يبدو أنّ موسم اللقب الواحد، قد أثر بشدة في المدرب الإيطالي الكبير كارلو أنشيلوتي. فقد زاد من جرعات التدريب أثناء فترة التحضير الحالية للموسم الجديد مقارنة مع العام الماضي. ليس هذا فحسب وإنما بدأ يظهر شخصيته كمدرب مسيطر.
إعلان
يشتهر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بأنه ودود يبني الجسور مع اللاعبين ولا يضغط عليهم، بخلاف آخرين مثل غوارديولا ومورينيو. وقال عنه إبراهيموفيتش مرة "لم يسبق لأي أحد أن استاء منه. فهو ليس مدربا فحسب، وإنما أيضا صديق. إنه رائع".
لكن، وبعد موسم لم يفز فيه مع بايرن سوى بالدوري، يبدو أن تلك الشخصية ظهر لها جانب آخر الآن في مرحلة التحضير للموسم الجديد يتسم بالشدة والحزم. فرغم رحلة الطيران الشاقة، التي قطعها لاعبو بايرن ميونيخ في طريقهم إلى الصين، ووجود مواجهة مع أرسنال هناك، لم يترك أنشيلوتي المجال للاعبيه للراحة، فأخذ في اليوم التالي لوصولهم- أي قبل يوم من مباراة أرسنال - يحثهم بصوت مرتفع خلال التدريب وبدأ اللاعبون يتصببون عرقا، لكنه لم يعبأ بشيء.
وتقول مجلة كيكر الألمانية إنّ أنشيلوتي وبعد "موسم اللقب الواحد" فقد كيلوغرامات من وزنه وأصبح يهتم أكثر بالتزام اللاعبين ويظهر لهم بكل وضوح أنه يرى كل شيء، وأنه على أعلى درجات الحماسة.
حتى خاميس لا يضمن مكانا أساسيا
وقد زاد المدرب الإيطالي من الجرعات التدريبية للفريق البافاري بشكل كبير مقارنة مع العام الماضي، "نحن نريد أن نكون أكثر قدرة على التنافس من العام الماضي" يقول أنشيلوتي. "أنا أريد أن أفوز بالبوندسليغا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا" يتابع المدرب صاحب الـ58 عاما. ويقول كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن إن لديه انطباعا بأن "أنشيلوتي أصبح أكثر حزما بعض الشيء لكي يؤدي موسما ناجحا."
أنشيلوتي اتصل بنفسه باللاعب الفرنسي توليسو ليقنعه بالانتقال إلى بايرن، وقبلها قام بإقناع مجلس الإدارة بأهمية التعاقد مع خاميس رودريغيز. والآن يقولها علنا بأنه ليس مستعدا لأي تنازلات، فقد صرح هو نفسه بأن خاميس يعرف بأنه إذا لم يستحق أن يلعب فسوف يلازم مقاعد البدلاء، كما تقول كيكر. وتتابع المجلة الألمانية أن أنشيلوتي يشعل نار المنافسة حامية الآن في بايرن وأنه ليس هناك لاعب لديه ضمان لأن يكون أساسيا، فالجميع على المحك.
المدرب السابق لبايرن هاينكس استطاع في عام 2013 أن يجمع بين مسألة الحزم والود مع اللاعبين، فحقق الثلاثية، فهل ينجح أنشيلوتي في ذلك الآن؟ تتساءل كيكر.
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.