بايل ورونالدو.. حين تشتد المنافسة بين الخصمين الزميلين
٥ يوليو ٢٠١٦ قبيل الموقعة بين المنتخب البرتغالي لكرة القدم ونظيره الويليزي يوم غد الأربعاء (السادس من يوليو/ تموز 2016) ضمن منافسات دور نصف نهائي يورو 2016، تتجه الأنظار إلى نجمي ريال مدريد "الدون" كريستيانو رونالدو وغاريث بايل الذين سيقفان في مواجهة مباشرة بينهما وجدها البعض مناسبة لقياس قوة كل منهما.
واعتاد النجمان على الظهور بقميص الملكي اللعب جنباً إلى جنب، ورغم ذلك لا تربط الاثنين أي علاقة صداقة ولا توجد أي تواصل شخصي بينهما، وبالتأكيد أن ذلك لن يحدث أيضاً في فرنسا البلد المنظم للبطولة.
وكان من الطبيعي أن يصطدم كل منهما بأسئلة الصحفيين حول المواجهة المباشرة بينهما، وكان منتظراً أيضاً أن يسعى كلاهما إلى تغيير السياق وإقفال بورصة المقارنات، وإن بدا غاريث بيل الأكثر انفعالاً ليردّ بطريقة لا لبس فيها: "إنها مباراة بين البرتغال وويلز ليس أكثر".
بيل والانجاز التاريخي
لكن في الحقيقة، الأمر بالنسبة لبيل يختلف، لأن تأهله هو ورفاقه إلى المربع الذهبي يعتبر انجازاً تاريخياً لأنه يتحقق في أول مشاركة لويلز. أما وصول كريستيانو رونالدو إلى الدور ذاته للبطولة القارية فأمر "روتيني" نظراً إلى تاريخ الفريق في النهائيات. ورغم ذلك يبقى تأهل البرتغال خافتاً لأن رونالدو ورفاقه لم يلمعوا إطلاقاً لا في دور المجموعات ولا في منافسات ربع النهائي أمام بولندا.
في المقابل أصبح منتخب ويلز إلى جانب منتخب أيسلندا مفاجأة يورو 2016 المدوية. فويلز ضمن مقعده بين الكبار بعد أداء ملفت أقصى به بلجيكا - صاحبة المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" - بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم. ولبيل دور كبير في ذلك فقد كان له الفضل في تأهل منتخب بلاده في دور المجموعات، ويكفي أنه سجل ثلاثة أهداف في الدور الأول، كما أنه كان أيضاً وراء هدف الفوز على حساب ايرلندا الشمالية في دور الستة عشر (1-0).
ورغم كل هذا يرفض بيل الخوض في جدل المقارنات بينه وبين زميله في "سانتياغو بيرنابيو"، ويكتفي بالقول عنه: "إنه لاعب مذهل والجميع يعرف ما بإمكانه فعله. نحن نركز على ما يمكننا تقديمه كفريق ولا نركز على الأفراد".
أداء مخيب لرونالدو
هذا التصريح في حد ذاته يضعه الميّالون إلى المقارنة بين الاثنين ضمن الصفات التي تميّز بيل عن رونالدو. فالأول يركز بقوة على ما هو "جماعي" دعماً لروح الفريق فيما يسعى صاحب الماركة "CR7" إلى التأكيد على عبقريته، خاصة حين ينتقد رفاقه بشكل صريح ومكشوف على أرض الملعب تماماً كما حدث في مباراة البرتغال الأخيرة أمام بولندا.
وقياساً لأداء الاثنين في البطولة الجارية منذ انطلاقها وإلى غاية الأحد المقبل موعد مباراة النهائي، نجد أن بيل فرض نفسه كواحد من أفضل نجوم القارة العجوز، بينما واجه رونالدو انتقادات قوية أولاً بسبب أدائه المتواضع بما في ذلك إهداره لضربة جزاء أمام منتخب النمسا في ثاني مباراة للبرتغال في البطولة (0-0)، ثم بسبب "تعجرفه" وتهجمه غير المبرر على المنتخب الأيسلندي خلال المباراة الأولى (1-1)، واصفاً إياه بمنتخب "بعقلية متحجرة".
ورغم ذلك نجح "دون" ريال مدريد في رفع رصيده من الأهداف في مجموع أربعة نهائيات أوروبية متتالية إلى ثمانية أي أنه أضحى على بعد هدف من الرقم القياسي للفرنسي ميشيل بلاتيني (تسعة أهداف عام 1984)، وذلك إثر هدفين في الدور الأول (3-3 ضد المجر في الجولة الأخيرة).
ويرى البعض أن الفرصة باتت سانحة لبايل الذي خفت نجمه في ريال مدريد مقابل سطوع نجم رونالدو في الآونة الأخيرة، على قلب الطاولة على زميله على الأقل على مستوى المنتخبات.