تطورت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وأصبحت تستخدم حتى في بناء الجدران والمنازل بطابعات ضخمة ذات أبعاد كبيرة. فنانة مقيمة في الولايات المتحدة تعيد تجسيم تحف فنية وآثار سورية وعراقية دمرها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
إعلان
في شركة برمجيات أوتوديسك في سان فرانسيسكو يُسمَع هدير الطابعات ثلاثية الأبعاد طوال الوقت، حيث تتم طباعة مجسمات لأشياء متنوعة، مثل الأطراف الصناعية وألعاب الأطفال والمجوهرات وغيرها. لكن الفنانة المقيمة في الولايات المتحدة موريهشين ألاهياري تستخدم هذه التكنولوجيا في الشركة لإعادة إنشاء تماثيل عمرها يزيد عن 2000 عام، وفق ما ينقل موقع (دبليو دبليو تو) الإلكتروني.
وتعيد الفنانة الإيرانية تجسيم تحف فنية وآثار سورية وعراقية دمرها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتقول النحاتة ومصممة الديكور موريهشان في تقرير فيديو لقناة "أ.ج" AJ إن " تاريخ تحطيم (الآثار) طويل، باعتبار التحطيم وسيلة للهيمنة وخلق واقع جديد". وتضيف أن عملها الفني يشكل صمّام "أمان ضد التدمير الذي يعتبر شكلاً من أشكال محو التاريخ وإعادة صياغته". وتعتبر الفنانة مشروعها محاولة لإعادة إنتاج كنوز التراث الإنساني المهددة أو المدمرة.
وبواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد عالية الجودة تقوم الفنانة بتصوير آثار وتحف فنية تعرضت للتحطيم والتدمير وتجسيمها. وكان تنظيم "داعش" دمر معبد بعل شمين في تدمر السورية ومدينة النمرود الأثرية ومدينة الحضر الرومانية ومتحف الموصل شمال العراق.
وتعود فكرة تدمير الآثار في العصر الحديث إلى عام 2001 حين قام مقاتلو حركة طالبان بتدمير تمثالين لبوذا، وهو ما أثار سخطاً عالمياً كبيراً. وتطورت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وباتت تستخدم حتى في بناء الجدران المنازل بطابعات ضخمة تبلغ أبعادها عشرات الأمتار وتنجز عملها في فترة وجيزة لا تتعدى أحياناً اليوم الواحد.
ع.م/ف.ي
"داعش" تواصل تدمير التراث الحضاري للشرق
صورة من: picture-alliance/dpa/IS/Internet
قامت عناصر داعش السبت 7 مارس/ آذار بتدمير مدينة الحضر الأثرية بشمال العراق. ونددت اليونسكو بالـ"الاستراتيجية المروعة للتطهير الثقافي التي تجري حالياً في العراق."
صورة من: picture-alliance/N. Tondini/Robert Harding
نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مائة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعاتها، كما كان بها نقوش منحوته وتماثيل.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
مدينة "النمرود" هو الاسم الحديث للمدينة الآشورية الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب شرق الموصل، التي كانت تسمى أيضا كالح وكالخو وتأسست في 13 قبل الميلاد. والآن دمرها داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Baldwin
قالت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي إن مقاتلي "داعش" نهبوا النمرود ودمروها بالجرافات. وكانت المدينة عاصمة للدولة الآشورية الحديثة في القرن الـ 9 قبل الميلاد.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
وكان التنظيم المتطرف قد نشر قبل أسبوع من تدميره لمدينة النمرود فيديو يبين تدميره للآثار والتماثيل الآشورية الموجودة في متحف مدينة الموصل بشمال العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
وأظهر التسجيل بالفيديو مقاتلي التنظيم وهم يدمرون في متحف الموصل القطع الأثرية كبيرة الحجم المصنوعة من الحجارة لكن لا أحد يعلم ماذا فعلوا بالتحف الصغيرة الغالية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
لم تقم داعش بتدمير الآثار الآشورية فقط، وإنما سبق ذلك تدميرهم لآثار إسلامية مثل مرقد النبي يونس في الموصل في يوليو/ تموز 2014. والصورة هنا من عام 1999.
صورة من: cc-by-sa-Roland Unger
تدمير الأضرحة ليس مقصورا على داعش فقط وإنما قام به مقاتلون في مالي في عام 2012. حيث دمروا أضرحة إسلامية في تومبكتو موضوعة على لائحة التراث العالمي.
صورة من: Getty Images
ووصل التدمير والحرق إلى مكتبة تمبكتو التي تحوي آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود للقرن 13 الميلادي. واتهمت حكومة مالي التنظيمات الجهادية بحرقها.
صورة من: DW/P. Breu
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء في مارس عام 2001 ودمرت تمثالي بوذا في باميان، اللذين يعودان إلى القرن الـ6 الميلادي، مستخدمة مدفعية ومدافع مضادة للطائرات.
صورة من: Mohammad Kazemian
كما قال متشددون في مصر بعد ثورة يناير إنهم عازمون على هدم الآثار الفرعونية. وكان أحد المتصوفين قد كسر أنف أبوالهول الشهير في القرون الوسطي، بحسب رواية المقريزي.