بايرن يواجه دورتموند- موقعة رد اعتبار تحسم لقب البوندسليغا؟
٥ أبريل ٢٠١٩
في المواسم الأخيرة، لم يكن بايرن ميونيخ بحاجة لتأكيد سيطرته على مجريات الدوري الألماني. لكنه الآن على موعد مع استحقاق كبير، والمنافس مرة أخرى دورتموند لا أحد غيره. كلاسيكو ألمانيا قد يحسم لقب الدوري وربما لا يحسم شيئاً.
إعلان
في حوار خاص لشبكة DW الإعلامية، اعتبر المهاجم البافاري روبرت ليفاندوفسكي أن مباراة القمة المرتقبة السبت (السادس من أبريل/ نيسان 2019)، بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، "لن" تكون الحاسمة في تحديد هوية الفائز بدرع الدوري هذا الموسم". وعلّل قوله بكون المباراة، التي سوف تقام على عشب أليانز أرينا بميونيخ، ضمن منافسات الجولة 28، ستليها العديد من المباريات التي بدورها قد تكون فاصلة.
قد يكون ليفاندوفسكي محقا فيما يقول، فالدوري الألماني يقوم على 34 جولة، والأمور لا تزال مفتوحة، علما بأن دورتموند المتصدر مبتعد عن "بارون" البوندسليغا، بنقطتين فقط.
"علينا الفوز ولا بديل عن ذلك"
في الوقت ذاته، لا يمكن أبدا التشكيك في أهمية "كلاسيكو ألمانيا" كما يحلو لبعض المعلقين تسميته. فالمنافسة بين الغريمين التقليديين لا تنحصر على مستوى النقاط فحسب. وبالنسبة لبايرن وبدرجة أكبر من دورتموند، هي مسألة "شرف" أولا.
من هذا المنطلق تأتي تصريحات أولي هونيس، رئيس النادي، الذي كان واضحاً جداً في رسالته إلى لاعبي الفريق قائلا "يوم السبت على الساعة السادسة والنصف، لن تنفع أي ذرائع". وأضاف "لا أتخيل أبدا الهزيمة. علينا الفوز، ولا بديل عن ذلك". وينقل عنه موقع "شبورت" الألماني أيضا، قوله: "إذا خسرنا المباراة، فسوف أتمسك مع ذلك بحلمي في الفوز بلقب الدوري. لكننا عندها، لن نكون أهلا له".
وفي الحقيقة، أولي هونيس محق، لأن مباراة الذهاب في النصف الأول من الدوري حسمها دورتموند لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وإذا ما أعاد الأخير الكَرَّة من جديد، فهذا سيكون تأكيداً واضحاً على أنه الأفضل هذا الموسم.
الأرقام ترجح كفة بايرن
ولأنها المباراة رقم 100 بين الفريقين، ولأن أولي هونيس غير مستعد للمساومة على سمعة البافاري، فإنه لا شيء آخر سوف يشبع تطلعاته، سوى الفوز على الند القوي، للتأكيد على أن فريقه كان ولا يزال "ملك" الليغا الألمانية.
لغة الأرقام بدورها، ترجح كفة هونيس، ففريقه استعاد عافيته في النصف الثاني من الموسم، وعاد منذ مدة طويلة ليكشر عن أنيابه، فنجح في اقتناص 25 نقطة من عشر مباريات قلّص عبرها فارق تسع نقاط كانت تبعده عن دورتموند. في المقابل، حصل دورتموند على 21 نقطة فقط، مع تراجع أدائه، مقارنة مع النصف الأول للموسم.
بالنسبة لدورتموند، فإن مباراة كأس ألمانيا المثيرة يوم الأربعاء الماضي، بين بايرن ونادي الدرجة الثانية هايدنهايم، درس مهم متناقض الأبعاد. فمن جهة شاهد لاعبو دورتموند دفاعا بافاريا منهاراً سمح لفريق الدرجة الثانية بهزّ شباكه أربعة مرات. لكنه أيضا شاهد كتيبة حمراء سيطر عليها الإصرار والعزيمة رغم النقص العددي إثر طرد نيكلاس زوله من صفوفه في الدقيقة 15، فقلبت الكفة لصالحها بمجموع خمسة أهداف. فبايرن يبقى دائما مخيفا، حتى عندما يساور أحداً الشكُ بأنه في سبات عميق.
و.ب
مواجهات خالدة بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند
ركلات كونغ فو، فوز بدزينة أهداف ومهاجم لحِراسة المرمى. لقطات وحوادث غريبة رافقت مباريات التنافس المحموم بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند. لكن لقاء القمة رقم 102 بين قطبي الكرة الألمانية يعد بالمزيد من الإثارة.
صورة من: imago/Team 2
فوز ساحق على "الأرض الحمراء"
إحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.
صورة من: picture-alliance/dpa
سيناريو الفوز الأكبر
لا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيف يمكن له أن يفشل في التسجيل؟
هذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
أيها البكّاء!
كان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.
صورة من: imago/Team 2
من حارس مرمى إلى لاعب الكونغ فو
حارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.
صورة من: imago/Team 2
معركة للمتهورين
المباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.
صورة من: imago/Team 2
مواجهة عدائية
استمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.
صورة من: imago/WEREK
مهاجم يحمي شباك دورتموند
في المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.
صورة من: imago/MIS
أيما إذلال!
فاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.
صورة من: imago sportfotodienst
آرين روبن وهدفه الذهبي
كان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.
صورة من: Reuters
السمعة أولاً
يمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
حصيلة ثقيلة
في المباراة التي جمعت الفريقين بآذار/ مارس 2018 أدخل بايرن نصف دزينة من الأهداف في مرمى بروسيا دورتموند، ليثبت من جديد أنه سيد الكرة الألمانية. وتكشف الإحصائيات أن 99 مباراة بين الفريقين حصيلتها: 45 فوزاً لبايرن، و25 انتصاراً لدورتموند، و29 مباراة انتهت بالتعادل.
صورة من: imago/ActionPictures/P. Schatz
صفعة بافارية
انتهت المواجهة المائة بين قطبي الكرة الألمانية التي جرت في أبريل/ نيسان 2019 بخماسية نظيفة للبافاريين سحقت طموحات دورتموند باللقب، فقد كان قبلها متصدراً لجدول الترتيب. وفي نهاية الموسم خطف بايرن لقب الدوري. وفي المباراة التي تلتها كرر بايرن الفوز على ملعبه برباعية نظيفة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
مدرجات خالية
اللقاء 102 بين الناديين سيتذكره عشاق الكرة بشكل خاص، إذ سيجري بدون جمهور بسبب جائحة كورونا وتداعياتها. ويتسلح دورتموند الذي لم يخسر على ملعبه هذا الموسم، بمهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند وهو متعطش للانتقام لنفسه بعد خسارة جولة الذهاب. وتميل الكفة لصالح بايرن في المحصلة، إذ فاز بـ 47 مباراة، بينما لم يفز دورتموند سوى بـ25 وتعادلا في 29 مباراة.