بايرن يقلد دورتموند ولايبزيغ باتجاه دعم المواهب الشابة
صلاح شرارة
١٤ مارس ٢٠١٧
اشتهر بايرن ميونيخ بشراء نجوم من أندية أخرى بسبب قدراته المادية القوية. لكن البافاري بدأ اليوم فصلا جديدا في دعم المواهب الشابة كما هو الأمر بالنسبة لدورتموند، حيث إنه يستعد لافتتاح أكاديمية كروية خاصة به.
إعلان
القدرات المالية الهائلة في حوزة بايرن ميونيخ أتاحت دائما للفريق شراء ما يرغب فيه من اللاعبين النجوم، خاصة من داخل ألمانيا. ورغم أن قدراته المالية زادت بسبب زيادة عائداته، إلا أنه على ما يبدو بدأ يسير في طريق آخر، طريق يشتهر به أصلا منافسه اللدود، بروسيا دورتموند، وهو العمل على دعم الناشئين.
وكان بايرن قد بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 في تشييد أكاديمية لدعم المواهب الشابة بالقرب من ملعب أليانز أرينا في شمال مدينة ميونيخ من أجل تأهيل لاعبين بمستوى عالمي، على غرار شفاينشتايغر وفيليب لام وتوماس مولر.
وتبلغ مساحة الأرض التي بنيت عليها الأكاديمية، والتي ستفتح أبوابها هذا الصيف أكثر من 30 هكتار وبها ثمانية ملاعب لكرة القدم، بينها ملاعب أرضيتها نجيل طبيعي وأخرى صناعي "ليس لها مثيل في ألمانيا"، حسب ما قالت آنذاك جريدة "زود دويتشه تسايتونغ"، الصادرة في ميونيخ.
ويقول موقع فوكوس الألماني إن أولي هونيس وضع على رأس أولوياته في فترة رئاسته الجديدة للنادي موضوع "تعزيز دعم الناشئين". ومؤخرا أوضح هونيس أنه "سيكون هناك فصل جديد في (تاريخ) نادي بايرن، بأن نحاول التقليل من الانتقالات ونقوم بتطوير لاعبينا."
وإذا كان بايرن يسعى إلى دعم اللاعبين الناشئين ويسير على نهج دورتموند، الذي أخرج لاعبين أمثال غوتسه ورويس، فإن بناءه لأكاديمية كروية حديثة جاء على خطى فرق أخرى مثل لايبزيغ وهوفنهايم. وعند وضع حجر الأساس للأكاديمية قيل إن تكلفتها ستبلغ 60 حتى 70 مليون يورو، أي بتكلفة التعاقد مع لاعبين اثنين تقريبا مثل أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا.
وكان رئيس بايرن مونيخ السابق كارل هوبفنر قد اعترف عند وضع حجر الأساس أن بايرن لديه نقص في دعم الناشئين، وقال إنه من خلال الأكاديمية الجديدة "نسعى للحاق بخطى التقدم، التي سجلها آخرون."
أولى المواهب في النهج الجديد نمساوي
وبدأ أولي هونيس، العائد للرئاسة، العمل من الآن بالفعل لتنفيذ ما يقوله بخصوص دعم المواهب الشابة، حيث وقع مع المدافع الناشيء ماركو فريدل (18 عاما) عقد احتراف ابتداءا من يوليو/ تموز حتى صيف عام 2021، حسب ما أعلن النادي على موقع تويتر.
وماركو فريدل هو لاعب بمنتخب النمسا تحت 19 عاما وكان يلعب حتى الآن بفريق الناشئين الأول "جونيور ايه" في بايرن، لكنه في الأسابيع الأخيرة كان يتدرب مع الفريق الأساسي، بقيادة المدرب الإيطالي أنشيلوتي. بل إن فريدل كان ضمن بعثة البافاري، التي أقامت معسكرها السنوي في مطلع هذا العام بالعاصمة القطرية الدوحة. وقد خاض فريدل مع فريق الناشئين 20 مباراة سجل خلالها 5 أهداف رغم أنه مدافع أيسر.
وقال هيرمان غيرلاند المدرب المساعد لكارلو أنشيلوتي إن فريدل أظهر مستوى رائعا خلال تواجده بفريق الناشين وكذلك خلال التدريب مع المحترفين. وأضاف "نحن نثق في قدرته على إثبات نفسه في بايرن."
وسيتولى غيرلاند (65 عاما) في صيف هذا العام رئاسة أكاديمية الناشئين الجديدة لبايرن ميونيخ وقال إن "التطورات الرياضية الأخيرة وخصوصا نتائج اللاعبين تحت 19 عاما وتحت 17 عاما تظهر أننا على الطريق الصحيح من خلال عملنا مع الناشئين."
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.