاري الثنائية، فسيكون أول فريق ألماني يحتفظ بلقبي الكأس والدوري. أما أينتراخت فرانكفورت من ولاية هيسين الألمانية الذي تأهل ببلوغه نهائي كأس ألمانيا إلى كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للمرة الأولى منذ الموسم 1993/1994، فعليه مواصلة الصراع من أجل البقاء في دوري الدرجة الثانية.

أداء متكافئ

جاء الشوط الأول من المباراة التي اجتذبت نحةو 75 ألف مشجع إلى أرض الملعب من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني هورست كولر ومدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يورغين كلينسمان، جاء شوطها الأول متكافئاً مع أفضلية نسبية لفريق أينتراخت فرانكفورت الذي دخل أرض الملعب واضعاً نُصب عينيه تقديم أداء قوي لمجاراة العملاق بايرن ميونيخ. وبالفعل فاجأ فريق الأينتراخت الذي أحرز كأس ألمانيا أربع مرات في تاريخه، فاجأ الجميع بأداء جريء وقوي وهجومي مستفيداً بذلك من الأخطاء الكثيرة نوعاً ما التي ارتكبه الفريق البافاري المرشح للفوز بالكاس، لا سيما في الكرات الطويلة التي لم يُحسن أي من المهاجمين روي ماكاي وكلاوديو بيتسارو في استغلالها. خلافاً لذلك قدّم لاعبو فرانكفورت عرضاً قوياً، لا سيما الظهير الأيمن شتيفان ليكسا وزميله باتريك أوكس اللذين شكّلا خطورة كبيرة على الدفاع البافاري وحارس المرمى أوليفر كان.

اليوناني الدولي أماناتيديس يُهدر فُرصة محققة لفرانكفورت

سجّل فريق الأينتراخت الذي يحتل المركز الـ 13 في الدوري الألماني بداية أفضل وكاد أن يتقدم على متصدر الدوري بايرن ميونيخ، لكن مهاجمه اليوناني الدولي أماناتيديس فشل في استغلال فُرصة محققة لهز شباك المرمى البافاري الذي يحرسه العملاق أوليفر كان. إذ سدد اليوناني كرة قوية من مسافة 16 متراً مرت من جانب القائم البافاري. أما الفُرصة الأولى في المباراة فكانت حقيقة على الجانب البافاري، إذ سدد الهولندي الدولي روي ماكاي في الدقيقة الـ 3 كرة قوية مرت بجانب مرمى الأينتراخت. وهكذا فشل أي من الفريقين في هز شباك الآخر لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

بايرن ميونيخ الأفضل في الشوط الثاني

وبعد الاستراحة عاد الفريق البافاري بقوة إلى أرض الملعب سعياً منه لتسجيل هدف مبكر يُمهد له الطريق للخروج منتصراً من المباراة والاحتفاظ باللقب. وبالفعل كثّف لاعبو بايرن ميونيخ ضغطهم على خط دفاع فرانكفورت وحارس المرمى نيكولوف الذي نجح في الدقيقة 46 في التصدي لكرة رأسية نفذها صانع ألعاب الفريق البافاري ميشائيل بالاك. وبعد دقيقتين على ذلك سدد الهولندي الدولي روي ماكاي بطريقة فنية كرة قوية أبعدها نيكولوف عن مرماه قبل أن ترتطم بالعارضة. وواصل البافاريون ضغطهم على دفاع الأينتراخت دون هوداة لينجح البيروفي الدولي كلاوديو بيتسارو في إحراز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ 59 بعد تلقيه الكرة من ركلة زاوية نفذها البرازيلي الدولي تسي روبرتو.

مدرب فرانكفورت فونكيل يحصل على البطاقة الحمراء

بعد تقدّم بايرن ميونيخ بهدف بيتساور رمى لاعبو فرانكفورت بكل ثقلهم إلى الأمام وبدأوا بتكثيف هجومهم على المرمى البافاري سعياً منهم لإدراك التعادل. وفي الدقيقة 66 ارتكب المدافع الفرنسي الجبار زانيول خطأ ضد مهاجم فرانكفورت بنيامين كولر بالقرب من منطقة الجزاء، لكن صافرة الحكم بقيت صامتة، مما أثار غضب مدرب فرانكفورت فريدهيلم فونكيل الذي أفرط في انتقاد الحكم. وعلى ضوء ذلك أمر الحكم بطرد فونكيل وإبعاده عن حافة الملعب. وهكذا تابع مدرب الأينتراخت الدقائق الـ 25 المتبقية من المباراة من المدرجات.

أوليفر كان يتألق ويضمن الفوز لفريقه

ومع مرور الوقت بدأت فُرص فرانكفورت في إدراك التعادل تتلاشى شيئاً فشيئاً، لا سيما أن لاعبي الفريق البافاري يتمتعون بخبرات واسعة تكفي للحفاظ على تقدمهم. غير أن فريق الأينتراخت الذي فاز بكأس ألمانيا للمرة الأخيرة عام 1988 واصل مساعيه لهز الشباك البافارية، لكن دون جدوى. وقبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق أنقذ الحارس البافاري أوليفر كان مرماه من هدف مُحقق حين سدد اليوناني الدولي كرة صاروخية من مسافة قريبة نجح كان في إبعادها عن مرماه على حساب ركلة ركنية. وكانت هذه الفُرصة الأخيرة في المباراة التي لم يتألق فيها الفريق البافاري، لكنه كان على كل حال الفريق الأذكى والأوفر حظاً ليفوز بكأس الأندية الألمانية للمرة الـ 13 في تاريخه. وهذا ما لم يُحققه أي فريق ألماني حتى الآن.

علاء الدين موسى